المصريون في الأردن

07 أكتوبر 2015
عمال مصريون في الأردن (شادي النسور/الأناضول)
+ الخط -
ليس الاعتداء الذي تعرّض له العامل المصري، خالد السيد، على يد أشقاء عضو البرلمان الأردني، زيد الشوابكة، وبحضوره، هو الأول الذي يتعرض له عامل مصري في الأردن، وحتماً لن يكون الأخير، خصوصاً أن النظرة الدونية ما تزال تلاحق العمالة المصرية في الأردن، والتي توثق التقارير وقوع أفرادها ضحايا عمليات منظمة للاتجار بالبشر، تحاك خيوطها في بلادهم وتكبلهم بعد وصولهم إلى الأردن بعقود عمل تنتقص من حقوقهم أو تسهل "بيعهم" لآخرين للاستفادة منهم في مهن غير التي نصّت عليها عقود عملهم.

المختلف في حادثة العامل السيد أنها تحولت إلى قضية رأي عام شغلت الشارعين الأردني والمصري، بعدما ألهب فيديو الاعتداء الذي بث على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" المشاعر الإنسانية لدى الأردنيين، كما استنهض مشاعر الغضب لدى المصريين، وربما زاد في غضبهم أن المتورطين في الاعتداء اعتمدوا على ما يمتلك شقيقهم من سلطة ونفوذ لقهر عامل لا حول له ولا قوة يلهث خلف رغيف الخبز. حادثة الاعتداء تنافي أبسط قواعد الرجولة التي يتبجح فيها المجتمع الأردني، وتنافي أبجديات الإنسانية، وتعطي مثالاً صارخاً على شريعة الغاب التي ما تزال سائدة. مع كل ما تقدم، تفتح حادثة الاعتداء الوحشي على العامل سؤالاً كبيراً حول كرامة المواطن المصري، سواء في بلده أو خارجه.

في غمرة ثورة الغضب على ما تعرّض له العامل، حل النائب الشوابكة ضيفاً عبر الهاتف على برنامج العاشرة مساءً الذي يبث على قناة "دريم" المصرية، ليشتمه مقدم البرنامج وائل الإبراشي وضيوفه الغاضبون، انتصاراً لكرامة المواطن المصري التي رفضوا أن تهان حتى من أجل لقمة العيش، من دون أن ندري إن كانت كرامة المواطن المصري الذي يتعرض لكل أشكال الاعتداء على إنسانيته وحقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل بلده، تثير غضب المذيع وضيوفه عادة. أكثر الملاحظات لؤماً كتبها صحافي مصري على صفحته على "الفيسبوك"، يتساءل فيها عن سبب استسلام العامل المطلق للمعتدين وعدم مقاومته لهم، سيل التعليقات تجاوز حادثة العامل، ليخوض في أسباب هدر كرامة المصري في بلده، قد يكون ذلك هو السبب.
دلالات