العراق: ترحيب عربي وإقليمي ودولي بتعيين العبادي رئيساً للوزراء

العراق: ترحيب عربي وإقليمي ودولي بتعيين العبادي رئيساً للوزراء

12 اغسطس 2014
دعوات للعبادي بتشكيل حكومة وحدة (أرشيف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

لقي تكليف الرئيس العراقي، محمد فؤاد معصوم، لحيدر العبادي، بتشكيل حكومة عراقية جديدة، ترحيباً عربياً وإقليمياً ودولياً واسعاً، من أجل العمل على إيجاد حلول سياسية للأزمة العراقية، وتنوّعت المواقف المؤيدة للعبادي، من كردستان الى أوروبا والولايات المتحدة.


فقد أبدى رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، اليوم الثلاثاء، في اتصال مع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، استعداده لـ"العمل مع العبادي من أجل تشكيل حكومة شاملة". حسبما ذكرت وكالة "الأناضول".

كما حثّ وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، العبادي، على الإسراع في "تشكيل حكومة وحدة وطنية". وقال كيري، في تصريحات من سيدني، "نحثه على تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن، والولايات المتحدة مستعدة لدعم حكومة عراقية جديدة تجمع كل الأطراف، وخصوصاً في قتالها مع مسلّحي الدولة الاسلامية (داعش)". وأضاف "سأكون واضحاً، لقد أردنا على الدوام حكومة جامعة تمثل كل العراقيين، هذا هو الهدف"، حسبما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وبينما تشن الولايات المتحدة ضربات جوية ضد مسلحي "داعش" شمالي العراق، أكد كيري أنه لن "يتم إرسال قوات مقاتلة". وأوضح، أنه "لن نرسل قوات مقاتلة أميركية مجدداً إلى العراق، هذه معركة يجب أن يخوضها العراقيون باسم العراق".

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد رحب في كلمة له، أمس الإثنين، بتكليف العبادي تشكيل حكومة جديدة، خلفاً لنوري المالكي، متمنياً انتقالاً سلمياً للسلطة، مع تشكيل حكومة تمثل كافة مكونات المجتمع.

وقال أوباما، إن "العراق خطا خطوة واعدة إلى الأمام". وأضاف، أن "أمام القيادة الجديدة مهمة صعبة لاستعادة ثقة مواطنيها من خلال حكومة جامعة"، واعداً "بتقديم الدعم لعبادي"، داعياً "القادة السياسيين إلى العمل بشكل سلمي خلال الأيام المقبلة".

وفي باريس، دعا الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، والرئيس التركي الجديد، رجب طيب أردوغان، خلال اتصال هاتفي، رئيس الحكومة العراقي المكلف، العبادي، لتشكيل حكومة وحدة وطنية بشكل سريع، لمواجهة تهديدات المسلحين"، حسبما ذكر بيان صادر عن مكتب هولاند.

وأضاف البيان، أن هولاند وأردوغان، أكدا "على ضرورة إيجاد الظروف السياسية في العراق التي تسمح بقتال فعال ضد تنظيم داعش كما تستجيب لتطلعات العراقيين". وشدد الطرفان، على "دعمهما لجهود الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، في محاولته كسر الجمود السياسي، الذي أثّر سلباً على القتال ضد المسلحين".

من جهتها، رحبت السعودية، بتكليف العبادي تشكيل حكومة جديدة، عبر برقية تهنئة من الملك، عبدالله بن عبد العزيز، كما اعتبر وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، باللغة الإنكليزية، ردّاً على سؤال حول موقف الممكلة من تكليف العبادي، "إنه خبر سارّ تلقيته للتو".

كما هنأت إيران، اليوم الثلاثاء، العبادي، على تعيينه رئيساً للوزراء، ودعت إلى وحدة أطياف الشعب في مواجهة الهجوم الذي يشنه مسلّحو تنظيم "الدولة الاسلامية".

وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، "نهنىء حيدر العبادي على تعيينه رئيساً للوزراء، وكذلك المرجعية العراقية". ودعا "جميع الأطياف والتحالفات العراقية إلى الوحدة، للحفاظ على المصالح الوطنية وسيادة القانون في مواجهة التهديدات الخارجية".

وأكد شمخاني "دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعراق الموحد والآمن، من أجل تقديم خدماته للشعب، والارتقاء بمكانته الإقليمية". وأشار، إلى أن "الأطر القانونية التي يتضمنها الدستور العراقي كميثاق وطني، هي الأساس لانتخاب رئيس الوزراء، من قبل أكبر كتلة في البرلمان العراقي".

ورحّب الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بتعيين العبادي، معرباً عن أمله "بتشكيل حكومة وطنية شاملة تُمثّل جميع مكونات وأطياف الشعب العراقي".

وفي عمان، عبر مسؤولون أردنيون، اليوم الثلاثاء، عن ترحيبهم بتكليف العبادي رسمياً تشكيل الحكومة الجديدة، مؤكدين دعم بلادهم لأي خطوة تضمن استقرار العراق، وتكفل وضع حد للقتال الذي بات يهدد مملكتهم.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، لـ"العربي الجديد"، أن "الأردن يرحب بأي خطوة سياسية، من شأنها أن ترسخ استقرار العراق ضمن عملية جامعة لكافة فئاته".

بدوره، اعتبر وزير الشؤون السياسية، خالد الكلالدة، تكليف العبادي "شأن عراقي داخلي"، لكنه أكد تأييد بلاده لأي توجه يصون أرض العراق، وصولاً إلى عملية سياسية تمثل كافة مكونات المجتمع العراقي.

من جهته، تمنى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، حازم قشوع، أن يمثل تكليف العبادي مقدمة لتوافق سياسي يغلّب المصلحة العراقية العامة على المصالح الفردية والخاصة للقوى السياسية.

وأكد قشوع، أن "الاستقرار السياسي في العراق سيكون مقدمة لاستقرار أمني، ينعكس على استقرار الأقليم". ولفت إلى "المخاطر التي تسببت بها الأحداث في العراق على الإقليم، وباتت تهدد الأردن، خاصة خطر تنامي وانتقال الجماعات الإرهابية والمتطرفة".

على صعيد متصل، كشف مصدر مسؤول، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، عن مساعٍ تقوم بها الحكومة الأردنية لتطويق الأزمة الدبلوماسية مع العراق، والتي تسببت بها استضافة عمّان، في منتصف يوليو/تموز الماضي، مؤتمراً لقوى الثورة (السنة) المناهضة لحكومة نوري المالكي.

 

المساهمون