الشيخ مصطفى إسماعيل: حياة متعددة التلاوات

الشيخ مصطفى إسماعيل: حياة متعددة التلاوات

11 يونيو 2016
(الشيخ مصطفى إسماعيل في زيارة للمسجد الأقصى قبل احتلاله)
+ الخط -

قليلة هي الأعمال السيرية، في المكتبة العربية، التي تتناول شخصيات ليست جماهيرية أو بعيدة عن الأضواء. من هنا تأتي أهمية سيرة الشيخ مصطفى إسماعيل (1905 - 1978) بكونها من الكتب النادرة، التي تضيء على حياة مقرئ فذ كرّس حياته لقراءة القرآن بطرق مختلفة، أتقن 19 مقاماً وقرأ القرآن بها كلها.

كتاب "الشيخ مصطفى إسماعيل.. حياته في ظل القرآن" من تأليف كمال النجمي، هو عمل سيري من هذا النوع، والذي صدرت طبعة جديدة منه قبل أيام عن دار "الهلال"، وكان قد صدر أول مرة قبل 25 عاماً.

كاتب السيرة، كمال النجمي (1923 - 1998)، هو واحد من أبرز نقاد الموسيقى والغناء العربي ومن القلة المؤرخين له، وقد وضع عدة كتب في هذا المجال، من بينها "تراث الغناء العربي".
حلّ إسماعيل، ابن مدينة طنطا، في مرحلة مبكرة من حياته، مقرئاً في الإذاعة المصرية آنذاك، وحلّ محل أحد كبار المقرئين الشيخ محمد رفعت الذي كان مهيمناً بصوته وحضوره على مساحة قراءة القرآن، ولم يكن أحد في ثلاثينيات القرن الماضي يستمع إلى التلاوات من سواه، إلا في ما ندر.

لكن مصطفى إسماعيل، الذي أتمّ تجويد القرآن وتلاواته بالقراءات العشر على يد الشيخ إدريس فاخر وعمره لم يتجاوز 16 عاماً، أظهر قدراته وجدّد في التلاوة، بعد أن درس المقامات وعلوم الصوت.

وإلى جانب عنايته الفريدة بمخارج الحروف وكيفية نطقه لها، وآداب التجويد وقواعده وكيف يبرز جمالياتها، حاول إظهار كيف تتفق المعاني مع التنغيم التي يحاول تطبيقها على النص. وكان ما يميزه، إضافة إلى ذلك، قدرته على إسماع سرادق كبير مكتظ بالحضور، قبل أن يكون هناك مكبرات صوت.

عرف الشيخ مصطفى بذهنه المنفتح ومحبته للموسيقى والغناء وصداقته مع أبرز أصوات زمانه، ومن يراجع أرشيف ذلك الزمن سيجد صوراً تجمعه مع كوكب الشرق أم كلثوم ومع محمد عبد الوهاب وغيرهما. وسيلحظ بصورة خاصة صورة له مع زوجته بينما هي تعزف على البيانو.  

المساهمون