اليمن: الحوثي يطالب بـ"قوة محايدة" بعمران لوقف "الحرب السابعة"

03 يونيو 2014
مقاتلون حوثيون في عمران (جمال نومان/فرانس برس/getty)
+ الخط -

أعلن زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، عبد الملك الحوثي، مساء الثلاثاء، استعداد جماعته لوقف إطلاق النار مع الجيش في محافظة عمران، شمالي البلاد، مقابل استبدال وحدات الجيش المرابطة في عمران بأخرى "محايدة".

وعرضت مبادرة الحوثي، التي أطلقها في كلمة متلفزة، أن تبدأ جماعته بـ"إطلاق الأسرى لديها البالغ عددهم 100 أسير، اليوم الأربعاء"، و"الاستعداد لوقف فوري لإطلاق النار". وأكد "العودة مجدداً إلى المقترح السابق بأن يقوم وزير الدفاع باستلام مدينة عمران وإنزال قوة محايدة لحمايتها وحماية أبنائها بشكل كامل بما يكفل أمن المواطنين وسلامتهم".

وهاجم الحوثي، في خطاب استغرق ساعة وثلث الساعة، "حزب التجمع اليمني للإصلاح" ومستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي لشؤون الدفاع والأمن، اللواء علي محسن الأحمر، متهماً إياهما بالسعي إلى حرف مسار الحرب على "الإرهاب" بإشعال الحرب في عمران.

وكان سلاح الجوّ اليمنيّ قد قصف، الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي مواقع لمسلّحي جماعة "أنصار الله" في محافظة عمران شمالي البلاد، ما حدا بمراقبين إلى وصف المواجهات الدائرة بأنها "حرب سابعة" بين الطرفين اللذين خاضا ست حروب بين عامي 2004 و2010.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر محلية، أنّ الطيران قصف بعد ظهر الثلاثاء، مواقع لـ"الحوثيين" في محيط السجن المركزي، الذي سيطروا عليه يوم الاثنين، إضافة إلى مناطق سحب وبني عامر، فيما حلق بكثافة في مناطق أخرى.

وأكدت المصادر نزوح عشرات الأسر من قرى استولى عليها مسلحو "الحوثي"، وذلك هرباً من المواجهات والقصف المتبادل، الذي اشتد خلال الأيام الماضية في ظل تعزيز الحوثيين جبهتهم بمعدات ومقاتلين قادمين من صعدة شمال عمران.

وأكدت مصادر "العربي الجديد" استيلاء "الحوثيين" على مناطق عمد، وسحب، وبني ميمون، والحجلة، وورع، وبني الزبير، وبيت عامر، والدقاري، وهي قرى موزّعة على المحيط الجنوبي لمدينة عمران، فضلاً عن استيلائهم على مديريات في شمال المحافظة، أكبرها حرف سفيان الواقعة تحت سيطرة جماعة "الحوثي" منذ سنوات.

وتدخل سلاح الجو، الاثنين، لأول مرة في عمران بعد ما يقرب من أسبوعين من المواجهات، وذلك بعد محاولات حثيثة لـ"الحوثيين" للاستيلاء على جبل ذي أهمية عسكرية لمدينتي عمران وصنعاء هو جبل ضين. ويقع الجبل في جنوب مدينة عمران، إذ يبعد عنها حوالي ثلاثة كيلومترات، ويبعد عن مطار صنعاء الدولي 21 كيلومتراً من جهة الشمال. ويتحكم في الطريق الواصل بين المدينتين، واستيلاء "الحوثيين" عليه يعني قطع طرق الإمداد عن اللواء "310" المرابط في عمران.

من جهة ثانية، نقلت وكالة "رويترز" عن نائب محافظ عمران أحمد البكري، قوله إن نحو 120 قتيلاً بينهم حوالي 100 من "الحوثيين" سقطوا في مواجهات وقصف بالطيران الحربي. غير أن مسؤولاً محلياً في المحافظة استبعد سقوط هذا العدد "المبالغ فيه" من القتلى في صفوف "الحوثيين" (100)، مؤكداً لـ"العربي الجديد" أن عدد القتلى من الجنود يصل إلى 15 جندياً. ولا تزال وزارة الدفاع تتجاهل تغطية مواجهات عمران بين الجيش و"الحوثيين"، ولا تُصدر بيانات عن سير المواجهات وأعداد القتلى والجرحى.

من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية اليمنية أن الشرطة تمكنت من ضبط 17 من السجناء الفارين من السجن المركزي في مدينة عمران، الذي اقتحمه "الحوثيون"، الاثنين، وتمكنوا من تهريب العديد من السجناء، في عملية مشابهة لحادث تهريب سجناء من قبل عناصر "القاعدة" من السجن المركزي بصنعاء في فبراير/شباط الماضي.

وتجنبت المصادر الرسمية تحديد عدد السجناء الذين تم تهريبهم والقضايا التي سجنوا لأجلها، واكتفت وزارة الداخلية بالإشارة إلى تهريب "عدد من السجناء"، فيما تحدثت مصادر محلية غير رسمية عن فرار ما بين 400 إلى 500 سجين أغلبهم، حسب المصادر، محكومون بقضايا جنائية.

واندلعت المواجهات بين "الحوثيين" والجيش في عمران الواقعة على بعد 50 كيلومتر شمال العاصمة صنعاء، قبل أسبوعين، بعد توسع "الحوثيين" في أغلب مديريات محافظة عمران، واتهامهم من الجيش والسلطات المحلية بالسعي لإسقاط عاصمة المحافظة لتأمين طريقهم للسيطرة على صنعاء.

المساهمون