الصحة العالميّة: وفاة الأطفال الملقحين بسورية عن طريق الخطأ

الصحة العالميّة: وفاة الأطفال الملقحين بسورية عن طريق الخطأ

28 سبتمبر 2014
خطر الحصبة وشلل الأطفال ما زال يتهدّد أطفال سورية(الأناضول)
+ الخط -

خَلُص تقييم أجرته منظمة الصحة العالميّة عن سبب وفاة 15 طفلاً في ريف إدلب شمال سورية في 16 سبتمبر/ أيلول الجاري خلال عمليات التلقيح ضد الحصبة، إلى أن السبب الأرجح للوفاة هو استخدام خاطئ لعقار "أتراكوريوم" بدلاً من المذيب الصحيح للقاحَي الحصبة والحصبة الألمانيّة.

وجاء في بيان صادر عن المنظمة أنه ما من دليل على أن اللقاح نفسه كان سبباً لهذا الحادث المأساوي ولا المذيب الصحيح له، لافتاً إلى أن كل الأدلّة التي توفّرت لفريق التقييم تشير إلى أن الاستخدام الخاطئ لعقار "أتراكوريوم" كمذيب هو سبب الوفاة.

أضاف البيان: "من المعروف أن اللقاح المضاد للحصبة لا بدّ من إعادة تشكيله باستخدام مادة مذيبة قبل الاستخدام. وأتراكوريوم عقار مرخّ للعضلات، ويُستخدم بصفة رئيسيّة كجزءٍ من إجراءات التخدير للعمليات الجراحيّة، وقد أضيفت عبوات من هذا العقار عن طريق الخطأ إلى حزم التطعيمات التي أعدّت في أحد مراكز توزيع اللقاح المحليّة في محافظة إدلب، وتمّ توزيعها على أربع فرق للتطعيم في اليوم الثاني من حملة التطعيم ضد الحصبة".

وكان رئيس اللجنة اللوجستيّة في فريق التلقيح، الدكتور خالد ميلاجي، قد استبعد في تصريح لـ"العربي الجديد"، وجود أي فعل متعمّد وراء الحادثة، معيداً الأمر إلى إهمال مدير المركز الصحي في المنطقة.

أضاف في تصريحه الذي أدلى به مطلع الأسبوع الماضي أنه "جرى تخصيص موظفَين اثنَين لكل براد من البرادات التي توضع فيها اللقاحات في جميع المراكز الصحيّة طيلة فترة الحملة. وهو إجراء غير متّبع في حملات التلقيح عالمياً، لكن الظروف الحاليّة في سورية دفعتنا إلى اتخاذ مثل هذا الإجراء. إلا أن إهمالاً وقع على ما يبدو من قبل مدير المركز الصحي والموظف المكلّف بمراقبة البراد، ما أدّى إلى وضع العبوة الخطأ في البراد".

وكان "العربي الجديد" قد علم من مصادر مطّلعة أن المركز الصحي في بلدة سنجار يقع في داخل أحد المشافي في المنطقة، وأن المادة المخدّرة تُستخدَم عادة في غرف العمليات ولها برّاد خاص بها. وقد جرى وضعها عن طريق الخطأ في براد اللقاحات".

وحذّرت منظمة الصحة العالميّة من أن خطر الإصابة بالحصبة وشلل الأطفال، ما زال في أعلى درجاته في سورية، وحثت كل شركائها العاملين في مجال الصحة لإعادة بناء الثقة في التلقيح، وضمان حصول كل الأطفال على اللقاحات التي تنقذ حياتهم.

وتشكّل الحصبة تهديداً على نحو خاص للأطفال النازحين من منازلهم ومجتمعاتهم، والذين يعيشون في مخيمات الإيواء أو في أي أجواء صحيّة غير مناسبة.

المساهمون