الطاحونة الهولندية تثأر من الماتادور الإسباني بخماسية مُذلـّة

avata
نبيل التليلي
محلل وناقد رياضي تونسي. رئيس القسم الرياضي في العربي الجديد. انضم لأسرة العربي الجديد عام 2014.
14 يونيو 2014
+ الخط -
ضرب المنتخب الهولندي بقوة، وحقق فوزاً عريضاً على منافسه المنتخب الإسباني بنتيجة استقرت على (5-1)، ضمن منافسات الجولة الأولى من المجموعة الثانية.

اتجهت كل أنظار العالم، مساء اليوم الجمعة، إلى مدينة سلفادور، وتحديدا إلى ملعب أرينا فونتي نوفا، حيث دارت مباراة القمة المبكرة الأولى بين منتخبي هولندا واسبانيا، وفي نسخة مكررة لنهائي مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.

المستديرة تفرض قوانينها

بدا الحذر مسيطرا على المنتخبين في البداية، ولكن تدريجيا تجاوز كل طرف مرحلة جس النبض، وكانت البداية من جانب الهولنديين في الدقيقة السابعة، عندما انفرد شنايدر بالحارس كاسياس فكانت الغلبة لـ"القديس" المدريدي الذي نجح في إنقاذ مرماه من هدف بدا محققا.


أجاب الاسبان عن طريق إنييستا في الدقيقة العاشرة، عندما سدد فوق المرمى، ثم تباطأ المهاجم دييجو كوستا في الـ دقيقة 13 وفوّت فرصة افتتاح التسجيل تحت صافرات الجماهير البرازيلية، التي لم تغفر لنجم الأتلتيكو تفضيله منتخب إسبانيا على منتخب السيليساو.


ونسج متوسط ميدان مانشستر سيتي، سيلفا، على منوال زميله، كوستا، في الدقيقة 20، عندما تلقى تمريرة في العمق، لكنه فضل الترويض على التصويب، مما سمح للمدافع جمعات بالتدخل في الوقت المناسب.


ونجح دييجو كوستا في الدقيقة 25 في الحصول على ركلة جزاء، عندما تلقى تمريرة ذكية من المهندس، تشافي، ثم راوغ المدافع، دي فريج، الذي عرقله أمام أنظار الحكم الإيطالي، نيكولا ريزولي، الذي لم يتردد في الإعلان عن ضربة جزاء.


تقدم متوسط ميدان ريال مدريد، تشابي ألونسو، وتحمل مسؤوليته، ونجح في افتتاح التسجيل للماتادور الاسباني في الدقيقة 27.


وكان بطل العالم، في نسخته السابقة، قريبا جدا من مضاعفة النتيجة في الدقيقة 42، عندما تلقى سيلفا تمريرة ممتازة من الساحر، إينيستا، لكن لاعب المان سيتي فضل الجمالية على الواقعية، وحاول رفع الكرة بالحارس سيليسان، الذي تألق في إنقاذ مرماه.


ويدرك كل عشاق المستديرة أن قانونها الخاص ينص على معاقبة الفريق، الذي يضيع الفرص السهلة، وطبقت الطاحونة الهولندية هذا القانون، وعاقبت الماتدور بعد دقيقة واحدة، عندما تلقى فان بيرسي توزيعة في العمق من بليند وبرمية رأسية رشيقة نجح في رفع الكرة بالحارس كاسياس في الدقيقة 43 ليعيد المباراة إلى نتيجتها في البداية.


وعاد الفريقان إلى حجرات الملابس بتعادل منح الجماهير فرصة أخرى لمتابعة الجزء الثاني من قمة المجموعة الثانية.

الطاحونة الهولندية تروض الثور الاسباني

بدأ إنييستا ببعض المناورات في الدقيقة 49 عندما سدد كرة تلقاها بشيء من الصعوبة الحارس الهولندي، ولكن الواقعية كانت من جانب الطاحونة الهولندية، عندما تلقى مهاجم بايرن ميونخ الألماني توزيعة في العمق من المدافع المتميز، بليند، وروّض روبين بمهارة استثنائية ثم راوغ بيكيه وغالط الحارس الاسباني، مانحا منتخبه تقدما غيـّر كل المعطيات.

عاد روبين مجددا في الدقيقة 60 لاستعراض مهارته، وكأنه يريد الثأر من إخفاقه في نهائي 2010، فقاد سلسلة من المراوغات، قبل أن تصل الكرة إلى فان بيرسي، الذي سدد كرة اصطدمت بالعارضة، وحرمت الهولنديين من هدف ثالث.


أدرك فيسينتي ديل بوسكي، مدرب الماتادور، ضرورة إجراء تغييرات على مستوى تشكيلته فأقحم في الدقيقة 62 بيدرو وتوريس مكان تشابي وكوستا، الذي غادر الملعب مصحوبا بصافرات غضب الجماهير البرازيلية.


شهدت الدقيقة 64 كرة ثابتة نفذها شنايدر في مستوى القائم الثاني، وسط بهتة دفاعية وخروج غير موفق للحارس كاسياس، وكان المدافع، دي فريج، في انتظار الكرة بلمسة وحيدة، ليضيف الهدف الثالث ويمحو هفوة ارتكابه ضربة جزاء في بداية المباراة.


وسجل المنتخب الاسباني هدفا في الدقيقة 67 عن طريق سيلفا، ألغاه الحكم الإيطالي بعد إشارة من مساعده لوجود تسلل واضح.


وفي الدقيقة 69 سدد فان بيرسي على منوال روبين  كرة قوية، أعادها كاسيايس بقدمه على طريقة حراس مرمى كرة اليد، ولكن بعد ثلاث دقائق فقط، ارتكب كاسياس خطأ فادحا وأهدى كرة ثمينة لفان بيرسي، الذي لم يرفض الهدية وأحرز الهدف الرابع في الدقيقة 72.


حاول راموس تذليل الفارق في الدقيقة 75عندما سدد مخالفة مباشرة، لكن كرته مرت جانبية، والتجسيم الغائب عن الماتادور كان حاضرا بقوة لدى المنتخب الهولندي، عندما أبدع النجم روبين في قيادة هجوم معاكس وراوغ كل من اعترضه، وتلاعب بالحارس كاسياس مثلما شاء واشتهى، وأضاف الهدف الخامس في الدقيقة 80 ،قبل ان ينجح الحارس الإسباني في التصدي على مناسبتين وإنقاذ فريقه من هدف سادس في الدقيقة 86.


وترجم المهاجم، توريس، فشل المنتخب الاسباني وغيابه التام عن الشوط الثاني، عندما تفلسف أمام شباك خالية وبحث عن مراوغة المدافع، وأضاع بكيفية أغرب من الخيال فرصة تذليل الفارق لمصلحة منتخبه.


وعاد المنتخب الاسباني يجر أذيال الخيبة محملا بخماسية أذهلت أنصار الماتادور، وأسعدت الجماهير الهولندية، التي ثأرت من نهائي المونديال السابق، وألحقت ببطل النسخة الماضية هزيمة مذلة من شأنها أن تسيل كثيرا من الحبر.

المساهمون