النرويج تعزز دفاعاتها بسبب "تحركات" روسية في جزيرة سفالبارد القطبية

27 سبتمبر 2019
تملك واشنطن قاعدة عسكرية ضخمة في ثولا (دورسون أيديمير/الأناضول)
+ الخط -
يبدو أن الكشف، من خلال مواقع إخبارية نرويجية، عن تحركات "وحدات خاصة" روسية خلال الأيام الماضية، على أرض جزيرة سفالبارد القطبية الشمالية، والتي تتبع السيادة النرويجية منذ 1920، يوتر وضعا متأزما في الأصل ضمن مساع للهيمنة في المنطقة القطبية الشمالية بالعموم. 

ورفضت، صباح اليوم الجمعة، السفارة الروسية الإجابة عن أسئلة صحافيي موقع "الدري مير" عن تلك التحركات الروسية، والتي نسبها الموقع إلى "أسطول الشمال الروسي"، الذي فعّله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أعوام قليلة، في محاولة منه لمواجهة تصاعد التواجد الغربي في المنطقة القطبية وقرب سواحل روسيا نفسها.

وصباح اليوم أيضا، رفض جهاز الاستخبارات النرويجي تأكيد أو نفي ما يجري على أرض جزيرة مفتوحة بالعادة لاستقبال الروس وغيرهم ممن يعملون في مناجمها أو يقومون بأبحاث. 

ورغم عدم نفي أو تأكيد الجهاز الأمني النرويجي، بحسب الموقع الإخباري "الدري مير" النرويجي، إلا أنه رد على طلب الصحافة التعليق بالقول إن "المخاطر بشكل عام قائمة وبنسبة كبيرة ضد أمن النرويج".

وكانت السلطات النرويجية قد رفضت، أمس الخميس، طلب وسائل الإعلام المحلية التعقيب على تسريب التحركات الروسية في المنطقة، الواقعة إلى الشرق من جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك، فاضطرت، إثر حريق نشب، أيضا أمس، على ظهر باخرة روسية قرب ميناء مدينة ترامسو، وهي المنطقة التي شهدت العام الماضي أكبر مناورات عسكرية غربية، ما أثار تساؤلات حتى بين متابعي الأخبار من النرويجيين العاديين حول ما سموه "صمتا مريبا" من قبل حكومتهم بشأن أسئلة موجهة مباشرة على مواقع بعض الصحف، مثل موقع صحيفة "في غي" واسعة الانتشار، والقناة الرسمية ن ار كي".

وأجرت روسيا مناورات عسكرية ضخمة خلال الأيام الماضية، بمشاركة أسطول الشمال الذي تعززت قدراته منذ 2017 بمبادرة من بوتين بصرف مليارات الروبلات عليه. 

وبحسب ما ينقل موقع "ألدري مير"، فإن جهاز الاستخبارات العسكرية النرويجي FD رفض أيضا التعقيب على ما جرى، "فليس بوسعنا التصريح عن هذا الأمر"، وفقا للمتحدث باسم الجهاز وكبير متسشاريه لارس غييمبله، الذي حول الأمر إلى جهاز المخابرات PST. 

والمتحدث باسم الجهاز الاستخباراتي تروند هاوباكين، أجاب عن سؤال الصحافيين بشأن التحركات الروسية في جزيرة سفالبارد بأنه "بعض وكالات الاستخبارات لديها حاجة للعمل من أجل كشف واستطلاع التحديثات والمنشآت والبنية العسكرية عموما، وهي تستخدم في سبيل ذلك وسائل عديدة". 

ورفض هاوباكين الإجابة مباشرة عن النشاط الروسي في الجزيرة بالقول إنه "لا رغبة عندي أن أعلق على ما نقله موقع ألدري مير تحديدا في هذه القضية، لكني أستطيع القول إن التهديد من قبل قوة أجنبية ضد النرويج (وهي تسمية تشير دائما إلى روسيا في معظم الدول الاسكندنافية حين التحدث عن اختراقات بشرية أو إلكترونية) هو تهديد قائم ومستمر". 

وفي الوقت نفسه، يعترف جهاز الاستخبارات النرويجي بأن هذه "السلطة الأجنبية" زادت من أعمالها الاستخباراتية خلال السنوات العشر الأخيرة. 

وكان جهازا الاستخبارات المدني والعسكري قد تحدثا، في أكثر من مناسبة منذ 2017، عن وجود محاولات تجسس وتشكيل مخاطر على البلد من قبل الروس والصينيين.

وشهد 2017 تزايدا كبيرا في الأنشطة الروسية العسكرية في المناطق القطبية القريبة من سواحل ومياه إقليمية ودولية للنرويج وفنلندا والدنمارك. 

وعقد حلف شمال الأطلسي في 2018 اجتماعا فوق أرض الجزيرة، ما دفع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التحذير من أن مثل هذه الاجتماعات والتحركات الغربية في المنطقة يمكن أن تتسبب باندلاع حرب مع النرويج والحلف. 

 

يذكر، وفقا لوسائل إعلام اسكندينافية ومعلومات روسية، أن قوات أسطول الشمال الروسي أجرت في 2017 مناورة عسكرية تحاكي احتلال جزيرة سفالبارد، مثلما أجرت ذات المحاكاة لضرب واجتياح جزيرة بورنهولم الدنماركية في منطقة البلطيق.

وتصاعد التوتر بين موسكو والصين (بدرجة أخف) والقوى الغربية إثر الكشف عن توسيع الأطلسي (ناتو) لتواجده العسكري في المنطقة القطبية وإقامة قواعد تنصت وتجسس ووضع خطط مستحدثة لزيادة التسليح في غرينلاند، التي اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أسابيع، شراءها من الدنمارك، وهو ما رفضته الأخيرة وأدى إلى إلغاء ترامب زيارة مقررة إلى كوبنهاغن.

وتملك واشنطن قاعدة عسكرية ضخمة في ثولا الغرينلاندية، وتجري هذه الأيام مفاوضات عسكرية في أوسلو وكوبنهاغن وواشنطن حول إجراءات وتسليح أكثر بطائرات مقاتلة حديثة مثل إف 35 التي تملكها الآن الدنمارك، ضمن مشروع مشاركتها في صناعتها مع دول أخرى، فيما رئيسة وزراء النرويج إيرنا سولبيرغ تجري أيضا مفاوضات في فلوريدا الأميركية للتزود بأحدث طائرات الاستطلاع، مؤكدة وفقا للقناة التلفزيونية النرويجية الرسمية مساء أمس وصباح اليوم، على "ضرورة متابعة التحركات الروسية وتقوية وتعزيز الوجود العسكري للحلف الأطلسي في جزر الشمال".​

دلالات