القصة الكاملة لإحدى أشهر رسائل "سبام"

هل تلقيتم يوماً رسالة "سبام" من أمير نيجيري؟ هذه قصتها الكاملة

16 يناير 2018
هذه الرسائل ليست نيجيرية فقط (Getty/دالاس مورنينغ نيوز)
+ الخط -


يصل لكثيرين رسائل عبر البريد الإلكتروني تخبرهم، أنها من أمير نيجيري يمتلك ثروة كبيرة، وأن مستلم الرسالة قد تم اختياره فائزاً بجزء منها، بشرط إرسال بعض المال أو تسليم تفاصيل مصرفية خاصة، وهي لا تتجاوز كونها "سبام" ومحاولة للاحتيال على المستخدمين.

لكن كثيرين لا يعرفون أصلها وسبب انتشارها، والأهم: لماذا دائماً اسم نيجيريا وارد في مثل هذه الرسائل؟
 

أصل الحكاية 

يطلق على هذا النوع من السرقات اسم الحيلة 419 أو الخدعة النيجيرية، وهي عملية احتيال واسعة الاستخدام على شبكة الإنترنت. وجاء الاسم 419 من مادة بهذا الرقم في القانون النيجيري تعاقب على هذا النوع من الاحتيال.

ووفق مجلة "نيوزويك"، تعود أول رسالة من هذا النوع إلى وقت طويل جداً، وبالضبط إلى عام 1920 عندما تواصل شخص معروف باسم "بروفيسور كرنتسيل" بالمستعمرة البريطانية ساحل الذهب، غانا اليوم، وفي رسائله استرسل كرنتسيل في وصفٍ طويلٍ للقوى السحرية التي كانت في حوزته والتي يمكن، عند دفع رسوم، أن تُستخدم لمصلحة مستقبِل الرسالة.

ليست نيجيريا فقط

رغم أن الرسائل تبدو قادمة من نيجيريا، إلى أنها ليست البلد الوحيد المُصدّر لهذا النوع من الرسائل الاحتيالية، إذ أعلن ضباط من ولاية لويزيانا عبر "فيسبوك" عن اعتقال "أمير نيجيري"، اسمه الحقيقي مايكل نيوي من سليديل، ويبلغ من العمر 69 عاماً الشهر الماضي، بشبهة خداع الناس والحصول على آلاف الدولارات منهم عن طريق الاحتيال بهذه الطريقة.

ووفق موقع "سليت"، رغم ظهور بعض الحيل الأولى في نيجيريا في الثمانينيات، خلال فترة ارتفاع البطالة بين الخريجين الشباب، باتت أغلب الرسائل اليوم تأتي من بلدان أخرى، بينها الولايات المتحدة.

 

لكن لماذا نيجيريا بالضبط؟

السبب وراء التركيز على ذكر نيجيريا وفق الباحث في "مايكروسوفت"، كورماك هيرلي، هو استبعاد الضحايا الحذرين، وبالتالي اقتصاد الوقت المطلوب من أجل الحصول على المال من الأقل حذراً.

وتنقل مجلة "أتلانتيك" عن الباحث أن "رسالة بالبريد الإلكتروني مع قصة مبلغ خيالي من بلد مشهور بالفساد في غرب أفريقيا سوف يضرب مصداقيتها فوراً، وسوف يتم تجاهلها من قبل أي شخص يستخدم الإنترنت لفترة كافية لرؤية رسالة شبيهة، إنما هي موجهة لمجموعة فرعية صغيرة من السكان لكنها تمثل الفئة المربِحة للمحتالين"، وهي الفئة التي لا تبحث وراء الرسائل وتتعامل بسذاجة معها.

تحذيرات لا بد منها

قالت إدارة شرطة سليديل في بيان لها: "معظم الناس يسخرون من إمكانية الوقوع في فخ هذا النوع من الاحتيال، لكن المسؤولين عن إنفاذ القانون رصدوا خسائر سنوية تقدر بالملايين من الدولارات بسبب هذا النوع من المخططات". 

ويحذر المتخصصون من إعطاء المعلومات الشخصية حول الهاتف والبريد الإلكتروني والشيكات النقدية لأفراد آخرين، كما يحذرون من إرسال مبالغ كبيرة من المال لشخص مجهول، إذ إن 99.9 في المئة من هذه الرسائل هي محض احتيال.


(العربي الجديد) 

دلالات

المساهمون