العراق: قاعدة أميركية معزولة في عين الأسد

العراق: قاعدة أميركية معزولة في عين الأسد

14 مارس 2015
القاعدة العسكرية موجودة في عين الأسد (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -
كشف ضابط في الجيش العراقي وزعماء قبائل سنية غرب البلاد، لـ"العربي الجديد"، عن وجود قاعدة "صغيرة" للجيش الأميركي تضم المئات من الجنود والضباط داخل قاعدة عين الأسد الجوية العراقية، التي تبعد 180 كيلومتراً غرب العراق، انتهت الولايات المتحدة أخيراً من تجهيزها كقاعدة مستقلة داخل القاعدة الأم التي تستخدم مقرّاً لقيادة القوات البرية الفرقة السابعة في الجيش العراقي.

اقرأ أيضاً (العراق: "داعش" يقتحم المجمع السكني لقاعدة عين الأسد)
وقال ضابط رفيع في الجيش، فضل عدم نشر اسمه، لـ"العربي الجديد" إن "القاعدة الأميركية الجديدة تقع في الجزء الجنوبي من قاعدة عين الأسد التي تبلغ مساحتها 25 كيلومتراً مربعاً، وتم اقتطاعها من القاعدة الأم عقب وصول العسكريين الأميركيين إلى القاعدة بهدف تقديم الدعم والاستشارة للقوات العراقية هناك فضلاً عن تدريب أبناء العشائر".


وأضاف الضابط أن "القاعدة الأميركية الصغيرة تبلغ مساحتها 7 كيلومترات مربعاً فقط، وضمّت إليها مدرجاً للطائرات الحربية من أصل ثلاثة مدارج موجودة في القاعدة (عين الأسد)، أحدها خارج عن الخدمة أصلاً، كما تم تجهيزها بغرف وقاعات وبيوت جاهزة  وأحيطت بسور شائك حولها". وأكّد أنّ "القاعدة تضم ثلاث مروحيات أميركية، واحدة منها للنقل من طراز (تشينوك)، واثنتان من مقاتلات طراز (أباتشي)".


وقدر الضابط عدد الجنود الأميركيين المتواجدين داخل تلك القاعدة بنحو 400 عسكري لا يخالطون العسكريين العراقيين في القاعدة الأم، ولا يخرجون منها إلا عند حلول ساعة تدريب القوات العراقية أو إجرائهم التدريبات الصباحية للياقة البدنية وغيرها".

المعلومات التي كشف عنها الضابط العراقي أكّدها زعيم قبلي من عشيرة الجغافية القاطنة في مدينة حديثة المجاورة للقاعدة، إذ أوضح في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد" بأنه لا يمكن لأي عراقي مهما كان منصبه دخول القاعدة المذكورة إلا بتصريح رسمي، "بمن فيهم قائد الفرقة السابعة العميد الركن مجيد اللهيبي، أو قائد عمليات البادية والجزيرة اللواء ضياء كاظم دبوس، التي تشرف على إدارة العمليات العسكرية بالجزء الغربي من العراق مع الأردن وسورية".

وأوضح الشيخ الذي طلب عدم نشر اسمه لحساسية المعلومات، أن القاعدة الأميركية تتلقى المساعدات العسكرية والمؤن والأمور اللوجستية الأخرى جوّاً من الأردن وليس من بغداد، بسبب قرب المسافة بين القاعدة والأردن، إضافة إلى كون هذا المحور أكثر أمناً من مرور الطائرات فوق ست بلدات يسيطر عليها تنظيم "داعش"، أبرزها الكرمة والفلوجة وهيت. وأضاف أنه "عقد اجتماع واحد داخل تلك القاعدة بين الأميركيين وزعماء العشائر بمن فيهم أنا، لكن ذلك قبل أن تحاط المنطقة بسور عال وتتحول إلى قاعدة ببطن قاعدة"، على حد وصفه.

من جهته، لم ينف القيادي في قوات الصحوة العشائرية الشيخ مجيد العبيدي، في حديث مع "العربي الجديد" وجود تلك القاعدة غرب العراق، إلا أنه اعتبر أن وصفها مبالغ فيه. وقال العبيدي إن "ما هو موجود في عين الأسد جناح أو قسم خاص للأميركيين داخل القاعدة لأمنهم الشخصي ولراحتهم، وعملية إنشاء سور حول الجزء المخصص لهم، ومنع دخول أحد من غير الأميركيين إلى هذا المكان هو إجراء أمني ولا يمكن اعتباره قاعدة، إذ إن القوات الأميركية تشارك في المهام الملقاة على الجيش العراقي، والمكان المخصص لهم أمر طبيعي"، مؤكداً أنّ "السور المشيّد حول القاعدة هو عبارة عن أسلاك شائكة يمكن رؤية ما خلفها، وهذا الوصف لا يتناسب مع حقيقة ما هو موجود، لذا هي ليست قاعدة بل جناح أو قسم أميركي داخل عين الأسد".

المساهمون