العراق: 99 قتيلاً وجريحاً في استهداف تجمّعات انتخابية

العراق: 99 قتيلاً وجريحاً في استهداف تجمّعات انتخابية

25 ابريل 2014
تصاعدت الهجمات قبيل الانتخابات البرلمانية (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أفاد مصدر رفيع بوزارة الداخلية العراقية، اليوم الجمعة، أن ما لا يقلّ عن 28 عراقياً قتلوا، وأصيب 51 آخرون بجروح، بينهم مرشحون وضباط أمن، في ثلاثة تفجيرات استهدفت تجمعّاً انتخابياً في حي الحبيبية، شرقي بغداد، لكتلة "صادقون" المتحالفة مع كتلة "دولة القانون" التابعة لرئيس الوزراء، نوري المالكي.

وقال المصدر، لـ"العربي الجديد"، إن "سيارة مفخخة انفجرت في مرآب نادي الصناعة الرياضي لكرة القدم، حيث كان الآلاف من أنصار الحركة يحتشدون، في حفل الإعلان عن الأهداف الانتخابية، وأعقبها انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة تحت كراسي مقصورة الملعب، حيث يجلس عدد من السياسيين والمسؤوليين الأمنيين، وتبعتها سيارة مفخخة ثانية كانت مركونة عند مخرج الطوارئ المخصص للملعب".
وأضاف "بلغت حصيلة التفجيرات 28 قتيلاً، بينهم ضابط رفيع في الداخلية،  كما أُصيب 51 آخرون بينهم مرشحون في حصيلة أوّلية".

وقال المقدم في شرطة الرصافة في بغداد، فلاح حسين عبد الزهرة، لـ"العربي الجديد" إن "عناصر حركة عصائب أهل الحق انتشرت في بغداد، وفرضت قيوداً على حركة قوات الشرطة وسيارات الاسعاف ومنعت الصحافيين من الاقتراب"، في اشارة الى معلومات تحدثت عن استهداف الحركة في التفجير. 

ووصف الهجوم بأنه "يحمل بصمات واضحة لتنظيم القاعدة العراقي".

الى ذلك، أفادت مصادر طبية وأمنية عراقية، اليوم الجمعة، أن سبعة عناصر من الشرطة العراقية قتلوا وأصيب 13 في هجومين استهدفا مركزين انتخابيين في محافظتي ديالى وصلاح الدين، في تصاعد ملحوظ لاستهداف المراكز الانتخابية، وقبل أيام قليلة من انطلاق عملية الاقتراع العام في البلاد المقررة يوم الأربعاء المقبل.

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية، لــ"العربي الجديد"، إن ثلاث عبوات ناسفة انفجرت في محيط مركز انتخابي في حي "القاطنون"، غربي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى. وأوضح المصدر، وهو ضابط برتبة عقيد طلب عدم الافصاح عن اسمه، أن العبوات فجّرت في وقت واحد، مما أدى الى مقتل عنصري أمن واصابة ثلاثة آخرين بجروح، فضلاً عن انهيار أجزاء واسعة من المركز وتضرر معدات انتخابية أوصلتْ يوم أمس إليه.

كما أشار إلى أن عبوتين ناسفتين انفجرتا في مركز انتخابي ثانٍ في بلدة بيجي (40 كيلومتراً شمال مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين). وأسفر انفجارهما عن مقتل خمسة عناصر من الشرطة وإصابة 14 كانوا يتجمعون قرب المركز لتأمين نقل مواد انتخابية إليه. وأوضح أن اصابات بعض عناصر الأمن خطيرة للغاية.

من جهةٍ ثانية، أفاد شهود عيان وسكان محليون، في مناطق المحمودية واليوسفية والمدائن جنوب بغداد، أن عناصر مجهولة وزعت منشورات تحمل اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" تحذر المواطنين السنة من الاشتراك في الانتخابات أو التفاعل معها.

وقال أحد المواطنين من سكان بلدة اليوسفية (30 كيلومتراً جنوب بغداد)، ويدعى عبد الله القرغلي، لـ"العربي الجديد" إن السكان استيقظوا صباح اليوم، الجمعة، على عشرات المنشورات التي تحمل توقيع "داعش"، وقد علقت على أبواب المدارس والمساجد والمباني العامة وفي الشوارع. وأشار إلى أن المنشورات تحمل تهديداً ووعيداً للمشاركين والمتفاعلين من العراقيين السنة.

وقال القرغلي: "نحن نسأل كيف يمكن أن تنشر عناصر مسلحة وتوزع تلك المنشورات ليلاً، وقوات الأمن تفرض حظر تجوال على المدينة، وتنتشر بكثافة". وأضاف "نحن نخشى أن تكون لعبة سيئة من أحد الأحزاب لمنعنا من المشاركة، ولا سيما أنها جاءت قبل أيام قليلة من الانتخابات، ولم نر أي بوادر تهديد مسبقة من الجماعات المسلحة لنا".

من جهته، ذكر مصدر أمني عراقي لـ"العربي الجديد" أن الشرطة جمعت تلك المنشورات وأحرقتها وفتحت تحقيقاً في الموضوع. وأوضح المصدر أن "المنشورات تتضمن تهديداً صريحاً بالموت واستهداف المشاركين بالانتخابات، ورفعت قوات الامن درجة الحماية للمراكز الانتخابية، وطلبت من رجال الدين وشيوخ العشائر في تلك المناطق توعية المواطنين بعدم الانصياع لتلك التهديدات، التي لم يتم الجزم بعد بصحتها".

في هذه الأثناء، اعتبر المرجع الديني، علي السيستاني، أن الانتخابات التشريعية المرتقبة في العراق تمثل "فرصة عظيمة للتغيير"، بحسب ما أفاد ممثله في خطبة الجمعة في كربلاء، الشيخ احمد الصافي.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن ممثل السيستاني قوله إن "الانتخابات فرصة عظيمة للتغيير نحو الأفضل". وأضاف "على الجميع أن يستغلوا هذه الفرصة بالصورة الصحيحة من خلال اختيار قائمة صالحة تمتلك رؤيا متكاملة لإدارة البلد خلال السنوات الأربع المقبلة". ودعا العراقيين إلى "انتخاب مرشحين يتصفون بالكفاءة والنزاهة والاخلاص والحرص على مصلحة العراق والعراقيين".

 

 

المساهمون