المعارك في أوكرانيا تتجدد وحرب العقوبات تحتدم

تجددت المعارك، اليوم الجمعة، في مدينة دونيتسك بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا على خلفية حرب العقوبات والعقوبات المضادة بين روسيا والبلدان الغربية، والمخاوف من تدخل روسي في أوكرانيا.

وأعلنت القوات الأوكرانية عن مقتل 15 شخصاً في غضون 24 ساعة، هم سبعة جنود وثمانية من حرس الحدود، خلال معارك على الحدود الروسية إذ أرغمت الفرقة 79 للقوات المسلحة على الانكفاء بعد مواجهات استمرت ثلاثة أيام.

وسُمعت أصداء انفجارات قوية ورشقات من أسلحة ثقيلة ليل الخميس ــ الجمعة في دونيتسك، ووصلت المعارك الدامية أمس الخميس للمرة الأولى إلى وسط المدينة.

وقال مجلس مدينة دونيتسك، إن مباني سكنية مؤلفة من أربعة طوابق في الشطر الجنوبي من المدينة تعرضت لدمار كبير بفعل المعارك.

وأسفر سقوط قذيفة على مستشفى عن مقتل شخص واصابة اثنين، بينما خسرت كييف أمس الخميس طائرتين، الأولى مروحية اضطرت للقيام بهبوط اضطراري بعد اصابتها بصواريخ أطلقها انفصاليون، والثانية مقاتلة سقطت قرب قرية جدانيفكا، وعلى مقربة من مكان سقوط الطاِئرة الماليزية في 17 يوليو/تموز.

ووسط هذه الأجواء، قالت الحكومة الأوكرانية، اليوم الجمعة، في بيان لها، إن وقف إطلاق النار مع الانفصاليين في المنطقة التي سقطت فيها الطائرة الماليزية لا يزال سارياً، رغم الإعلان عن تعليقه إلى حين استئناف العمل في عمليات البحث.

ولم يوضح البيان لماذا قالت الحكومة أمس الخميس إن وقف إطلاق النار علق بعد قرار فريق من الخبراء الدوليين وقف عمليات البحث هناك بسبب استمرار القتال.

وكان الأطباء الشرعيون قد تعرفوا على 21 ضحية جديدة لحادث تحطم الطائرة الماليزية، ليرتفع عدد الضحايا الذين حددت هوياتهم إلى 23 وفق ما أعلنت الحكومة الهولندية، اليوم الجمعة، في حين يغادر المحققون الدوليون شرقي أوكرانيا بسبب المعارك.

حرب العقوبات

وبينما تزداد كثافة المعارك ويستعد الجيش الأوكراني لتحرير المدن التي يسيطر عليها الانفصاليون، تأخذ التوترات الدولية حول الأزمة الأوكرانية منحى حرب تجارية.

فقد ردت روسيا على العقوبات المفروضة عليها، أمس الخميس، بإعلان حظر يستمر سنة على استيراد المواد الغذائية ولاسيما منها الأوروبية والاميركية. كما هدد رئيس الوزراء الروسي، ديمتري ميدفيديف، بمنع تحليق طائرات الشركات الجوية التي تقوم برحلات بين أوروبا وآسيا عبر سيبيريا فوق الأراضي الروسية، مما يزيد من فاتورة المحروقات.

وقالت بروكسل التي تعد لاجتماع الأسبوع المقبل على الصعيد الأوروبي، إنه "قرار سياسي ذو صبغة سياسية واضحة"، في حين دعت بولندا، اليوم الجمعة، البلدان الأوروبية إلى التضامن لمواجهة الحظر الروسي.

وأعلنت استراليا التي شملها الحظر الروسي، اليوم الجمعة، عن تشديد عقوباتها على موسكو، وقال رئيس الوزراء الاسترالي، توني ابوت، "فلنكن واضحين، روسيا هي التي تضطهد، روسيا بلد كبير يحاول اضطهاد بلد صغير".

وفي كييف، أعلن رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، اليوم الجمعة، فرض عقوبات يمكن أن تستهدف 172 شخصاً و65 شركة معظمها روسية متهمين بدعم ضم القرم أو تمويل التمرد الموالي لروسيا شرق البلاد.

ويلحظ مشروع القانون الذي قدمه ياتسنيوك، على أن يناقشه البرلمان الثلاثاء المقبل، مجموعة من التدابير الانتقامية مثل منع دخول البلاد أو تجميد ممتلكات وكذلك منع القيام ببعض العمليات المالية.

وطلب ياتسنيوك أيضاً منع مرور الموارد الطبيعية، فيما يعبر نصف الغاز الروسي الذي تستهلكه أوروبا الأراضي الأوكرانية.

ويجيز مشروع القانون لمجلس الأمن القومي والدفاع تطبيق هذه التدابير، وتطبيق تدابير لم يكشف عنها على لائحة من 172 شخصاً و65 مؤسسة. وقال ياتسنيوك "في أسوأ الاحتمالات، يمكن أن تُمنى أوكرانيا بخسائر تبلغ سبعة مليارات دولار في السنة الأولى، لن تكون ناجمة فقط عن العقوبات، بل أيضاً عن السياسة العدوانية للكرملين".