الكلور لإيقاف المعارضة في حلب

12 مارس 2015
منعت المعارضة تقدّم القوات النظامية (فراس تقي/الأناضول)
+ الخط -
واصلت قوات المعارضة السورية ثباتها وتقدمها على جبهات القتال شمال حلب، مُنهية خمسة أشهر من محاولات قوات النظام المستميتة للوصول إلى بلدتي نبّل والزهراء، المواليتين والمحاصرتين من قبل قوات المعارضة.

واستخدمت قوات النظام السوري غاز الكلور السام، إذ أفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، عن "قيام طائرة مروحية تابعة لقوات النظام، بإلقاء قنبلة على أحد المباني السكنية في منطقة الشقيف، القريبة من دوار الجندول في مدخل حلب الشمالي، تسببت بانتشار رائحة مؤذية للأغشية التنفسية". ورجّحت مصادر طبية في مستشفى البيان، الواقع في مناطق سيطرة المعارضة، أن "تكون القنبلة أحد أنواع غاز الكلور"، مؤكدة أن "إصابات بعض الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفى لم تكن خطيرة، وتلقى بعضها جرعات الأوكسجين والكورتيزون قبل المغادرة".

وقضت المعارضة على إمكانية تعرّضها لحصار في مناطق سيطرتها في مدينة حلب، من قوات النظام، ونجحت في الإمساك بالمبادرة في الأسبوعين الأخيرين، لتضع قوات النظام في وضع دفاعي سيئ، خسرت معه المزيد من نقاط سيطرتها الاستراتيجية، ودفعها إلى الردّ عبر استخدام غاز الكلور السام.

وكانت قوات النظام، حاولت، فجر أمس الأربعاء، استعادة أنفاسها بهجومٍ معاكسٍ على المناطق الاستراتيجية الهامة، التي سيطرت عليها المعارضة في الأيام الأخيرة. وشنّت هجوماً على تلة المضافة الاستراتيجية، التي تشرف على سجن حلب المركزي، أهم نقاط سيطرة جيش النظام شمال المدينة، إلا أن فصائل المعارضة تصدّت للهجوم.

وأعلن المكتب الإعلامي لـ "حركة أحرار الشام" الإسلامية، عن تمكن الحركة من قتل ضابط برتبة نقيب، وعشرة عناصر فجر أمس، أثناء محاولتهم التسلل نحو مناطق سيطرة المعارضة السورية في محيط بلدة باشكوي، غرب سجن حلب. كما تمكن عناصر الحركة من تدمير دبابة لقوات النظام قرب تلة المضافة، بعد إحباط محاولاتها التسلل نحو التلة.

اقرأ أيضاً: النظام السوري يستنفر كامل قواه لحسم معركة الساحل

وكانت كتائب المعارضة السورية قد أحكمت سيطرتها، يوم الثلاثاء، على بلدة حندرات الاستراتيجية، التي سيطرت عليها قوات النظام مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد معارك دامت أكثر من ثلاثة أيام. وخاضت قوات حركة "أحرار الشام" و"قوات الفوج الأول" و"لواء السلطان مراد" و"لواء محمد الفاتح"، التابعة جميعاً لـ "الجيش الحر"، بمشاركة قوات "جيش المهاجرين" و"الأنصار" و"الجبهة الشامية" و"جبهة النصرة"، المعارك ضد قوات النظام، التي اضطرت إلى الانسحاب منها بعد القصف العنيف، وبعد قيام "جبهة النصرة" بتفجير سيارة مفخخة، أطاحت بأكبر حواجز قوات النظام السوري، جنوب البلدة.

وأوضح الناشط حسن الحلبي، في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن "قوات المعارضة السورية أكملت تقدمها في حندرات، لتصبح على تخوم معمل عمريت للأدوية، الذي بات آخر نقاط تواجد قوات النظام، جنوب كتيبة الدفاع الجوي، قرب سجن حلب المركزي".

وأكد الحلبي أن "قوات المعارضة باتت تسيطر على أهم نقطتين استراتيجيتين في المنطقة، وهما تلة المضافة وتلة حندرات، اللتان تمكنان المعارضة من حيازة أفضلية نارية كبيرة، لإشرافهما على سجن حلب المركزي، وعلى معظم الطرق المعبّدة والزراعية، التي تستخدمها قوات النظام في المنطقة".

وإثر هذا التقدم، باتت قوات المعارضة على بعد خطوات قليلة من استعادة السيطرة على بلدة سيفات، الواقعة غرب سجن حلب المركزي، والتي ستُمكنها من فتح خط إمداد جديد لها، يصل مناطق سيطرتها في حلب بمناطق سيطرتها في ريفها الشمالي. وسيكون الأمر كفيلاً، في حال تحققه، بإنهاء خطة قوات النظام، الهادفة لفرض حصار على مناطق سيطرة قوات المعارضة في حلب.

لكن احتفاظ قوات النظام السوري بالسيطرة حتى الآن على كتيبة الدفاع الجوي قرب السجن، يمنحها أفضلية الإشراف على المناطق المحيطة ببلدتي سيفات وباشكوي، وسيُصعّب الأمر من مهمة قوات المعارضة، المتمثلة بالسيطرة على البلدتين، قبل تمكنها من السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي.

وتمكنت قوات المعارضة إثر تقدمها في المنطقة التي كانت تتحصن بها قوات النظام، شمال حلب، من اغتنام كمية كبيرة من الأسلحة الفردية والمتوسطة مع ذخائرها، بالإضافة لسيطرتها على كمية من صواريخ "فيل" محلية الصنع، التي يستخدمها النظام السوري في قصف قوات المعارضة ومناطق سيطرتها. ويُشير مسار العمليات إلى ازدياد فرصة قوات المعارضة، في إحراز المزيد من التقدم في المنطقة، في حال استخدامها الأسلحة والذخائر التي غنمتها.

ولم تجد قوات النظام السوري من سبيل للردّ على التقدم الميداني الكبير لقوات المعارضة شمال حلب، سوى بقصف مناطقها بالبراميل المتفجرة وصواريخ "فيل"، التي سبّبت دماراً كبيراً في المباني السكنية في حندرات، وفي مخيم اللاجئين الفلسطينيين قربها، الذي تسيطر عليه قوات المعارضة.


اقرأ أيضاً: مشهد الرعب يطغى على سورية بعد سنوات الحرب الأربع