القاهر والظافر يحاربان الإيدز

القاهر والظافر يحاربان الإيدز

24 فبراير 2014
+ الخط -

 

بين الأسى والسخرية، تناول ناشطون على "الفيس بوك" خبر اختراع القوات المسلحة المصرية جهازاً يكشف عن ويعالج التهاب الكبد الوبائي والإيدز خلال 20 ساعة علاجية.
وقال ناشطون إن المؤتمر الصحافي، الذي تم عقده للإعلان عن الاختراع، يجب تصنيفه ضمن الأدوار التي تقوم بها إدارة الشؤون المعنوية، فهو لا يختلف عن الإنجازات الإعلامية الزائفة التي تم الترويج لها في مرحلة الستينيات من القرن الماضي، إبان حكم الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر.
فقد أبدت الناشطة السياسية، سالي توما، انزعاجها الشديد من اللعب بصحة الناس وآمالهم في الشفاء، وقالت: (هي وصلت لـ "كان عندك إيدز وراح"؟ عبد الناصر عمل حركة شبيهة، لكن عن الطائرات، وليس عن صحة الناس والأمل يمكن أن يقتل أسرع من المرض، وآخرتها يا مصر؟)
وعلق الناشط السياسي، إسلام لطفي، على الخبر قائلا: "ما بين الطائرة اللي اسرع من الصوت مرتين، وجهاز اكتشاف وعلاج الإيدز وفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) نصف قرن من التجهيل والتخطيط بالدراع"، فيما كتب الناشط المصري وائل عباس: "من ضمن اختراعات جيشنا في الستينيات صواريخ القاهر والظافر اللي كنا (خايفين) نضرب بيهم إسرائيل حتى لا يصيبوا لبنان من قوتهم وفعاليتهم الجبارة".
وسخر من الإعلان قائلا: "لدينا متخصصون في علاج الإيدز وربط نهر النيل بالكونغو وعمل الأحجبة وفك الأعمال والسحر والحجامة والرقية الشرعية وعلاج الصلع!" 
وسخر أحمد وافي من تبادل الاختصاصات بين الوزارات قائلا: "أعلنت وزارة الصحة عن تصنيع أول طائرة من دون طيار، رداً على إعلان وزارة الدفاع تصنيع أول علاج لفيروس C والايدز" في إشارة إلى عدم تخصص القوات المسلحة في المجالات الصحية. 
وكتب مينا نجيب: "المصيبة إنهم عايزين ينتقلوا من صناعة المكرونة لتصنيع أدوية لفايروسات.. طب واحدة واحدة ونبدأ بتصنيع فلاشات 1 جيجا مثلا!"
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور للصفحات الأولى من الجرائد المصرية التي تناولت الخبر بالأمس، وشبيهاتها التي نشرت أخبار الإنجازات الزائفة من اختراع صواريخ القاهر والظافر والغواصة الجيب وسفينة الفضاء العربية.
وتناقل ناشطون على "الفيس بوك" قصة حكاها الشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم  أنه بينما كان محشورا حشرا في أتوبيس تابع لهيئة النقل العام يوم 2 يونيو/حزيران 1967 وكان معه في "الحشر" اثنان  من المواطنين يتكلمان  عن الحرب المحتملة والزحف المقدس على تل أبيب، فقال أحدهما للآخر: "أنا لا أعرف ما الداعي لتجنيد الشباب في الجيش وتعريضهم للخطر! لماذا لا نضرب على إسرائيل صاروخ "قاهر" وصاروخ "ظافر" –اللذين أعلن الجيش عن إنتاجهما بقدرات تدميرية فائقة بعيدة المدى- وننتهي من مشكلة إسرائيل، فرد عليه الآخر قائلا: يكفي أن نضربهم بصاروخ واحد "قاهر" لأننا لو ضربناهم بالصاروخين يمكن أن يصل التدمير إلى لبنان". وبقية الحكاية كما رواها التاريخ تكشف ان الظافر والقاهر كانا انتاجا اعلاميا اكثر منه انتاج حقيقي.
وكان المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية قد أعلن، في بيان له أمس، عن أول نظام عالمي لاكتشاف وعلاج فيروسات سي والايدز من ابتكار القوات المسلحة، وقال: "اختراع أول نظام علاجي في العالم لاكتشاف وعلاج فيروسات الإيدز، كما يمكنه القضاء على فيروس (سي) بتكلفة أقل من مثيله الأجنبي بعشرات المرات وبنسبة نجاح تجاوزت 90 %".

وعقدت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية مؤتمرا صحافيا أعلنت فيه عن الاختراع وخلفياته وأسلوب عمله، وأوضحت أن عملية العلاج عبر الجهاز تستغرق 20 ساعة"
وظهرت عدة مقاطع فيديو على موقع اليوتيوب عن الأمر من إنتاج القوات المسلحة تشير إلى أن الاختراع ليس فقط اكتشاف هذه الفيروسات ولكن علاجها أيضا خلال 20 ساعة فقط، وأنه علاج ليس له أية آثار جانبية على الإطلاق، وظهر في أحد المقاطع ضابط في مستشفى تابع للقوات المسلحة وهو يقول للمريض: "أنت كان عندك إيدز وخفيت".

 

المساهمون