الفنانون... حمائم فوق مقابر الشهداء!

03 ابريل 2014
هل يلحق مطربو مصر مطربي الجزائر؟
+ الخط -

"خلوني نفرح... خلوني نغني... خلوني نفتخر برئيس بلادي... تعاهدت مع الجزائر اللي من قلبك ما تغيب... راك جددت العهد لمليون ونصف شهيد"...

بهذا المطلع تصدح حناجر حوالي 15 مطرباً جزائرياً، في أغنيتهم الجماعية الجديدة التي انطلقت بمناسبة ترشّح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة.

تفتتح الأغنية التي تبثّ على يوتيوب والتلفزيون الجزائري، الحملةَ الدعائية للرئيس المرشّح، تربط بين الرئيس وشهداء الجزائر، بين شخص الرئيس ومعنى الوطن، تجعل من إنجازاته "معروفاً" شخصياً يمنّ به على الشعب وليس واجباً، أو حتى أقلّ من واجب. ومن حيث لا تقصد تدشّن الأغنية للحملة المضادّة لترشّح بوتفليقة، اذ وجد معارضو هذا الترشّح في مواقع يوتيوب والتواصل الاجتماعي نوافذ عريضة لانتقاد بوتفليقة ولاستغلال هؤلاء الفنانين شهرتهم في الترويج للمرشح الأقوى دون غيره.

أدّى الأغنية عدد من مطربي الجزائر المعروفين بينهم الشاب خالد والشابة يمينة ومراد الجعفري... كما شارك عدد من الممثلين والمذيعين والرياضيين في صفوف الكورال، بهدف حشد عدد أكبر من الوجوه المعروفة وإعطاء الأغنية زخماً أكبر، وربما روح الأوبريت، التي باتت في السنوات الأخيرة مرتبطة بشكل وثيق بالترويج للبرامج السياسية والطريق الدعائي الأسهل للمشاريع الانتخابية وغيرها.  

تعيد هذه الأغنية والتعليقات عليها الجدلَ حول تسخير الفنانين في الحملات الرئاسية، وهو جدل مرشّح للتزايد في الفترة المقبلة على ايقاع الأوتار المشدودة في مصر وسورية، بعد الترشّح الرسمي للسيسي للرئاسة، واعتزام الأسد خوض الانتخابات الرئاسية في سوريا يوليو/ تموز المقبل.

من تجارب سابقة، يتوقّع المراقبون أن ترافق الحملاتِ الرئاسية للمرشحين أعمالٌ فنية ترويجية، تُحشد فيها جيوش من نجوم الفنّ والإعلام والرياضة، الذين عهدوا هذا الأمر وتبرعوا به أحياناً من دون أن يُطلب منهم، سواء في جبهات الحرب ضدّ الشعب السوري الثائر (كما في حملة "منحبك" التي قادها مشاهير الدراما السورية)، أو في ساحات الصراع المصرية (كما في حملة "تسلم الأيادي" التي أثنت على عزل محمد مرسي) يثبت مجدّداً أنّ السلطات العربية تؤمن بسلطة نجومٍ تساهم في صنعهم وتؤمن بتأثيرهم على الرأي العام، وقدرتهم على تلميع صورة الحاكم حتى وإن احترقت.

رماد كثير سينثر من مصر إلى الجزائر إلى سوريا، وأقدام سترقص فوق المقابر، لتفسح مكاناً لشهيد جديد اسمه "الفنّ".

المساهمون