الصين هاجس أوباما في جولته الآسيوية في نيسان

الصين هاجس أوباما في جولته الآسيوية في نيسان

13 فبراير 2014
الصين هاجس أوباما في جولته الآسيوية خلال نيسان
+ الخط -

يرتقب أن يقوم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بجولة آسيوية تشمل 4 دول هي اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والفليبين، كانت مقررة في تشرين الأول الماضي، قبل أن تؤجل لانشغال الرئيس بأمور الميزانية والتصويت عليها في الكونغرس الأمريكي. أوباما سيعمل خلال جولته على تخفيف التوتر بين الحلفاء، فيما ستكون مشكلة العملاق الصيني وطموحه ونفوذه المتصاعد وتحدياته الإقليمية حاضرة بقوة، عند كل قمة يعقدها.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني، إن الرئيس الأمريكي سيؤكد في جولته  "التزامه بزيادة الاستثمار الدبلوماسي والاقتصادي والأمني الأمريكي في دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ"، غير أنه لم يكشف تواريخ الزيارات. وأضاف، أن أوباما سيلتقي في طوكيو رئيس الوزراء شينزو آبي، وينوي "تعميق الروابط الاقتصادية من ذلك من خلال الشراكة عبر المحيط الهادئ"، وهو اتفاق كبير للتبادل الحر.

وفي كوريا الجنوبية، يبحث أوباما مع الرئيسة بارك غوين ـ هاي الوضع في كوريا الشمالية "والإجراءات المشتركة لنزع السلاح النووي" في شبه الجزيرة الكورية. فيما يبحث في ماليزيا مع رئيس الوزراء نجيب طون عبد الرزاق "التقدم في تعميق علاقاتنا الدبلوماسية والاقتصادية وفي مجال الدفاع".

أما في مانيلا، يبحث أوباما مع نظيره بينينيو اكينو "التعاون الاقتصادي والأمني" بين الولايات المتحدة والفليبين التي تتنازع مع الصين السيادة على أراض ومياه حدودية، مثلما هي حال العديد من حلفاء واشنطن في جنوب شرق آسيا، وفق ما أعلن المتحدث الرئاسي.

وكانت الجولة الآسيوية للرئيس الأمريكي مقررة في تشرين الأول الماضي، حيث كان مقرراً أن يشارك في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في جزيرة بالي الإندونيسية من السابع حتى الثامن من تشرين الأول الماضي/ أكتوبر، ثم قمة اتحاد دول جنوب شرق آسيا (آسيان) من التاسع حتى العاشر من الشهر نفسه في بروناي. غير أن تلك الجولة ألغيت بسبب الشلل الذي أصاب الدوائر الحكومية نتيجة أزمة الموازنة الاتحادية مع الكونغرس في حينه.

وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن جولة أوباما الآسيوية تهدف الى تخفيف التوتر الأمني في المنطقة، خصوصاً أنها الزيارة الأولى بعد التناوش الصيني الياباني الأخير حول منطقة الدفاع الجوية التي أقامتها بكين. وأضافت أنه على الرغم من أن الصين ليست محطة في جولة الرئيس، لكن طموحها التوسعي ونمو نفوذها الإقليمي سيكونان حاضربن بكل تأكيد على جدول أعمال كل قمة سيعقدها الرئيس في جولته. وكان المسؤولون الأمريكيون قد اعتبروا تحديد منطقة الدفاع الجوي من الصين في 23 من تشرين الثاني الماضي/ نوفمبر على خلفية النزاع حول الجزر في بحر الصين الشرقي غير شرعية.

وكان الرئيس الياباني قد ذكر أن المحادثات مع أوباما ستشمل "المشاكل الناتجة عن تقييد حرية الملاحة"، في اشارة الى ما تعتبره طوكيو انتهاكاً لسيادتها البحرية من العملاق الصيني.

كما سيحاول أوباما ترطيب العلاقات المتوترة بين الحليفين الأمريكيين، اليابان وكوريا الجنوبية، جراء انضمام الأخيرة الى الصين في مسألة ادانة زيارة أجراها الرئيس الياباني الى ضريح ياسوكوني لتكريم الضحايا اليابانيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك المدانين بارتكاب جرائم حرب.

وتسلم الرئيسان الياباني والكوري الجنوبي منصبي الرئاسة في بلديهما منذ قرابة عام، غير أنهما لم يعقدا حتى اللحظة أي قمة، لذلك يرتقب أن يحثهما أوباما على هذه الخطوة.

وفي مانيلا، سيقدم أوباما للفليبينيين فرصة إبداء معارضتهم الشديدة لما تدعيه الصين من سيادة على 90 في المائة من بحر الصين الجنوبي. وسبق أن أعلن المسؤولون الأمريكيون أن الادعاءات الصينية هذه غير شرعية، وهو ما انتقدته بكين بشدة. وستتحين الفليبين الفرصة أيضاً للطلب من واشنطن مجدداً إقامة قاعدة بحرية أمركية؛ كانت قد أُغلقت قبل عقدين. وتبدي واشنطن حذرها من الفكرة، معتبرة أنها لا تريد افتعال مواجهة غير ضرورية مع الصين.

وبطبيعة الحال، سيكون الموضوع التجاري حاضراً بقوة في الجولة، خصوصاً في طوكيو. وتعمل الولايات المتحدة واليابان والدول الآسيوية التي تطل على المحيط الهادئ على بلورة اتفاقية تجارية باسم "الشراكة عبر المحيط الهادئ"، غير أن المفاوضات اصطدمت بمعارضة الكونغرس الأمريكي.

كذلك، اعتبرت صحيفة "ذا انسايدر" الماليزية، أن جولة الرئيس الأمريكي تهدف الى تخفيف التوتر في شرق آسيا، على خلفية القضايا النزاعية بين الحلفاء بعضهم ببعض. وأضافت، أنه سيعمل على دفع المفاوضات بشأن "الشراكة عبر المحيط الهادئ"، والتي تتضمن 12 دولة، ويرى مراقبون أنها تشكل تحدياً للصين.

المساهمون