الصحافيون في غزة: عمل على حواف الخطر ولا ضمانات

12 يوليو 2014
صحافيو غزة محرومون من الضمانات(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
ينتشر عشرات الصحافيين الفسطينيين، بعد كل عدوان إسرائيلي في مشافي القطاع ومناطق الاستهداف، لتغطية ما يجري من اعتداءات وجرائم، يرتكبها الاحتلال في حق المدنيين العُزل. غير أن أدوات السلامة شحيحة وغير متوافرة للجميع، والأهم، غياب الضمانة بألا يستهدف الصحافيون في العدوان.

المصور الصحافي الفلسطيني رامي عبيد، مثلاً، لم يذق طعم النوم منذ ثلاثة أيام، وعين كاميرته ترقب بوابة مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة، منتظراً رغم الإرهاق والحرارة الشديدة، وصول حالات إصابة أو جثامين شهداء ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
يقول عبيد لـ"العربي الجديد": أعمل ضمن طواقم شركة "سكرين"، التي تتعامل مع أكثر من قناة. ومنذ حوالي ثلاثة أيام، وأنا ألازم كاميرتي المنصوبة وسط ساحة "مجمع الشفاء الطبي" التي تبث صورها مباشرة، ترقباً لوصول سيارات الإسعاف التي تنقل الإصابات والشهداء".
ويضيف: مررنا بالكثير من الأوقات الصعبة خلال عملنا كمصورين صحافيين، في ظل التصعيد الإسرائيلي، ولكن الأوضاع الخطيرة لا تثنينا عن عملنا، بل تزيدنا إصراراً على مواصلته".
ويتابع عبيد بعد أن أنهى مكالمة طمأن خلالها أطفاله عليه: نحن بشر، ومن حقنا العيش في أجواء آمنة، ومع ذلك نعمل في ظل أجواء خطرة على مدار الساعة، على الرغم من انعدام أدوات السلامة على أرواحنا ومعداتنا، خاصة ونحن نتعامل مع دولة إجرام سبق لها وأن استهدفت صحافيين بشكل مباشر.

الإسرائيليون لا يحترمون الصحافة
إلى الجوار، كان يقف المراسل الصحافي لـ"قناة الكتاب الفضائية" مهند العراوي، ينقل بثاً مباشراً عن آخر المستجدات وأعداد الشهداء الذين وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي، وحين الانتهاء من رسالته المباشرة، قال لنا "الصحافي الفلسطيني يعمل في ظروف صعبة، وتحت الخطر، من دون أدنى حماية، وفي ظل عدم توفير وسائل الإعلام التي يعمل لحسابها، مقومات الحماية المعتادة للصحافي الذي يعمل خلال الحروب".
ويضيف: الاحتلال الإسرائيلي لا يراعي الصحافيين الفلسطينيين، سواء في الوقت الطبيعي أو في أوقات الحروب، ومع ذلك يسعى الصحفي الى نقل رسالته للعالم، وفضح الممارسات الإسرائيلية في حق المدنيين الفلسطينيين، من خلال عرض المآسي التي يتعرضون لها.
ويطالب مهند العراوي المؤسسات الحقوقية والمؤسسات الدولية المعنية، بالدفاع عن حقوق الصحافيين وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات التي تنشر أعداد الضحايا وتستنكر الاعتداء على الصحافيين الفلسطينيين، بل يجب تحمل المسؤولية تجاه حمايتهم وأمنهم الشخصي بالضغط على إسرائيل والمنظمات الإسرائيلية المعنية.

حضور صحافي عالمي
الصحافي الفلسطيني ليس وحده في التغطية الميدانية للأحداث لحظة التصعيد الإسرائيلي، بل يشاركه عدد من الصحافيين الأجانب الذين وصلوا سريعاً إلى غزة للمشاركة في تغطية العدوان.
وتقول الصحافية اليابانية "مآي أسامي" من وكالة أنباء "جي جي بي" اليابانية لـ"العربي الجديد": زرت قطاع غزة قبل نحو شهرين، والوضع فيه الآن يختلف، فصوت الانفجارات لا يكاد يتوقف.
وتضيف: أسكن في مدينة القدس، وأتابع الأحداث منذ بدايتها، وأستمع هناك إلى الرواية الإسرائيلية التي تدّعي أن إسرائيل تقوم بالرد على صواريخ غزة، ولا أستمع للرواية الفلسطينية، لذلك جئت هنا لأعرف الحقيقة بنفسي وأن أنقلها عبر وسيلتي الإعلامية، وشهدت الكثير من الانفجارات التي تعكس واقعاً صعباً غير الذي كنا نسمع عنه".

من شمال القطاع إلى جنوبه
ويقول المصور الفوتوغرافي شادي العصار: منذ أمس وأنا في "مستشفى شهداء الأقصى" في مدينة "دير البلح" (وسط القطاع)، تركنا عائلاتنا في ظل الخطر ونتنقل بين مواقع القصف والاستهداف، من أجل نقل صورة الأحداث في مختلف المناطق الدائرة في قطاع غزة من شماله حتى جنوبه.
ويتابع: ننظر بصعوبة بالغة إلى منظر الشهداء والأشلاء، خاصة الأطفال منهم، هذا يؤثر سلباً في نفسيتنا، ويجعلنا نفكر في أهلنا ويزيد من شوقنا لهم خلال فترة عملنا. وعلى العالم الانتباه إلى ذلك، والتحرك من أجل رفع الظلم والخطر عن شعبنا الفلسطيني.
ويضيف العصار ما يدعم مطالب زملائه السابقة: غطينا معظم الأحداث في قطاع غزة، وكانت الحروب السابقة خطيرة، ولم يتم خلالها احترام حقوق الصحافيين. كذلك في هذا العدوان نحن نعيش ظروفاً صعبة للغاية، من دون توفير أية حماية للطواقم الصحافية، ومع ذلك نحن مستمرون في إيصال الرسالة للعالم، كي يرى الظلم الواقع على شعبنا الفلسطيني.

المساهمون