المالكي يعوّل على 62 ألف متطوع... والمسلحون يتقدّمون

المالكي يعوّل على 62 ألف متطوع... والمسلحون يتقدّمون

21 يونيو 2014
وزارة الدفاع تعتمد على المتطوعين لتغيير المعادلة(حيدر حمداني/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

وصل عدد المتطوعين الجدد في صفوف الجيش الحكومي العراقي إلى 62 ألفاً، إلا أن ذلك لم يوقف زحف الجماعات المسلحة شمالاً وغرباً خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية. فقد حقق المسلحون مكاسب في السيطرة على مدن حيوية ومهمة كمدينة القائم وذراع دجلة وسبع البور، غرب وشمال العراق. 

وتمكنت فصائل "المجلس العسكري للعشائر العراقية"، مدعومة بتشكيلات مسلحة أخرى، من بسط سيطرتها على مدينة القائم الحدودية مع سوريا (ثالث أكبر مدن الانبار غرب العراق)، بعد معارك مع قوات اللواء 28 بالفرقة السابعة التابعة للجيش، بحسب ما يقول القيادي في المجلس، الشيخ فرج المحلاوي، لـ"العربي الجديد". وانسحبت قوات الجيش من المدينة والقرى المجاورة لها بالكامل، وهي مدن العبيدي، حصيبة الغربية، الرمانة، وسعدة فضلاً عن المنطقة الحدودية الممتدة من "النقطة صفر" ولغاية نقطة دخول نهر الفرات الى العراق عبر سوريا، وضمنها معبر القائم الحدودي بين البلدين.

وفي سياق متصل، استولت الفصائل على أسلحة ثقيلة ومتوسطة وسيارات رباعية الدفع ومنظومات رصد الكترونية وأجهزة مراقبة مختلفة، بحسب المحلاوي. 

وفي شمال بغداد، أفاد مصدر أمني في وزارة الداخلية أن جماعات، وصفها بـ"الإرهابية"، سيطرت على مناطق سبع البور، وذراع دجلة وجزء من بلدة عقرقوف على الطريق المؤدي الى مدينة سامراء، شمالي بغداد.

وأوضح المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "مجموعات مؤلفة من مئات المسلحين هاجموا تلك المناطق بوقت متزامن واحد ومن محاور عدة، تمكنت من دخولها بعد انسحاب الشرطة و(قوات الصحوة)، التي تتولى مسؤولية تأمين المنطقة بشكل كامل بعد نقل وحدات الجيش في تلك المناطق الى محيط العاصمة الجنوبي والغربي". 

إلى ذلك، كشف مدير العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية العراقية، العقيد حكمت محمود المساري، لـ"العربي الجديد"، عن انخراط أكثر من 62 ألف متطوع جديد مع قوات الجيش خلال الـ48 ساعة الماضية، تم توزيعهم على مناطق وسط وغرب وشمال العراق.

وقال المساري إن "المتطوعين الجدد تم نقلهم جواً إلى القواعد العسكرية الكبيرة للجيش وشاركوا، الجمعة، بأول المهام القتالية". وأكد أن "وزارة الدفاع تعوّل عليهم كثيراً في تغيير المعادلة على الارض". 

من جهته، قلّل قيادي عسكري بارز في "المجلس العسكري لعشائر العراق" من شأن المتطوعين الجدد ومدى فاعليتهم على الأرض.

وقال أحد قيادات المجلس عبد الله الشمري، لـ"العربي الجديد"، إن المتطوعين "لا يتجاوزون كونهم ظاهرة إعلامية، لأن الجيش نفسه منهار المعنويات ولم تعد لهم حاضنة شعبية". وأضاف أن "الامل لا زال في أن يتنبّهوا الى محرقة يحاول رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، زجهم فيها".
وأكد أن "الفصائل المسلحة حققت أولى انتصارتها السياسية عندما نزعت الدعم الدولي عن المالكي، وكشفت حقيقته الطائفية التي طالما حاول إخفاءها عن العالم. ونأمل أن تلحقها خطوات سياسية أخرى تنتهي بالاطاحة به، كون ذلك سيكون بداية لنهاية الحرب الحالية". 

في غضون ذلك، قتل 19 جندياً وأصيب ما لا يقل عن 30 آخرين في هجوم لمجاميع مسلحة استهدفت قافلة للجيش في منطقة الوكفة، على الطريق الرابط بين بلدتي الاسحاقي وسامراء، جنوب تكريت، مساء الجمعة.

وقال مصدر أمني عراقي في وزارة الداخلية، إن مسلحين يرجّح انتماءهم لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، هاجموا القافلة بواسطة عبوات ناسفة وقذائف محمولة على الكتف وأسلحة رشاشة، ما أدى الى مقتل 19 جندياً بينهم ثلاثة ضباط، وجرح ما لا يقل عن 30 آخرين، فضلاً عن إعطاب عدد من الآليات". وأضاف أن "المسلحين تكبدوا خسائر خلال الهجوم أيضاً".

المساهمون