المقدسيّون يهلّلون لصواريخ المقاومة.. الخير القادم من غزة

المقدسيّون يهلّلون لصواريخ المقاومة.. الخير القادم من غزة

09 يوليو 2014
صواريخ غزة تهزّ الأرض المحتلة (أشرف أمرا/الاناضول/Getty)
+ الخط -

لم يكن صوت صفارات الإنذار جديداً على المقدسيين، الذين عايشوا أكثر من حرب وعدوان إسرائيلي على قطاع غزة. وفي كل مرة تراوحت ردات فعلهم ما بين الخروج إلى الشوارع واعتلاء أسطح المنازل، فيما يتقاطر الشبان إلى الشوارع مكبّرين وهاتفين، ومطلقين صفارات البهجة والفرح.

تكرر هذا الأمر الليلة الماضية، حين علت أصوات صفارات الإنذار فجأة، وما هي إلا لحظات حتى اهتزت الأرض بصوت صاروخ حلّق من غزة حتى مشارف القدس الشمالية الغربية، مُحدثاً حالة من الفزع لدى الإسرائيليين، وعكسها تماماً لدى المقدسيين، الذين هتفوا في المسجد الأقصى بالتكبير وكانوا في ذروة صلاة التراويح، ونادوا بحياة الشهيد، وبافتداء الأقصى بالروح والدم.

منهم من بكى تأثراً، وقد غاظه على مدى أيام طويلة من يوم استشهاد محمد أبو خضير حتى ارتقاء آخر شهيد في غزة، ما بدا أنه عُلو وغطرسة قوة لا تجد من يوقفها، ومنهم من خرج إلى أسواق البلدة يوزع الحلوى فرحاً.

أحد الشبان، ويدعى عصمت الكردي من سكان القدس القديمة، قال "ليس مهماً إن قتل الصاروخ أو جرح. المهم أن الرعب دبَّ في قلوبهم، فتراكضوا يبحثون عن ملجأ".

في المقابل، لم تتمالك والدته نفسها، فأطلقت زغرودة متصلة، قبل أن تقول "الله يحمي شبابنا. والله يحيي أهلنا في غزة".

في حي الشيخ جراح، الواقع إلى الشمال من البلدة القديمة، لم تختلف الصورة كثيراً، فقد خرج الشبان إلى الشوارع معبّرين عن فرحتهم، قبل أن يصطدموا بقوة من حرس الحدود، كان أفرادها قد انبطحوا أرضاً خوفاً من صاروخ غزة الذي زلزل أركان القدس. فانهال الجنود على الشبان بالضرب انتقاماً.

أما محيط منزل عائلة الشهيد أبو خضير في شعفاط، فتحول من بيت عزاء إلى ساحة للشبان الذين وجّهوا مفرقعاتهم النارية باتجاه قوة من شرطة الاحتلال الخاصة، التي ردّ أفرادها بإطلاق الرصاص المطاطي، فأصابوا اثنين من الشبان، لتتجدد المواجهات في محيط المنزل.

أمضى المقدسيون ليلتهم أمس الثلاثاء، في انتظار سماع المزيد من أصوات صفارات الإنذار، ولم يأبهوا لدعوات بلدية الاحتلال في القدس المحتلة للمواطنين بالنزول إلى الملاجئ. وبدلاً من ذلك، صعدوا إلى أسطح المنازل ليرحبوا بـ"الخير القادم من غزة"، كما قالت سيدة من رأس العمود، كان جنود الاحتلال قد نكّلوا بنجلها قبل اعتقاله.