المشاكلة بين الشاعر والفنان

02 يونيو 2014
+ الخط -
قديماً، كان الشاعر يمثل دور وزير الإعلام حالياً، لما للشعر من سطوة وتأثير في ذلك الوقت، وانتشار العرب وولعهم به، وكانت عادة العرب إن نبغ في قبيلة شاعر ما افتخرت به، واحتفت به، لأنّه يزود عن القبيلة بلسانه وشعره. وكان الحكام والملوك، دائماً، يغدقون الأموال على الشعراء، ويجمعون الشعراء في بلاطهم ومجالسهم، ولا نجد حاكماً، إلا وقد جمع جمهرة من الشعراء في بلاطه.
في الوقت الحاضر في عصر الصوت والصورة، اختفى وتوارى دور الشاعر بعض الشيء، فقد اختلس الفنانون في عصرنا ذاك الدور الإعلامي الذي كان يمثله الشاعر قديماً، كيف لا والقنوات دائما ما تحتفي بهؤلاء الفنانين، على اختلاف جنسياتهم.
فنجد أي طغمة سياسية لها من يمثلها من الفنانين، و تجد من هؤلاء الفنانين من تباينت مواقفهم، فمنهم من وقف مع تطلعات الشعب السوري، كالفنانة أصالة نصري، فلقي  الملاحقة  من النظام الأسدي وإلقاء تهم الخيانة والعمالة وعدم الوطنية من مؤيدي هذا النظام، وبعض هؤلاء الفنانين آثر السكوت وعدم التصريح، أو التلميح بأي موقف، مع هذا النظام أو ضده، ويبقى الصوت الأعلى والأكثر ظهوراً هو صوت  القسم الثالث من هؤلاء الفنانين الذين لم  يتورعوا في الوقوف مع القاتل ودعم الطاغية، وبالمبررات نفسها التي يلقيها النظام، لتبرير قتله آلافاً من  أبناء سورية، كالإرهاب والتكفيريين والقاعدة، فمنهم من صرح أنه سيقف مع بشار الأسد حتى الموت، كالفنانتين،  سلاف فواخرجي ورغدة. ومن هذا الصنف الذي يؤيد قمع الثورة من كانت له أعمال تعرض بالسلطة والنظام وممارساتها القمعية بحق الشعب في السنوات الماضية، كالفنان دريد لحام، وما أنْ انتفض الشارع السوري مطالباً بحقوق مشروعة بالحرية والإصلاح، حتى كان هذا الفنان ومن لفّ لفّه عوناً لليد الأمنية في غرس أنيابها في قلب هذا الشعب والتنكيل به، هذه المعاناة التي لم تنته معاناته منذ ثلاث سنوات.
هل سيتحفنا هؤلاء الفنانون بعمل درامي يعبر عن معاناة هذا الشعب، ليكونوا أبطالاً في هذه الأعمال التي تعبر عن مأساة هذا الشعب، والتي كانوا أحد مؤيديها.

 
avata
avata
محمد غنوم (سورية)
محمد غنوم (سورية)