الغرب والعالم الإسلامي

07 مارس 2016
+ الخط -
الحرب شبه كونية السائدة في العالم، والتي تتميز بحرب مجهرية واضحة، وبعضها مخفي لا يراه أحد، كون حروبه من خلف الستار، تجعل من التفسير المنطقي للحالة، باعتبارها واقعاً ملموساًً، فغالبا ما تكون تصرفات الإنسان بالوراثة، وخصوصاً في المجتمع الشرقي، أو دول العالم الإسلامي، حيث كانت أغلب العادات والتقاليد قبلية وعشائرية ودينية، حسب المعتقد، والتي جعلت الفرد الواحد يتقيد بالأخلاق والقيم النابعة من محيطه، حيث التأقلم والقبول بالواقع، وهذا ما جعل من السياسة تتفوق على الدين، نتيجة أساليب المراوغة واستعمال القيم الخارجة عن الأخلاق الإنسانية، كأحد أهم البنود الأساسية للسياسة، حتى بات العقل والرؤية يتجهان إلى طريق مجهول، من دون إدراك أن أساس الإنسان هو العودة إلى جذوره الأصلية، ومحاولة تطويرها نحو الأفضل، بحسب التطور الكوني، وليس تبديلها، والتخلي عنها، فذاك أشبه ما يكون بدمار للمستقبل.
الصراع والمصالح المشتركة للغرب وللدول العظمى تتجه إلى العالم الإسلامي، على الرغم من أن تلك الدول شهدت حروباً ونزاعات فيما بينها، ما زالت واضحة المعالم حتى التاريخ الحديث، نتيجة استعمالهم الأسلحة التدميرية التي باتت، في عصرنا، محرمة دوليا، لكنهم تداركوا الأمر بعد ذلك، وحدّدوا خياراتهم، وتوصلوا إلى السلام، واتجهوا إلى العالم الآخر، من دون أن يدرك بعضهم ماهية السبب الرئيسي لتوجههم، أو حتى التفكير بذلك، وربما يكون الضعف أحد الأسباب، وربما الحاجة والتمسك بالحكم يندرج، أيضاً، ضمن تلك الأسباب.
هنا، يجب الاحتكام للعقل والاستقلالية للتمييز بأنهم في الغرب اتفقوا، ومنذ عقود، على توزيع الأدوار فيما بينهم، وترسيم حدودهم بشكل نهائي، والتوقيع جميعاً على بند العيش المشترك بين شعوبهم، وهذا ما أنجزوه، وباتوا مقياساً للعالم الآخر للحذو مثلهم، حتى بات الأمر بين خيارين بشأن سبب توجههم. الأول أن تلك الدول طامعة بالثروات الباطنية في الشرق الأوسط، وتستمد منها خطوط إمدادهم التنموي لتعزيز البنية الاقتصادية لدولهم، وهذا يجعل من شعوبهم في رفاهية واستقرار تام، والثاني أن الدول الإسلامية، على الرغم من اختلاف مذاهبها وطوائفها، كانت الأقلية منها، بحسب مفهوم الغرب، مصدر تهديد لهم ولأمنهم، فاضطروا إلى الاهتمام والتخطيط والتقسيم، ووضع مشاريع مستقبلية، تكون في خانة المصالح الذاتية. ولكن، مهما كانت الأسباب، فلا تخلو من نقاط إيجابية للبشرية في ذاك العالم الإسلامي .
يبقى الواقع هو أفضل من الخيال الواسع، والقناعة من الذات من أساسيات الحياة، إذا كانت ضمن حدود المنطق والاعتبارات الخاصة، فإن تيقنت معظم دول العالم الإسلامي الخصوصية والسيادة فيما بينهم وعدم التجاوز، لشهد العالم، منذ زمن بعيد، حضارة متجددة، ولا سيما أن هذه الحضارة مختلطة، من ضمنها العرب والكرد وباقي القوميات والمذاهب الأخرى، وكلها تأتي في صفحات التاريخ. إنها مصدر استيراد الغرب تطوير حضارتهم ومستقبلهم، في حين أن أصحابها الأساسين متناسون الأمر، ما يسمح للغير بأن يكون الحاكم وولي الأمر، لسببٍ وجيه، وهو الخضوع الذي لا يعني مطلقاً أنه القبول .
avata
avata
زيد سفوك (سورية)
زيد سفوك (سورية)