الصين: 95 قتيلاً في مواجهات بين الشرطة والأويجور

الصين: 95 قتيلاً في مواجهات بين الشرطة والأويجور

03 اغسطس 2014
يتهم الأويجور السلطات الصينيّة باضطهادهم (GETTY)
+ الخط -

أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية اليوم الأحد مقتل 59 شخصا ممن وصفتهم بالإرهابيين، و37 مدنيا في مواجهات واسعة النطاق جرت الإثنين الماضي في إقليم شينجيانج المسلم شمال غرب الصين، وكانت الأعنف منذ خمس سنوات.

وقالت الوكالة إنّه تم اعتقال 215 إرهابياً في أعقاب المواجهات التي اندلعت قبل انتهاء شهر رمضان، موضحة أنّ 13 مدنيا جرحوا كذلك في المواجهات.

وكانت وسائل إعلام رسمية ذكرت منتصف الأسبوع الماضي أن مجهولين "مسلّحين بسكاكين" هاجموا صباح الإثنين الماضي مركزاً للشرطة ومقار رسمية أخرى في منطقة شاشي، أو "يركاند" بلغة الأويجور الذين يشكلون غالبية في شينجيانج، مما اضطر قوات الأمن للرد.

وأوضحت وكالة الصين الجديدة أن 35 من المدنيين الذين قتلوا ينتمون إلى اتنية "الهان" (الصينية الأصل) والاثنين الآخرين من الأويجور. وبهذه الحصيلة الرسمية للقتلى تكون هذه الحوادث سببت سقوط أكبر عدد من الضحايا منذ المواجهات الاتنية التي أسفرت عن سقوط حوالى مئتي قتيل في أورومتشي عاصمة الإقليم قبل خمس سنوات.

ويضم إقليم شينجيانج حوالى عشرة ملايين من الأويجور المسلمين الناطقين بالتركية المعادين في جزء منهم للصين، وبينهم جناح متشدد تقول السلطات إنّه يقف وراء عدد من الاعتداءات الدامية التي وقعت في الأشهر الأخيرة داخل المنطقة وخارجها.

وقالت الوكالة إن "العصابة المسلحة" قامت صباح الإثنين في يركاند "بتوقيف السيارات المارة قبل ضرب ركابها بطريقة عشوائية وبإجبار مدنيين على المشاركة في عملهم الإرهابي". وتحدثت الوكالة أيضا عن "هجوم منظم ومعد مسبقا من قبل إرهابيين في الصين والخارج في وقت واحد"، دبره رجل "على علاقة وثيقة" مع الحركة الاسلامية في تركستان الشرقية، الجماعة الانفصالية المتشددة.

من جهته، تحدث المؤتمر العالمي للأويجور، المنظمة المدافعة عن هذه الاتنية والمتمركزة في ألمانيا، نقلا عن مصادر محلية، عن سقوط "حوالى مائة قتيل وجريح" في يركاند. وأشار الناطق باسم المنظمة ديلشات رشيد اليوم الأحد إلى "فارق" بين الأرقام الرسمية والمعلومات التي يملكها وطالب "بتحقيق مستقل".

وقال في بيانٍ إنّ "الصين تشوه الواقع حول مقاومة الأويجور". وأكدّ أنّ قوات الشرطة فتحت النار، معتبرا أنّ بكين "تتحدث عن الإرهاب للتهرب من مسؤولياتها".

وأضاف رشيد في رسالة الكترونية أنّ "مصادر محلية ذكرت أنّ قوات النظام استخدمت الرشاشات الثقيلة وبنادق قناصة لذلك كانت الحصيلة كبيرة جدا". وأكدّ أنّه "إذا لم تغيّر الحكومة الصينية سياساتها القمعية القصوى، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مواجهات جديدة في المستقبل".

وكان إمام أكبر مسجد في الصين جومي طاهر قتل الأربعاء في كشقار المدينة الواقعة في المنطقة نفسها التي تضم يركاند، وقتلت الشرطة شخصين يعتقد أنهما قاما باغتياله.

وكان الإمام طاهر من معارضي المطالب الانفصالية وعرف بمعارضته الشديدة لأعمال العنف التي يقوم بها الأويجور في شينجيانج. وبعد يومين قتلت الشرطة تسعة أشخاص يشتبه في تورطهم في أعمال إرهابية في منطقة هوتان في شينجيانج أيضا، كما ذكرت الصين الجديدة.

وتأتي هذه الاضطرابات في شينجيانج بعد هجوم انتحاري ارتكب في مايو/ أيّار داخل سوق في عاصمة الإقليم وأسفر عن 43 قتيلا بينهم المهاجمون الأربعة ونحو مائة جريح. وهذا الهجوم تلى مجزرة وقعت في مارس/ آذار في كونمينج في إقليم يونان (جنوب الصين) حيث قتل 29 شخصا وجرح 140 آخرون بالسلاح الأبيض في أوّل هجوم بهذا الحجم خارج شينجيانج.

وردا على ذلك، أعلنت الحكومة الصينية حملة واسعة لمكافحة الإرهاب ترجمت باعتقال المئات ومحاكمات جماعية سريعة صدرت على إثرها أحكام على المتهمين.

وترى منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان أنّ السياسة القمعية التي تتبعها الصين حيال ثقافة الأويجور وديانتهم تغذي التوتر وأعمال العنف في شينجيانج. ويؤكد عدد كبير من الأويجور أنّهم ضحايا تمييز وإقصاء من عائدات الاستثمارات الصينية في شينجيانج.

دلالات