اليمن: قتلى بغارات أميركية... والبرلمان يستدعي وزيري الداخلية والدفاع

20 ابريل 2014
غالباً ما تقتل الغارات الأميركية ضد "القاعدة" أبرياء(محمد حويس،Getty)
+ الخط -

دفع تصاعد الضربات الأميركية بطائرات من دون طيار، البرلمان اليمني إلى استدعاء وزيري الدفاع والداخلية، اليوم الأحد، للمساءلة حول استمرارها، رغم تبني البرلمان العام الماضي قراراً بمنع هذه الضربات.

وجاء هذا الاستدعاء بعدما أعلنت "اللجنة الأمنية العليا" في اليمن أن ثلاث غارات جوية نُفذت، اليوم الأحد، في وادي الخيالة بمديرية المحفد محافظة "أبين" وأدت إلى سقوط 25 قتيلاً. وفي مؤشر على احتمال أن تتواصل الضربات الجوية في الفترة المقبلة، دعت اللجنة في بيان نشرته وزارة الدفاع المواطنين إلى الابتعاد عن أماكن تواجد الإرهابيين "تلافياً لأي أخطاء غير متعمدة".

وقتل 12 شخصاً يشتبه بأنهم من عناصر من "القاعدة"، وثلاثة مدنيين، أمس السبت، في غارة شنتها طائرة من دون طيار في محافظة البيضاء وسط البلاد.

وأقرّ المجلس في ختام اجتماعه استدعاء كل من وزيري الدفاع والداخلية الخميس المقبل لمناقشة موضوع الطائرات من دون طيار عقب "مطالبات الأعضاء من مختلف الكتل البرلمانية بوضع حد لهذه الطائرات التي تنتهك السيادة اليمنية وتستبيح دماء اليمنيين وتمارس القتل خارج إطار القانون"، حد تعبير الأعضاء المتحدثين في الجلسة.

ووجه النواب "انتقادات حادة لصمت الحكومة ازاء ما ترتكبه الطائرات الأميركية من دون طيار"، محذرين من أن "استمرار الغارات الجوية لهذه الطائرات من شأنه خلق حالة من الاستياء والغضب الشعبي واتساع دائرة العداء للولايات المتحدة الأميركية"، وفق ما ذكر مرصد البرلمان اليمني.

وكان مجلس النواب اليمني قد تبنى في 15 ديسمبر/ كانون الأول 2013 قراراً يلزم الحكومة بمنع استمرار دخول تلك الطائرات في الأجواء اليمنية، وألزم الأجهزة الأمنية بالقيام بدورها في ملاحقة العناصر "الإرهابية" وتقديمها للعدالة.

وفي غضون ذلك، أعلنت لجنة أمنية حكومية رفيعة في اليمن أن ضربة جوية استهدفت معسكرات تدريب يديرها مسلحون يشتبه بانتمائهم لتنظيم "القاعدة" في منطقة جبلية جنوبي البلاد، وأسفرت عن مقتل عدد منهم.

يذكر أن الولايات المتحدة تقر باستخدام طائرات من دون طيار لاستهداف تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب في اليمن لكنها لا تعقب على الاجراء.

وقالت مصادر قبلية إنه جرى نقل نحو 25 جثة من المواقع التي استهدفتها هجمات الأحد إلى بلدات مجاورة. وأضافت أن ثلاث غارات منفصلة على الأقل وقعت بعد صلاة الفجر واستهدفت معسكرات للقاعدة.

وقال مسؤول يمني إن المتشددين الذين استهدفوا من بين "أهم وأخطر" عناصر "القاعدة" ويحملون جنسيات مختلفة.

وذكر شهود عيان أنهم رأوا متشددين من "القاعدة" يجرون جثثاً وبعض المصابين خارج المنطقة.

وأسفرت غارات أميركية باستخدام طائرات من دون طيار عن مقتل العديد ممن يشتبه في انتمائهم لـ "القاعدة" في جزيرة العرب، بينهم أنور العولقي (رجل الدين المولود في الولايات المتحدة والذي اتهم بارتباطه بمخطط لتفجير طائرة كانت متجهة إلى ديترويت في 2009 وطائرات شحن أميركية في 2010).

وقال عضو الكونجرس الأميركي عن تكساس، رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، إن تنظيم "القاعدة" في جزيرة العرب يمثل "ربما أكبر تهديد خارجي للولايات المتحدة".

وأضاف خلال حديث في برنامج اخباري عبر قناة "إيه بي سي"، "لذا فإنني اعتقد أن النهج الشرس الذي تتخذه الإدارة ضد هؤلاء الإرهابيين دلالة ايجابية للغاية."

وينسب المسؤولون الأميركيون الفضل لاستراتيجية الهجمات بطائرات من دون طيار في أنها جعلت تنظيم القاعدة في جزيرة العرب غير قادر على السيطرة على اراض في اليمن مثلما فعل عام 2011. لكن المنتقدين ومنهم بعض الساسة اليمنيين والأميركيين يقولون إن الغارات وما تسببه من سقوط قتلى في صفوف المدنيين يزيد من التعاطف مع "القاعدة" والاستياء ضد أميركا.

وتناقلت مواقع الانترنت فيديو لزعيم التنظيم ناصر الوحيشي، وهو يلقي كلمة أمام حشد كبير من المقاتلين بمنطقة جبلية غير معلومة في اليمن ويتعهد بشن هجوم على الولايات المتحدة.