النضال حتى اكتمال الهلال

13 فبراير 2017
+ الخط -
لم تكن ثورة الـ 11 من فبراير في اليمن ضد فساد النظام السابق ودكتاتوريته المتجمهرة وحسب، بل كانت ثورة لإنقاذ ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، واستكمال أهدافها التي جمّدها أعداء الجمهورية ومدمنو التخلّف والجهل والتسلّط ومشروع وطني كبير يهدف إلى تنفيذ أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر ومواصلة السير في الدرب الذي بدأ بشقه الأجداد في ثورة الـ 26 من سبتمبر والـ 14من اكتوبر المجيدتان.
ثورة الـ 11 من فبراير تاريخ فاصل بين عهد تسلّطي دكتاتوري تقمّص دور الجمهورية وعهد جديد سيشرق فجره ببناء دولة مؤسسات ووطن اتحادي، يتقاسم الجميع فيه السلطة والثروة والمسؤولية، وينعم أبناؤه بعيش كريم وحرية حقيقية ومشاركة فعالة في البناء والقرار والتنمية.
جاءت ثورة 11 فبراير نتيجة حتمية لاجتثاث بقايا الملكية والدولة العميقة للإماميين الذين أعادوا تموضعهم في دولة ما بعد ثورة سبتمبر بزي جمهوري وعقول ملكية، وهو ما ساعد في إعاقة تنفيذ أهداف ثورة سبتمبر، وجمّد العمل في السير نحو الجمهورية المنشودة والأحلام الواسعة والآمال العريضة التي رسمها أجدادنا، كاستراتيجية وخطة للتنفيذ، بعد نجاح ثورتهم.
11 فبراير ثورة شعب وأمل أمة للانعتاق من ظلم وتسلّط وفساد النظام السابق وزبانيته وأدواته القمعية الرجعية المتخلفة الذين احتكروا السلطة، وبدّدوا الثروة، وعرقلوا بناء دولة مؤسسات، لكي لا يفقدوا مراكز القوى.
من يتشبث بها مستعد لأن يضحي بكلّ شيء، من أجل الحفاظ عليها لتصبح بيد الشعب الذي من المفروض أن يكون هو مالك القرار ومصدره، وهو من يختار ممثله، ومن يتولى قيادة عجلة البناء والتنمية في البلاد، وها نحن اليوم، وبعد ما يقارب الـ 55 عام منذ انطلاق ثورة 26 سبتمبر المجيدة، نعيش أحداث الثورة السبتمبرية الأم، ونعيش عبث وتدمير وقمع الإماميين الذين جاءوا بعملية انقلابية ومسيرة تدميرية للوطن وقتل للمواطن.
ما يمرّ به الوطن اليوم من أحداث مؤلمة ومآس موجعة وجرائم وحشية من الإنقلابيين، وما يقابلها من تضحيات جسيمة يقدّمها الأحرار والشرفاء، أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في جميع الجبهات إلا تتمة لما بدأنا به في 11 فبراير 2011، وسنواصل كفاحنا ونضالنا ومقاومتنا، حتى يكتمل هلال ثورتنا المجيدة، وتصبح بدراً وتتحقّق أهدافها وينجح مشروعها الوطني الكبير، المتمثل في بناء دولة مؤسسات في ظلّ اليمن الاتحادي، ونظامه الفيدرالي، لننعم بخيرات وطننا، ونعيش تحت أفياء ظلالة الوافرة.
38762DCC-6CA3-447F-85E0-4F8E1BDF830E
38762DCC-6CA3-447F-85E0-4F8E1BDF830E
عبد المالك الشميري (اليمن)
عبد المالك الشميري (اليمن)