المعارك تدخل طرابلس... و"فجر ليبيا" مهدّدة بـ"تغييرات كبرى"

المعارك تدخل طرابلس... و"فجر ليبيا" مهدّدة بـ"تغييرات كبرى"

طرابلس

هشام الشلوي

avata
هشام الشلوي
26 نوفمبر 2014
+ الخط -

لم تسلم العاصمة الليبيّة من انتقال المعارك إليها، بعد قصف طائرات حربيّة، على مدى اليومين الماضيين، مطار معيتيقة الدولي في طرابلس، انطلاقاً من قاعدة الوطية الجويّة، التي تبعد 160 كيلومترا، جنوب غرب العاصمة، من دون خسائر بشرية، لتقتصر الأضرار على إصابة بعض أبنية المطار على نحو طفيف، جراء الشظايا المتناثرة.

وتأتي الغارات الأخيرة، بعد نحو أسبوع على تأكيد الناطق الرسمي باسم رئاسة الأركان، المنبثقة عن مجلس النواب المنحل، أحمد المسماري، جاهزيّة قاعدة الوطية وتزويدها بطائرات حديثة، وإنشاء غرفة عمليات فيها، تمهيداً لشنّ هجمات تستهدف العاصمة، وهو ما بدأت فصوله مع استهداف مطار معيتيقة الدولي.

ويلاحظ المتابعون أنّ العمليات العسكريّة والغارات الجويّة، غرب ليبيا، لم تعد تُنسب إلى قائد عملية الكرامة، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وإنّما لرئاسة الأركان، التابعة لمجلس نواب طبرق المنحلّ، برئاسة اللواء عبد الرازق الناظوري، وهو ما يعكس الرغبة في الظهور ضمن إطار مؤسّسي، من دون تبعيّة حفتر، الذي أصبح جزءاً من إشكاليات مجلس النواب المنحلّ وحكومة عبد الله الثني، وليس حلاً أو مكمّلاً لهما.

وتراهن كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" من الزنتان، إضافة إلى جيش القبائل، على أن تحرّك هذه الغارات الجويّة، خلايا نائمة في طرابلس، على شكل انتفاضات مسلّحة، قياساً على سيناريو بنغازي، في الخامس عشر من الشهر الماضي، والذي أربك كثيراً مقاتلي مجلس "شورى ثوار بنغازي"، بل وأدى إلى الاستيلاء على بعض أحياء بنغازي.
ويأمل قادة كتائب الزنتان وجيش القبائل، أن تستولي بعض هذه المجموعات المؤيّدة لهم في العاصمة طرابلس، وتشكّل مناطق عازلة تابعة لهم، وأخرى تابعة لفجر ليبيا، حتى يسهل التحرّك والإمداد والانطلاق منها لمناطق أخرى.

ويُهدّد إرباك وخلخلة المشهد الأمني في طرابلس بدفع سكان العاصمة إلى النزوح داخل ليبيا وخارجها، علماً انّه من شان النزوح باتجاه مدينة مصراته القريبة، أن يُشكّل ضغطاً على الأخيرة لن تصمد أمامه طويلاً، إضافة إلى تعطيل الدراسة أسوة بأغلب مدن شرق ليبيا.
ويرى متابعون أنّ نقل المعارك إلى طرابلس يضرب "الصورة الورديّة" للوضع الأمني، والتي تُروّج لها قوات "فجر ليبيا"، وتدعو من خلالها حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة عمر الحاسي، كافة السفارات الأجنبية والشركات للعودة إلى طرابلس واستئناف أعمالها. ويتوقفون عند "تماسك خطط ورؤى، بل وجرأة قوات الزنتان وجيش القبائل"، غرب ليبيا، وعدم تأثّرهما بالخلافات التي اندلعت بين مجلس النواب المنحل بطبرق وحكومة الثني ورئيس الأركان عبد الرازق الناظوري، من جهة، وبين حفتر وأنصار عمليّة الكرامة من جهة أخرى، بسبب مطالبة الأخير بتشكيل مجلس عسكري بزعامته، يتمتّع بصلاحيات واسعة فوق صلاحيات مجلس النواب المنحلّ وحكومة الثني.

ويرى محللون سياسيون أنّ كتائب الزنتان وجيش القبائل، قد استفادت من قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بوضع تنظيم "أنصار الشريعة" في بنغازي ودرنة، على لائحته السوداء، المتعلّقة بالتنظيمات والجماعات الإرهابيّة، إذ فقدت قوات "فجر ليبيا"، ولو معنوياً، رافداً لها في شرق ليبيا، يقاتل ضدّ قوات حفتر.
وتستغلّ القوات المناهضة لعملية "فجر ليبيا" وجناحها السياسي، التردّد الدولي والأممي في الاعتراف بحكم الدائرة الدستوريّة في المحكمة العليا الليبيّة والقاضي بعدم دستوريّة مجلس طبرق، الصادر في الحادي عشر من الشهر الحالي، وهو ما يجعل مسألة شرعيّة المؤسّسات المناهضة لفجر ليبيا محلّ جدل، وكذلك تمسّك الأمم المتحدة والقوى الكبرى بمجلس النواب الليبي كمؤسّسة شرعيّة معترف بها.

ولا ينسى المراقبون أنّ المؤتمر الوطني العام وحكومة الإنقاذ يواجهان أزمة شرعيّة على المستويين المحلي والدولي، وهو ما يؤثّر سلباً على قوات "فجر ليبيا"، من ناحية الأداء العسكري والتقدّم، بدليل سيطرة كتائب الزنتان وجيش القبائل على منطقة ككلة بالجبل الغربي، بسبب الخلاف غير المعلن والناجم بين أحد أبرز قادة قوات "فجر ليبيا"، صلاح بادي، وبين بقية قادة كتائب وفصائل "فجر ليبيا"، حول جدوى الاستمرار في العمليّات العسكريّة في ظلّ شرعيّة مشكوك فيها، محلياً ودولياً.

ويؤكد خبراء عسكريون أنّه من ضمن أهداف هذه الغارات، تعطيل ووقف الرحلات الجويّة، غرب ليبيا، والتي تنطلق من مطار زوارة غرب العاصمة، ومطار مصراته شرق العاصمة، إضافة إلى مطار معيتيقة الدولي، وهو ما قد يتيح للطيران الحربي، التابع لقوات الزنتان وجيش القبائل، شنّ غارات جويّة في أي وقت على أرتال قد تتحرّك من مصراته باتجاه العاصمة أو الجبل الغربي أو قاعدة الوطية، جنوب غرب طرابلس، وقد تعيق الرحلات المدنيّة شنّ هذه الغارات.
وفي حال لم تحزم قوات "فجر ليبيا" أمرها، وتُنهي خلافاتها الداخلية، حتى لا "تؤكل كما أُكل الثور الأبيض"، على حدّ وصف أحد قادتها، فقد تشهد الأيّام المقبلة تغييرات استراتيجيّة وعسكريّة كبرى، تقلب موازين القوى.

ذات صلة

الصورة
من أجواء المسيرة المنددة بالعدوان الإسرائيلي في مخيم شاتيلا ببيروت (العربي الجديد)

سياسة

شهد لبنان، اليوم الجمعة، فعاليات شعبية عدة تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة.
الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.
الصورة
عمال بحث وإنقاذ في درنة في ليبيا (كريم صاحب/ فرانس برس)

مجتمع

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات في شمال شرق ليبيا على خلفية العاصفة دانيال، لا سيّما تلك التي اجتاحت مدينة درنة، وتضاؤل فرص الوصول إلى ناجين، صار هاجس انتشار الأوبئة والأمراض يثير القلق.

المساهمون