النازحون إلى كردستان: خيم فارغة.. وحنين للديار المنهوبة

النازحون إلى كردستان: خيم فارغة.. وحنين للديار المنهوبة

06 يوليو 2014
طفل عراقي مريض مع والدته داخل خيمة النزوح (Getty)
+ الخط -

300 ألف نازح عراقي إلى إقليم كردستان؛ تضاعفت معاناتهم بحلول شهر رمضان، بينما هم في خيامهم التي تفتقد إلى أبسط وسائل الإعاشة، خاصة أنّ أغلبهم خرجوا بملابسهم فقط وتركوا كل شيء خلفهم بمنازلهم التي وصلتهم معلومات بنهبها من قبل مليشيات تابعة لحكومة نوري المالكي.

سعاد، نازحة من محافظة ديالى التي تقع شمال شرق العراق، لا تزال تذكر زينة رمضان التي اشترتها لإدخال البهجة على أطفالها، تركت خلفها المصابيح الملونة والطعام الذي اشترته خصيصا لرمضان لتعيش هي وأطفالها على الكفاف بعد نزوحها الإجباري، تقول و دموعها المنهمرة حزنا على طفلها "نسكن في خيمة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة كما أن سوء الخدمات أدى إلى سوء حالة ابني الذي يعاني من الشلل النصفي".

داخل مدرسة في قرية مردانه التابعة لقضاء خانقين الكردي تقيم عدد من العوائل النازحة، من بينهم عائلة حنين التي تركت بيتها وجاءت إلى كردستان منذ 3 أسابيع، "العائلة المكونة من 12 شخصا تتقاسم غرفة واحدة تقيم فيها النساء والرجال والأطفال وكبار السن" تقول حنين، تكمل وهي تشير بيدها إلى المدرسة "يسكن 73 نازحا داخل المدرسة، كنا نأمل العودة إلى ديارنا مع حلول شهر رمضان، إلا أن جميع من بقي هناك يحذرنا من العودة، وضعنا متردي وصيامنا في ظل درجات حرارة مرتفعة جدا، لا ماء بارد ولا هواء بارد بل حتى أساسيات الغذاء كالأرز والدقيق لا نجدها أحيانا".

وتعاني عائلة أم أكرم من حصولها على خيمة تكفي بالكاد أسرتها المكونة من 9 أشخاص بينهم 5 أطفال "لم يتسن لنا سماع صوت الأذان ولا أداء صلاة التراويح وغيرها من الأمور التي كانت تدخل قليلا من البهجة على نفوسنا الحزينة" -تقول أم أكرم- التي بكت وهي تتذكر أطفالها المحرومين من حلوى رمضان وأجوائه ومعانتهم في حياة النزوح المريرة، كما تصفها.

أما أبو ياسر فدفعته ظروف النزوح السيئة ومجيء الشهر الكريم إلى العزم على العودة إلى بعقوبة -حيث كان يسكن- لكنه تلقى خبرا صادما أن مليشيات عصائب أهل الحق التابعة لقيس الخزعلي، سرقوا منزله كما فعلوا بعدة منازل أخرى في منطقته حيث حملوا كل شيء من المنازل المسروقة التي تركوها خاوية ورائهم "حتى الأبواب والشبابيك سرقوها" يقول أبو ياسر الذي وجد نفسه وأولاده مجبرين على الحياة بخيمة لا تقيهم حرارة الشمس التي تتجاوز 50 درجة مئوية، في الوقت الذي اقترب ماله من النفاذ ليجد نفسه معوزا غير قادر على توفير ما تحتاجه عائلته.

ويقدر عدد نازحي محافظة ديالى بـأكثر من 5000 عائلة من مختلف مدن المحافظة، منهم (25.000) نازح في قضاء خانقين، كما نزحت 600 عائلة إلى قضاء كلار التابع لمحافظة السليمانية ضمن إقليم كردستان العراق بحسب رئيس اللجنة المشكلة لمتابعة النازحين عبد الله الفرحان.

من جانبه، حذر عضو مؤسسة الراصد الحقوقي حسين الزبيدي من زيادة أعداد النازحين خلال الفترة المقبلة. وقال الزبيدي لـ"العربي الجديد": "أعداد النازحين تزداد وهو ما دفعنا لتشكيل لجنة للتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق حيث التقينا برئيس حكومة الإقليم برهم صالح لغرض مساعدة النازحين والتخفيف عنهم خاصة مع قدوم شهر رمضان، ونعمل على فتح مخيم متكامل جديد في قضاء كلار خلال الفترة المقبلة".

وكشف الزبيدي عن وجود أعداد كبيرة من النازحين يسكنون العشوائيات ومناطق لم تعد آمنة مثل "منصورية الجبل وقره تبة وناحية ودلي عباس وقرى شروين".

وأضاف "لاحظنا انتشار الأمراض في أماكن النزوح العشوائية وعدم وجود نقاط طبية لتقديم العلاج للاجئين رغم مطالبتنا وزارة الصحة بذلك ، كما أن ارتفاع درجات الحرارة فاقم الوضع سوءا خاصة وإن أغلب النازحين لا يملكون وسائل تبريد".

طفل مصاب بالشلل يعاني الحر الشديد في مخيم للنازحين بكردستان (العربي الجديد)



















من جانبه قال الشيخ أحمد سعيد المتحدث باسم الحراك الشعبي في ديالى لـ" العربي الجديد" إن ديالى تتعرض منذ عدة سنوات إلى الظلم والتهميش والإقصاء وإن المليشيات المدعومة من قبل دول معروفة لا سيما إيران عاثت بديالى فسادا من خطف وقتل وتهجير واعتقالات.

وأضاف أن أهل ديالى، المهجرون والنازحون يبيتون اليوم في العراء تحت لهيب الشمس داعيا الكل تقديم المساعدة الفورية بإعانة المهجرين والنازحين اللذين يعانون المرض والجوع والحر الشديد، معربا عن قلقه وخوفه على المهجرين والنازحين في حال استمر الوضع على ما هوعليه .