الولايات المتحدة: استقالة شينسكي تهدد نظام أوباما الصحي

الولايات المتحدة: استقالة شينسكي تهدد نظام أوباما الصحي

31 مايو 2014
قُتل 40 جندياً سابقاً بسبب سوء الإدارة (وين ماكنامي/Getty)
+ الخط -
بعد حوالى 4 سنوات على إقرار نظام الرعاية الصحية، بصيغته الجديدة، مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، أطاحت فضيحة وفاة 40 جندياً سابقاً في أحد مستشفيات فينيكس في أريزونا بوزير شؤون المحاربين القدامى، إريك شينسكي.

وجاءت وفاة الجنود السابقين في الجيش الأميركي، بسبب تأخير الرعاية الطبية في المستشفيات، كما زُوِّرت وثائق متعلّقة بأوقات الانتظار. وقد تؤدي فضيحة كهذه إلى زعزعة إدارة أوباما، قبل الانتخابات النصفية للكونغرس في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

وذكر الكاتب مايكل شير، في مقاله في صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "مشكلة أوباما الآن، تنحصر في تحديد المشكلة في النظام المخصص للقدامى"، ولفت إلى أن "عدد زيارات القدامى إلى المستشفيات ازدادت في السنوات الخمس الأخيرة، بنسبة 26 في المئة، لتصل إلى 94.6 مليون زيارة في السنة المالية الحالية. في المقابل، ارتفع عدد الأطباء العاملين في هذا المجال، بنسبة 18 في المئة فقط".
وأضاف أن "الجمهوريين يؤكدون أن المشكلة لا تكمن في غياب الأموال اللازمة، بل هي متوفرة، إنما تكمن في نوعية الرعاية وكفاءتها". ونقل شير عن مسؤول كبير في إدارة أوباما، رفض الكشف عن اسمه، أن "عملية التخلّص من الأشخاص التي تعوق عملية التغيير الضروري بدأت، والأشهر المقبلة لن تكون جميلة".

وأفاد الكاتب أن "شينسكي وجد دعماً من قبل كثرين، خصوصاً بعد إقرارهم بتطوّر نظم الرعاية الصحية، قياساً على أيام حرب فيتنام (1973-1961)".

ومع ذلك، فإن "أوباما قد يواجه وقتاً عصيباً، وقد لا يتمكن من حمل الكونغرس على الموافقة على تشريعات وتأمين التمويل اللازم من أجل إجراء التغييرات الضرورية في الهيكليات الإدارية"، بحسب شير.
ونقل شير عن رئيس مجلس النواب الأميركي، جون بوينر، قوله "حتى يحدد الرئيس رؤيته وخطته المستقبلية، لمعالجة وضع الرعاية الصحية للقدامى، فإن ما جرى (استقالة شينسكي)، لا يغيّر شيئاً".

ونقلت الكاتبة، خايمي فولر، في صحيفة "واشنطن بوست" عن الباحث في معهد "بروكينغز"، ستيفن هيس، قوله "إن الرؤساء سيئون في طرد الناس، فهم يرتكبون الأخطاء ولا يريدون الاعتراف بخطئهم، فيطردون الأشخاص".

من المؤكد أن أوباما الذي تخطّى منافسه الجمهوري، جون ماكين، في معركة الانتخابات الرئاسية 2008، استند إلى نظام الرعاية الصحية، أو "أوباما كير"، والذي دخل حيّز التنفيذ في 1 / 1 / 2014.
وكان أوباما تمكّن من رفع لواء الرعاية الصحية، بعد الأزمة المالية التي عصفت بالعالم والولايات المتحدة، إضافة الى كارثة إعصار "كاترينا" في 2005، والتي كشفت عن التفاوت في الرعاية الأميركية، خصوصاً حين ضرب الإعصار ولاية نيوأورليانز، التي عكس وضعها صورة قاتمة عن "الحلم الأميركي".
ومن المتوقع أن يواجه أوباما أوقاتاً عصيبة في ما تبقّى من ولايته، مع انعدام قدرته على مواجهة الكونغرس في الفترة المقبلة، وسط التحدّيات التي تواجه إدارته، بدءاً من الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وصولاً إلى الملفين السوري والأوكراني.