الضم... مؤشر خفة وزن عربي

الضم... مؤشر خفة وزن عربي

03 يوليو 2020
"جرأة" الاحتلال لم تأت من فراغ (مناحيم كاهانا/فرانس برس)
+ الخط -

ما من شك أن بعض الأطراف الدولية تنطلق في معارضة سياسة الاحتلال ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة من مصالحها في المنطقة، وبعضها حرصاً على دولة الاحتلال ذاتها. وفي المقابل هناك مواقف مبدئية معارضة للاحتلال ومؤيدة للحق الفلسطيني.

عربيا، ومع انحراف البوصلة للأسف، ورعاية رسمية للتطبيع ولنشر هوان تزلف اعتبار الاحتلال "حليفاً"، يحتاج المرء مكبرات أحرف بحثاً عن مواقف الجامعة العربية، وبعض أنظمتها، التي لم تعد تخجل من التبرؤ من عروبتها، وإعادة تدوير الخرافات الصهيونية عن فلسطين على شاشاتها ووسائل إعلامها وتواصلها. ومن بينهم من يعتبر نفسه "عواصم قرار عربي".

"جرأة" الاحتلال، من تهويد القدس إلى الضم، لم تأت من فراغ. ولا يكفي تشبيه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات المطبعين بـ"مساعدي هولاكو" لتشخيص الهوان العربي. فالاستنجاد بما يسمى "المبادرة العربية للسلام"، كلما حُشر النظام الرسمي العربي، ظلت لـ18 سنة استهلاكاً لغوياً، وما عادت قادرة على ستر حالة التطبيع، التي لا يكترث الاحتلال لفضحها، رغم توسلاتهم. وأي عاقل عربي، يقارب انهيار قيمة ومستوى السياسة العربية، سيخلص إلى أن الأمر لا يخص فقط القضية الفلسطينية. فكل المشاريع الأخرى، بما فيها الضيقة جداً لأنظمة الاستبداد تصاب في مقتل، وبمعاول ذاتية.

وما حالة عجز النظام المصري في قضية سد النهضة الإثيوبي، واستمرار ورطة السعودية في حرب اليمن، بمخططات أبوظبي، وتبديد ثروات وجهود، استهدافاً لإرادة شعوب، ومحاولة فرض انصياع لمعسكر الثورات المضادة الانقلابية، تبريراً لكذبة مواجهة إيران، سوى مؤشرات بسيطة على بؤس تكتيك واستراتيجية البحث عن مشروعية الحكم، برضا تل أبيب ودوائرها الأميركية والغربية. فلا مشاريع طهران جوبهت جدياً، ولا ارتماء توابع تلك الأنظمة في أحضان التطبيع أوقف منح طهران وأذرعها مدداً لتسويق كذبة "الممانعة" في مواجهة إسرائيل. باختصار، فإن من يجرم ويلاحق الفلسطينيين ويزج بهم في سجونه، ويسمح بهذا الانحطاط من شتائم وتخوين وتمنين بما دفع لمساعدة شعب محتل، واعتبار قضيتهم لا تعنيه، يساهم في تشجيع الضم، تماماً كما يفعل على المقلب الآخر من اعتبر طريق القدس يمر على جثث وأنقاض مدن السوريين. فبمثل تلك السياسات يتلاقى أضداد التطبيع وملوحي "محو إسرائيل بـ7 دقائق".