العرب يحضرون بأزماتهم وكتبهم في تركيا

03 يوليو 2016
(من فعاليات معرض سابق للكتاب العربي في اسطنبول)
+ الخط -

في بلد مثل تركيا لم يشهد صناعة نشر باللغة العربية طوال عقودٍ مضت، يبدو الاهتمام هذه الآونة بالكتاب العربي لافتاً، وتعود أسبابه على الأرجح إلى وجود حوالي مليوني لاجئ سوري، وتزايد نسبة العرب المقيمين في اسطنبول إلى مئات الآلاف، وتأسيس وسائل إعلام ناطقة بالعربية في عدد من المدن التركية.

لم يتوقف الأمر على تضاعف اتفاقيات الترجمة وإن كان جلّها لنقل كتب تركية إلى العربية، ومشاركة أكثر من 75 دار نشر عربية، في الدورة السابقة لـ "معرض اسطنبول الدولي للكتاب"، في آذار/ مارس الماضي، بل قام "اتحاد الكتّاب الأتراك" بتنظيم معرض خاص للكِتاب العربي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.

خطوات متلاحقة سبقت الإعلان عن انطلاق فعاليات الدورة الأولى لـ"معرض اسطنبول للكتاب العربي" في 18 تموز/ يوليو الحالي وتتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر نفسه، بمشاركة نحو 200 دار نشر عربية من 15 بلداً عربياً وأجنبياً، وفق ما نشرته إدارة المعرض على موقعها الإلكتروني.

يهدف المعرض، بحسب بيان منظميه في "جلف ترك ميديا" و"مركز صناعة الفكر للدراسات" إلى "إتاحة الكِتاب العربي للمقيمين العرب والأتراك الناطقين باللغة العربية من الدارسين والأكاديميين والسيّاح العرب، نظراً لإقامة حوالي ثلاثة ملايين عربي في تركيا"، ولم يخف البيان رغبته باجتذاب السياح من دول الخليج العربي لارتياد أجنحته.

المعرض الذي يستمر أسبوعاً سيضم عشرة آلاف عنوان، وسيشتمل على جناح للأطفال وفعاليات مخصّصة لهم، وسيشهد جلسات حوارية لمناقشة قضايا المنطقة، وفي مقدمتها: الأزمة السورية، والحالة الديمقراطية في مصر، وتغيّر سياسة أميركا ناحية المشرق العربي، وحول الواقع السياسي العراقي كذلك.

هل ستنتظم إقامة المعرض كل عام، وتنشئ دور نشر عربية تهتم بالكتاب العربي وترجمته للجمهور التركي أم أنها تداعيات لأزمات سياسية قد تنتهي ولا تترك وراءها أثراً ثقافياً؟ وهل يمكن للثقافة أن تواجه مشكلات السياسة والتاريخ في هذه المنطقة من العالم؟ أسئلة سيجيب عليها الواقع وربما أسرع مما نتصوّر.

المساهمون