المعركة ضد فيروس كورونا في أرمينيا تشلّها المعلومات المضللة

المعركة ضد فيروس كورونا في أرمينيا تشلّها المعلومات المضللة

21 يونيو 2020
استجابة الحكومة كانت بطيئة (كارين ميناسيان/فرانس برس)
+ الخط -
مارينا خاتشاتريان ليست الشخص الوحيد في أرمينيا الذي يظن أن فيروس كورونا مؤامرة حكومية. لكن العدد الكبير لمتابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعني أن لشكِّها تأثيراً واسع النطاق، وقد يكون خطراً. تدير هذه الجرّاحة العاطلة من العمل صفحة على "فيسبوك" لمجموعة محلية تنتقد السياسات الصحية للحكومة، حيث يتعرض آلاف من متابعيها لجرعات منتظمة من الادعاءات الكاذبة حول الوباء. وقالت خاتشاتريان التي تعتقد أيضاً أن الوباء أُنتج في مختبر، إن "السلطات" تريد استخدام شعبها كحيوانات تجريبية لاختبار اللقاح".

تعرضت الحكومة الأرمنية لانتقادات بسبب الاستجابة البطيئة لتفشي الوباء الذي أصاب رئيس الوزراء في البلاد، وأدى إلى تجاهل تدابير حجر صحي وامتلاء المستشفيات. لكن المنتقدين يقولون أيضاً إن السلطات تفشل في القضاء على انتشار المعلومات المضللة، مثل منشورات خاتشاتريان التي تغذي الوباء وتقلّل من أهمية قواعد العزل.

وقال عالم الأوبئة نونيه باكونتس لوكالة فرانس برس: "إن الحجر الصحي لم ينجح في أرمينيا" لأن الناس صدقوا المعلومات المضللة على الإنترنت، ولم يأخذوا "التهديد على محمل الجد".

ومن المزاعم الشائعة في البلاد، أن الفيروس مؤامرة عالمية يقودها بيل غيتس، وأن تكنولوجيا الجيل الخامس تستخدم لنشر العدوى. وقد توصل تحقيق أجراه موقع "أوبن ديموكراسي" البريطاني إلى أن بوابة الأخبار المحلية المثيرة للجدل "ميدميديا.ام" كانت تنشر معلومات مضللة و"خطرة جداً" عن الفيروس.

وقد وصف أحد المقالات المنشورة من خلالها، اللقاحات التي تطوَّر حالياً بأنها "أسلحة بيولوجية" وحذّر الأرمن من المشاركة في برامج التلقيح. وشوهد المنشور على الأقل 131 ألف مرة، ونال 28 ألف إعجاب على "فيسبوك"، وهو رقم كبير بالنسبة إلى بلد يبلغ عدد سكانه ثلاثة ملايين نسمة.

وقد أقرّ رئيس الوزراء نيكول باشينيان، الذي أعلن في يوم عيد ميلاده في الأول من حزيران/يونيو أنه مصاب بفيروس كورونا الجديد، بأن حكومته فشلت في الاستجابة للوباء.
واعترف في وقت سابق من هذا الشهر بأن المستشفيات المكتظة لم تعد قادرة على التعامل مع عدد المصابين بالفيروس، وأن الناس يموتون بسبب نقص الأسرّة في العناية المركزة. لكنه ألقى باللوم في انتهاكات الحجر الصحي التي حصلت على نطاق واسع، على "الشائعات الكاذبة التي زعمت أن الوباء مجرد تخيلات".

وقد تجاهل الأرمن إلى حد كبير تدابير الإغلاق لاحتواء تفشي المرض التي فُرضت في أواخر آذار/ مارس مع استمرار الكثيرين في التجمع في الأماكن العامة من دون وضع الكمامات الإلزامية.

وأوضحت الناطقة باسم الحكومة ماني غيغورغيان لوكالة فرانس برس أن "وسائل الإعلام الأرمينية مليئة بالمعلومات الكاذبة المرتبطة بفيروس كورونا، وهذا يضرّ بمعركتنا ضد الوباء". وقال محللون إن الحكومة أرسلت أيضاً رسائل مختلطة وإرشادات غير واضحة للشعب.

وأشار المحلل سامفيل مارتيروسيان إلى أن "المسؤولين كانوا يطالبون الشعب بوضع الكمامات، لكنهم لم يضعوها حتى وقت قريب". إضافة إلى ذلك، قالت الناشطة الحقوقية زانا ألكسانيان لوكالة فرانس برس إن محاربة الحكومة المعلومات الكاذبة المرتبطة بوباء كوفيد-19 لم تنجح، وأنها "دخلت حديثاً في حوار مع الشعب لتوعيته بشأن التضليل الخطير".

وشهدت أرمينيا زيادة كبيرة في عدد الإصابات بالفيروس في الأسابيع الأخيرة لتصل إلى أكثر من 17 ألف إصابة مع 285 وفاة، فيما يبدو أن الوضع سيزداد سوءاً.

وشبّه باشينيان الأسبوع الماضي الوباء بـ"الجحيم"، وقال إن العدد الفعلي للمصابين قد يصل إلى 100 ألف. وقد تخلى المسؤولون عن فكرة إعادة فرض تدابير الإغلاق التي رفعوها في 4 أيار/ مايو، مشيرين إلى الانتهاكات المتكررة التي حصلت، ولم يضعوا بعد استراتيجية لمعالجة المعلومات المضللة التي تقوض المبادئ التوجيهية لمكافحة الفيروس.

وأوضحت غيغورغيان، في إشارة إلى الأخبار الكاذبة المتصلة بالوباء، أن الحكومة "ليس لديها حل لمواجهة ذلك". وتابعت: "ما يمكننا القيام به هو إجراء حوار مفتوح مع الناس".


(فرانس برس)