المشاريع الشبابية... طوق نجاة اقتصاد فلسطين

المشاريع الشبابية... طوق نجاة اقتصاد فلسطين

18 ابريل 2016
مشاريع شبابية ناجحة في فلسطين (محمد عبد/ Getty)
+ الخط -
"زركشات" مشروع شبابي فلسطيني، يلاقي رواجاً على مواقع التواصل الاجتماعي. مشروع خاص، تديره الشابة منى أشتية (23 عاماً) من مدينة سلفيت. يقوم المشروع على فكرة الرسم والكتابة على الزجاج والعلب البلاستيكية. تقول أشتية لـ "العربي الجديد": "منذ صغري، كنت أمارس هواية الرسم، ومن ثم درست الهندسة المعمارية في الجامعة، وبدأ عندها يتبلور المشروع"، مشيرة إلى أنها تمكنت من تسويق منتجاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ففي ظل الأوضاع الاقتصادية الهشة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، تساهم المشاريع الشبابية في دعم الشباب الفلسطيني نحو الانطلاق في عالم الإنتاج والصناعة عبر أفكار ريادية إبداعية. وتعتبر المشاريع الصغيرة عاملاً أساسياً ومحركاً رئيسياً للاقتصاد الوطني، إذ تحد من نسبة البطالة التي وصلت إلى نسبة 40% في غزة و20% في الضفة الغربية.
ويعتبر منتدى شارك الشبابي واحدا من المشاريع التي تدعم البرامج الشبابية، حيث يسعى إلى الترويج لها والبحث عن مصادر لتمويلها عبر التواصل مع القطاع الخاص. يقول مدير منتدى "شارك" الشبابي بدر زماعرة لـ "العربي الجديد": "منذ 8 سنوات أطلقنا برنامج التمكين الاقتصادي للشباب، والذي يهدف إلى تشغيل الشباب وتدريبهم، وصقل مهاراتهم وفق متطلبات سوق العمل الفلسطيني". ويضيف: "بدأنا بتنفيذ البرنامج بالشراكة مع الجامعات من أجل تمكين الخريجين، ليصبح البرنامج اليوم مركزاً فلسطينياً متخصصاً لتدريب الشباب حتى يتمكنوا من إطلاق مشاريعهم الخاصة".
يشير زماعرة، في هذا الصدد إلى أن فتاة تمكنت من الاستفادة من دعم المنتدى، حيث شاركت في برنامج تميز وأصبح لديها محل تجاري في وسط رام الله للأشغال اليدوية، ويعمل المنتدى على تسويق منتجاتها.


أما بالنسبة إلى أبرز العقبات التي تقف حجرة عثرة أمام المشاريع الشبابية، يقول زماعرة: " تكمن العقبة الحقيقية والأساسية في محدودية السوق الفلسطينية، وانسداد آفاق السوق الخارجية، بالإضافة إلى منع قوات الاحتلال دخول المواد الخام".
إلى ذلك، تؤكد هانيا بيطار، مديرة المؤسسة الفلسطينية للإعلام وتفعيل دور الشباب، تفاقم معدلات البطالة عالمياً، وتحتل فلسطين النسبة الأعلى، لذلك بدأت الأفكار تتبلور نحو ريادة الأعمال منذ 10 سنوات تقريباً، "فأصبح لدينا مبادرات فردية للحد من مشكلة البطالة، وخلق فرص عمل". وتقول بيطار لـ "العربي الجديد": "هناك العديد من الأفراد يمتلكون روح القيادة والإبداع في مشاريع إنتاجية، خاصة المشاريع التكنولوجية".
وتضيف: "نساعد الشباب على اختراق سوق العمل، فمنذ 3 سنوات، بدأنا في رصد العوائق التي تقف في وجه الشباب للولوج في سوق العمل، وطرحنا العديد من التساؤلات منها، لماذا يتخرج الشاب من الجامعة ويجلس في البيت؟ وقد اتضح أن العديد من هؤلاء الشباب لديهم قناعة، أن غياب الوساطة والمحسوبية سبب مكوثهم في البيت، إلا أن هذه الأفكار تتناقض مع دراسات البنك الدولي، الذي أوضح أن نسبة وجود الوساطة والمحسوبية في فلسطين قليلة جداً، إلا أن 90% من الشباب يعتقد أن المحسوبية تلعب دوراً كبيراً".
من جهته، يقول المدير العام للتشغيل في وزارة العمل رامي مهداوي: "تعمل وزارة العمل من خلال الإدارة العامة للتشغيل على تنفيذ ودعم عدد من المشاريع الريادية والصغيرة في الضفة الغربية من خلال منح قروض حسنة، بمعنى أنها تقدم قروضاً دون فوائد على أن تتم عملية التسديد بطريقة سهلة وفي مدة محددة تعتمد على المشروع".
ويؤكد مهداوي أن الوزارة قامت قبل 4 أشهر بإطلاق الخطة الاستراتيجية لمكافحة البطالة، بعدما بلغت نحو 26% في كافة الأراضي الفلسطينية. كما تعمل الوزارة في دعم المبادرات والمشاريع الصغيرة، وفتح الأسواق الخارجية، وتدريب الشباب وتطويرهم، مشيراً إلى أن الوزارة تسعى إلى افتتاح أفاق التعاون مع كافة المؤسسات الأهلية، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون مع 37 مؤسسة فلسطينية لتأهيل الشباب".
كما تسعى العديد من المؤسسات المحلية إلى دمج الشباب الفلسطيني في سوق العمل، ومن أبرز المؤسسات، خان البيرة وهو عبارة عن متحف لتاريخ مدينة البيرة، حيث يحتوي على مكان مخصص بعنوان "دائرة الفسيفساء"، الذي يعمل على عقد دورات تدريبية من أجل إنتاج لوحات من الفسيفساء. حيث تُسهم هذه الصناعة في التنمية الاقتصادية، وتساعد في دمج الشباب في سوق العمل، وفق ما يؤكده محمد السيخ مدير خان البيرة لـ "العربي الجديد".

المساهمون