المعارضة الأردنية تحذر الحكومة من "التحالفات الإقليمية المشبوهة"

المعارضة الأردنية تحذر الحكومة من "التحالفات الإقليمية المشبوهة"

19 فبراير 2019
+ الخط -
حذرت أحزاب المعارضة الأردنية من "انجرار الأردن إلى ائتلافات إقليمية" وصفتها بـ"المشبوهة"، كما نددت بمشاركة الحكومة الأردنية في مؤتمر وارسو، الذي اعتبرته "حفل إشهارا للتطبيع العربي الرسمي والمجاني مع العدو الإسرائيلي".

وطالب ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية الأردنية الحكومة بـ"عدم الانجرار" إلى ما وصفه بـ"الأحلاف الإقليمية المشبوهة" تحت ادعاء مواجهة الخطر الإيراني، مشيرا إلى أن "الهدف الحقيقي وراء هذا الحلف هو تصفية القضية الفلسطينية".

واعتبر الائتلاف، في بيان أصدره اليوم الثلاثاء، نتائج مؤتمر وارسو، الذي عقد بمشاركة عربية واسعة، "صفعة كبرى للمشروع التحرري العربي والفلسطيني، بعد إشهار التطبيع العربي الرسمي والمجاني مع العدوّ والإقرار بدوره كلاعب ساسي في صياغة الترتيبات الجديدة في المنطقة العربية".

وقال الائتلاف إن "تسليم القيادات العربية الرسمية بهذا الدور لهو إعلان مدوٍّ لهزيمة سياساتها القاصرة في مواجهة إسرائيل، وعجزها عن تمثيل أماني وطموحات الشعوب في التحرر والاستقلال، وتصديها لمقاومة المشاريع الاستعمارية الجديدة في المنطقة".

وأضاف أن "الشعب الأردني وحركته الوطنية يرفض رفضا قاطعاً هذا الفصل المخجل في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، مثلما رفض معاهدة وادي عربة وكل ما ترتب عليها من اتفاقيات مذله مع العدو".

كما استنكر حزب جبهة العمل الإسلامي المشاركة الأردنية في مؤتمر وارسو، معتبراً أن هذا المؤتمر "يهدف لتمرير مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وتمهيد الطريق للتطبيع العربي مع الكيان الصهيوني وتبييض تاريخه الإجرامي ضد الفلسطينيين، وفكّ العزلة عنه".

وتساءل الحزب، في بيان أمس، عن الهدف من مشاركة الأردن في هذا المؤتمر، في الوقت الذي تتصاعد الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى "دون احترام للوصاية الأردنية على المقدسات في مدينة القدس، والتي كان آخرها قرار بناء كنيس يهودي في ساحة البرا، وما سبق ذلك من افتتاح مطار "رامون" قرب مدينة العقبة في تحد واضح للسيادة الأردنية".

وأضاف الحزب "هذا المؤتمر الذي احتفى به قادة إسرائيل وهم يرون وزراء خارجية بعض البلدان العربية يتهافتون على لقائه في العاصمة البولندية وارسو، ويطلقون تصريحات تناصر الاحتلال وتتنكّر للقضية الفلسطينية، يشكل خيانة واضحة لمواقف الشعوب العربية الرافضة للتطبيع، بحيث بات واضحاً انتقال بعض الأنظمة العربية من مرحلة التطبيع المجاني مع العدو إلى مرحلة التحالف معه والاستعداد لخوض الحروب إلى جانبه تحت مسمى مواجهة "الخطر الإيراني"".

وجدد الحزب موقفه الرافض لـ"كافة أشكال التطبيع الذي يمثل خيانة لدماء شهداء الأردن وفلسطين ممن ضحوا بدمائهم دفاعاً عن الأرض والمقدسات"، مؤكداً على "فشل كل محاولات إعطاء شرعية زائفة لهذا الكيان"، وفق البيان.

وطالب الحزب الحكومة بـ"إعلان موقف واضح وصريح من رفض ما يسمى بصفقة القرن"، مؤكداً على رفض أي ضغوط تمارس على الأردن تمس سيادته ودوره في رعاية المقدسات، حيث دعا الحزب لـ"تعزيز الانسجام بين الموقف الشعبي والرسمي لمواجهة هذه الصفقة".

واعتبر الحزب أن "هذه اللقاءات أيا كانت، تشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من جرائمه بحق الشعب الفلسطيني واعتقال المقاومين وتهويد القدس الشريف"، كما أكد رفضه لـ"أية أحلاف موجهة إلى أية دولة عربية أو إسلامية، فضلاً أن يكون العدو عضوا فيها".

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد قال إن المشاركة الأردنية في مؤتمر وارسو "تأتي لتأكيد موقف الأردن الثابت أن لا سلام شاملا من دون تلبية حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة وعاصمتها القدس على خطوط 67، وفق حل الدولتين"، مضيفا أنه "لا خطر أكبر من استمرار الاحتلال وغياب آفاق زواله".