الصيف ورمضان يلهبان أسواق الجزائر

الصيف ورمضان يلهبان أسواق الجزائر

26 مايو 2014
من سوق المكسرات والتمور (توماس كوهلر/فوتوتك/Getty)
+ الخط -

يتزامن فصل الصيف في الجزائر مع إقامة حفلات الزواج وأفراح النجاح في الشهادات، تضاف إليها هذا العام موائد شهر رمضان الخاصة، والسهرات الفنية الليلية، ما يزيد إقبال العائلات الجزائرية على شراء مستلزمات تحضير الحلويات المحلية والتقليدية الفخمة، ويستلزم شراء اللوز والجوز والفستق الحلبي والفواكه المجفّفة.

"العربي الجديد" زارت "سوق ساحة الشهداء الشعبية" في الجزائر العاصمة، التي تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين لاقتناء السلع والمنتوجات المحلية والمستوردة، وهناك لاحظنا صدمة أغلب السيدات اللواتي يتسوقن أملاً في توفير متطلباتهن لإنجاز الحلويات، وسبب الصدمة كان ارتفاع أسعار المكسرات بشكل جنوني، حيث تضاعفت أسعار الجوز والفستق الحلبي واللوز والزبيب والتمر، على الرغم من أنّ الجزائر تنتج أفضل أنواع التمور وتصدّرها الى الخارج، مثل تمر "دقلة نور" وغيره... وعلى الرغم من ارتفاع الاسعار، الا أنّ المواطن الجزائري مجبر على شراء المكسرات والمواد الاساسية كافة لصنع الحلويات، التي تعتبر من تقاليد شهر رمضان الفضيل والمناسبات العائلية السعيدة. حدّثتنا السيدة زهيدة نوار، مبدية تذمّرها من الأسعار، وهي تستعدّ لإقامة عرس ابنها أواخر الشهر الحالي "الأسعار مستعرة، وفي غياب السلطات المعنية بالرقابة يزداد طمع التجار وجشعهم، يعرفون جيداً أننا نحتاج بشكل أساسي إلى المكسرات".

كذلك يركّز السيد كمال بنون، على دور الرقابة على المواد الاستهلاكية، ويرى أنها الحلّ الوحيد، لأنه لن يستطيع إغفال الحلويات في حفل زفاف ابنه.

فيما قالت السيدة ليلى زايدي، إنها اطّلعت على العديد من المحلات، ورأت أنّ الأسعار موحّدة تقريباً مع انخفاض طفيف في سوق الجملة، وهي أسعار خيالية لا تتلاءم مع دخل المواطن الجزائري.

من جهتهم، أرجع التجار ارتفاع الاسعار إلى العرض والطلب، وقالوا: إن أسعار المواد المستوردة تخضع للسوق العالمية، ولا دخل لهم فيها، وأنّ ربحهم ضئيل، حيث أكّد التاجر عمر شرفي، وهو بائع في سوق الجملة، بأنه يبيع هذه المواد منذ أكثر من 15 عاماً، وأنّ أسعار هذه المواد تخضع للعرض والطلب خاصة المستوردة منها، مثل الفستق الحلبي والجوز واللوز والفواكه المجفّفة، وأكّد بأنّ عمله لا ينتعش الا في فصل الصيف، أي في موسم الأعراس وشهر رمضان. أما التاجر محمد كماش، فقد أوضح أنّ هذه التجارة النوعية، كما سماها، موسمية، وأنّ عمل التجّار يزدهر في موسم الاعراس والأفراح والولائم، وشهر رمضان الكريم، وأنّ المكسرات مرتفعة الثمن في جميع البلدان، وليس في الجزائر فقط، وعلى من يجدها غالية أن يكتفي بالحلويات العادية، وفي النهاية "السوق عرض وطلب" يختم بلغة التجار الواضحة.

دلالات