المغرب: برامج مكافحة الجريمة أم تعليمها؟

المغرب: برامج مكافحة الجريمة أم تعليمها؟

14 أكتوبر 2014
طالب الناشطون بمنع بثّ هذه البرامج
+ الخط -
مجدداً عاد الجدل حول برامج الجريمة، التي تعرض على القنوات المغربية، إلى الواجهة. أما السبب فهو اعتراف شاب مغربي بارتكابه جريمة قتل ضابط متقاعد شمال البلاد، مستفيداً من هذه البرامج.

وطالب ناشطون مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي بمنع بث عدد من هذه البرامج لأنها تعلم الشباب تقنيات الإجرام، من خلال تسليط الضوء على الأساليب التي يعتمدها المجرمون في ارتكاب جرائمهم.

وقد جاءت اعترافات الشاب لتشعل موجة من الانتقادات الحادة. واندلعت موجة من الانتقادات الحادة وسط الناشطين على مواقع التواصل، وصلت إلى حد المطالبة بإلغاء بث جميع البرامج التي تعرض موضوع الجريمة على القنوات المغربية، وخصوصاً برنامج "أخطر المجرمين"، و"مسرح الجريمة"، و"مداولة".

وأطلق ناشطون، في هذا السياق، عريضة على موقع "أفاز" العالمي المتخصص في تنظيم حملات إلكترونية بهدف الضغط على مسؤولي القنوات المغربية لوقف برنامجي "أخطر المجرمين" على القناة الثانية، و"مسرح الجريمة" على قناة "ميدي واحد تي في". وأكد المطالبون أن هذه البرامج تؤدي إلى "حالة من التطبيع النفسي والذهني مع الجريمة التي خلقها هذا الصنف من البرامج لدى قطاع من المشاهدين، على اعتبار أنه يتم أحياناً تقديم المجرم على أنه بطل صاحب شخصية قوية".

وانتقد موقعو العريضة ما قالوا إنه "تمثيل الجرائم المرتكبة بتفاصيلها المثيرة، ما يجعل من التلفزيون مدرسة لتعلم الجريمة، وهو يرشد المراهقين والأطفال على الطرق التي تُقترف بها هذه الجرائم".

وتبعاً للعريضة على موقع "أفاز" العالمي فإن "الخطاب الذي تعتمد عليه برامج الجريمة يتركز على عنصرَي التشويق والإثارة، كما أنه ينبه إلى مسائل وتفاصيل غفل عنها المجرم، ما يدفع مجرمين إلى تدارك أخطائهم لدى تنفيذ جرائمهم".

الناشط على الإنترنت، علي شهبون، قال في تصريحات لـ"العربي الجديد" إنه "لم يعد مقبولاً اليوم، في مجتمع يسعى إلى الحد من الجرائم المرتكبة، أن تبث قنوات برامج تلقن من دون قصد مبادئ وتقنيات الإجرام، وتُصوّر مقترف الجريمة على أنه شخصية مثيرة للاهتمام".

وتابع: "يتعين على الناشطين والإعلاميين ومختلف جمعيات المجتمع المدني الضغط على القنوات من أجل إيقاف بث برامج الجريمة، أو على الأقل تحويلها إلى برامج تقوم على توعية المشاهدين بخطورة الأفعال الإجرامية والأنشطة غير القانونية".

من جهته، يقول معد برنامج "أخطر المجرمين"، حسن الرميد، إن الهدف من هذا النوع من البرامج هو "توعية المشاهد على خطورة ارتكاب الجرائم". ويضيف أن هذه البرامج "تربوية بالأساس لكن لا يجب عليها السقوط في فخ الوعظ والخطاب المباشر، حيث يستند إلى التشويق لجذب الجمهور".

ونفى الرميد أن تكون متابعة مجرمين برامج الجريمة قد دفعتهم إلى ارتكاب جرائم أخرى، "لأن ذلك غير ثابت علميّاً بأرقام أو دلائل"، مشيراً إلى أنه في البلدان الغربية تعتبر برامج الجريمة عنصراً أساسيّاً في تشكيل الفكر الاجتماعي والأخلاقي للمجتمع.

وكانت الحكومة قد راسلت، قبل أسابيع قليلة، الهيئة العليا للسمعي والبصري، المتخصصة في مراقبة برامج القنوات المرئية والمسموعة لتعزيز دور الإعلام في محاربة الجريمة.

دلالات

المساهمون