الصحة العراقية تغلق مطاعم في بغداد تقدم لحوماً فاسدة

الصحة العراقية تغلق مطاعم في بغداد تقدم لحوماً فاسدة

24 اغسطس 2015
غياب الرقابة على واردات اللحوم (GETTY)
+ الخط -

أغلقت فرق جوالة تابعة لوزارة الصحة العراقية عدداً من المطاعم في مختلف مناطق العاصمة بغداد، إثر تعرض العديد من المواطنين لحالات تسمم نقلوا إثرها إلى مستشفيات العاصمة بعد تناولهم وجبات غذائية في عدد من تلك المطاعم.

وقال مصدر طبي في وزارة الصحة- رفض الكشف عن اسمه- إنَّ "الفرق الرقابية الجوالة رصدت مخالفات صحية في العديد من مطاعم العاصمة، فقامت بإغلاقها إلى إشعار آخر بعد إصابة عدد من المواطنين بحالات تسمم إثر تناولهم لوجبات تبين أنها من لحوم مستوردة".

وكشف المصدر أنَّ "العديد من المطاعم تعتمد في وجباتها على اللحوم المستوردة من خارج البلاد، وبعضها لا يطابق المواصفات الصحية، وربما تعاني من سوء التخزين، ما يسبب حالات تسمم للمواطنين".

وحدث بعد عام 2003، انفتاح غير مقنن في السوق العراقية التي بدأت تدخلها اللحوم المستوردة من مختلف البلاد، والتي يقبل عليها الفقراء لرخص ثمنها مقارنةً باللحوم المحلية،
وقال تاجر اللحوم ضامر الفراجي إنَّ "ارتفاع أسعار اللحوم المحلية الحمراء والبيضاء وحتى الأسماك، دفعت المواطنين إلى شراء اللحوم المستوردة رخيصة الثمن مقارنة بتلك المحلية ما زاد من حاجة السوق لتلك اللحوم التي تأتي من مختلف دول العالم وتعتمد عليها كثير من المطاعم في البلاد، وخاصةً اللحوم الهندية".


وذكر الفراجي لـ"العربي الجديد" أنَّ "الشكوك بدأت تدور حول اللحوم المستوردة بسبب الفارق الكبير في السعر بين اللحوم المحلية والمستوردة، وبدأ المواطنون يتخوفون من استخدام تلك المستوردة في المطاعم كونها غير موثوقة المصدر، وخاصةً اللحوم الهندية التي تعتمد عليها السوق العراقية بشكل كبير".

ويتجه كثير من الفقراء لشراء اللحوم المستوردة لرخص ثمنها مقارنةً باللحوم المحلية دون معرفة منشئها، فيما تستخدم بعض المطاعم المنتشرة في أطراف العاصمة تلك اللحوم، ويزعم بعض أصحاب المطاعم أنها لحوم محلية، بحسب مواطنين.

ويقول علاء فتاح (51 عاماً): "المواطن الفقير لا يستطيع شراء اللحوم المحلية بسبب غلائها فيضطر لشراء اللحوم المستوردة التي تغرق السوق، سواء اللحوم الحمراء أو البيضاء أو حتى الأسماك المستوردة، وهذا الأمر شجع بعض التجار على الاستيراد من مناشئ مختلفة غير موثوقة في ظل الفوضى التي تعيشها البلاد، وعدم وجود رقابة حقيقية على الواردات من الأغذية".
ويتهم المواطنون بعض القصابين بخداعهم عبر اللحم المفروم الذي يشترونه من السوق على أنه لحوم محلية، فيما تكون حقيقتها لحوماً مستوردة غير موثوقة المنشأ.
وأوضح علي طعمه (43 عاماً) أنَّ "عشرات المطاعم ومحلات الوجبات السريعة تنتشر في المناطق الشعبية بأطراف العاصمة بغداد بشكل عشوائي، وأغلبها غير مرخصة ويسيطر عليها متعهدو وتجار اللحوم المستوردة الذين يجلبونها إلى العراق من مصادر مجهولة، وأصيب بسبب تناولها كثير من المواطنين بالتسمم، ويقدمون اللحوم فيها على أنها محلية في عملية احتيال وخداع للمواطنين".

وكانت فضيحة لحوم الحمير التي كشفت عنها الجهات الحكومية المختصة في يوليو/ تموز الماضي، قد سببت أزمة كبيرة لأصحاب المطاعم في العاصمة بغداد، بعد اكتشاف المواطنين تقديم لحوم الحمير في العديد من المطاعم والتي سببت حالات تسمم بينهم.

وانتهت فضيحة لحوم الحمير بمقتل أحد الجزارين في بغداد على يد مواطن اكتشف أنَّ اللحم الذي اشتراه من الجزار كان لحم حمير فأقدم على إطلاق النار عليه.

ويعزو مراقبون انتشار اللحوم المستوردة في السوق إلى الانفلات الأمني الذي عصف بالبلاد بعد 2003 وعدم وجود رقابة حقيقية على الواردات.


اقرأ أيضا:الفساد في العراق بالجملة: 90 باباً للسرقة

المساهمون