القوات العراقيّة تحبط منسّق التحالف الدولي

04 أكتوبر 2014
ناقش آلن تشكيل قوات الحرس الوطني الجديدة(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أنّ عدوى الإحباط من وضع القوات العراقيّة، وإخفاقها باستغلال الضربات الجويّة للتحالف، في الشهر الأخير، من أجل تحقيق تقدم ميداني، قد انتقل إلى مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما، المكلّف بتنسيق التحالف الدولي ضدّ تنظيم "داعش" جون آلن، وفق ما رشح عن مضمون لقاءاته مع كبار المسؤولين العراقيين والقادة العسكريين في بغداد، بعد وصوله إليها مساء الخميس الماضي.

ويكشف مسؤول عسكري بارز في وزارة الدفاع العراقية، وهو عضو في غرفة التنسيق المشتركة العراقية ــ الأميركية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "زيارة آلن إلى بغداد، والتي بدأها مساء الخميس بلقاء قيادات سياسية في المنطقة الخضراء، قد تسفر عن تغييرات جديدة في خطة التحالف المتعلقة بالعراق، بعد إطلاعه على وضع القوات العراقيّة والنتائج التي حقّقتها خلال الفترة الماضية، بعد بدء الغارات الجوية".

ويوضح المصدر ذاته، أنّ المسؤول الأميركي "نقل إلى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إحباطه من وضع قوات الجيش، لناحية مستوى قدرتها على القتال، وتغلغل مليشيات متطرّفة، استولت على قرارات الجيش وأضعفت قادة الوحدات والألوية، وباتت تشكّل عصب الجيش الحالي"، مشيراً إلى "حاجة كبيرة لبدء عملية إعادة تدوير للجيش العراقي"، على حدّ وصفه.

ويقول المصدر العراقي إنّ "الجنرال آلن تحدّث عن خلل في الروح المعنويّة للجيش، ونقص في الخدمات المقدّمة للجنود في وحداتهم، أو في مناطق التماس مع "داعش"، لكنّه في الوقت ذاته، أثنى على الخطة العسكريّة لحماية بغداد وسامراء، متعهّداً بدعم كبير وسريع للقوات البرية التي تعاني من نقص في العربات المدرعة وناقلات الجند".

من جهته، حذر العبادي، اليوم الجمعة، بعد اجتماع مجلس الوزراء في بغداد، من "لحرب النفسيّة والإعلاميّة التي يقوم بها تنظيم "داعش" لتقويض "الانتصارات المحققة". ودعا إلى "عدم الانجرار لما يريده العدو"، مطالباً "القادة السياسيين ورؤساء الأحزاب بضرورة النزول إلى الشارع لتشجيع وتحفيز المواطنين والقوات الأمنيّة على القتال".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت قبل يومين، وصول آلن إلى بغداد، وقالت إنّه سيزور كلاً من بلجيكا والأردن ومصر وتركيا في إطار جولته الحالية، علماً أنّ هذه الزيارة الأولى إلى المنطقة، منذ تشكيل التحالف الدولي.

وتشمل لقاءات آلن في بغداد، قادة عسكريين. وقال المصدر العراقي، في تصريحاته لـ"العربي الجديد"، إنه التقى ضباطاً في قيادة القوات البريّة العراقيّة، وناقش معهم تقريراً أميركياً أُعدّ سلفاً عن وضع القوات العراقيّة في المحور الشمالي والغربي من البلاد، ومناطق حزام بغداد، قبل أن يجول على بعض قطعات الجيش".

وفي سياق متصل، يقول عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية إسكندر وتوت لـ"العربي الجديد"، إنّ "الغارات الأميركية في العراق قليلة ويجب تكثيفها لتحقيق تقدم ملموس على "داعش"، لافتاً إلى أنّ "غارات التحالف لم تكن بالمستوى المتوقع في العراق". ويضيف: "حالياً، نحن بحاجة ماسة إلى ضربات جوية دقيقة وكثيفة لمساندة القطعات البرية العراقية، إضافة إلى أسلحة متطورة مثل الجهد الهندسي وعجلات مدرعة حديثة".

من جهته، يكشف النائب في البرلمان العراقي محمد الدليمي، لـ"العربي الجديد"، أنّ المسؤول الأميركي ناقش مع الحكومة، تشكيل قوات الحرس الوطني الجديدة، في المناطق السنّية، وحثّ على ضرورة الإسراع بها".

ويوضح الدليمي أنّ "الأميركيين يريدون تشكيل تلك القوات، لتشغل المساحات التي سيخسرها "داعش" بداية، قبل أن تأخذ على عاتقها مهاجمة المناطق الأخرى، وهي عملية قد تمتد إلى أشهر عدّة". ويضيف: "نرى أن الأميركيين لا يخططون لحسم المعركة قريباً وقد تستمر فترة طويلة"، لافتاً إلى "أنّنا نتحدّث عن عامين إلى ثلاثة أعوام من الوجع والمعارك، والحال نفسه في سورية بالتأكيد".