الشذوذ يهاجم بوتين على هامش سوتشي

09 فبراير 2014
+ الخط -
يبدو أن بوتين لا يحبّذ التواري عن أنظار معجباته أو وسائل الاعلام، حتى لو كان ذلك سيعرّضه للانتقاد اللاذع.

ففي بريطانيا سلّطت الصحف الضوء على القوانين الروسية في مجال التجديف والشذوذ، والتي تثير الكثير من ردود الفعل القوية والمعارضة في البلدان الغربية من قبل نشطاء وداعمين لحقوق المثليين في جميع أنحاء العالم، وذلك في وقت بدأت فيه فعاليات الألعاب الأولمبية الشتوية في منتجع سوتشي الروسي.

غونتر غراس وسلمان رشدي يهاجمان الرئيس الروسي بسبب المثليين

صحيفة "الغارديان" نشرت رسالة مفتوحة وقّعها أكثر من 200 من الكتّاب المرموقين عالمياً والمنتمين إلى ثلاثين دولة، على رأسهم غونتر غراس وسلمان رشدي ومرغريت أتوود وجوناثان فرانزن، نددوا بقانون مثير للجدل أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيراً، وينص على الغرامة والعقوبة بالسجن بحق مَن يقوم بالترويج للمثليّة أمام القاصرين.

وأضافت الصحيفة أن الكتّاب انتقدوا بشدة تلك القوانين ووصفوها بخنق الحريات وقتلها. كما انتقدوا القوانين التي تجرّم إهانة الأديان، معتبرين أنها تخنق حرية التعبير وتهدد حياة الكتّاب والصحافيين والمبدعين وأمنهم.

كما ذكرت الصحيفة ان الآلاف من مناصري المثلية نظّموا اعتصاماً في حي سوهو الشهير، وسط العاصمة لندن، تضامناً مع مسيرة خرجت في العاصمة الروسية يوم أمس كانت قد دعت اليها منظمة "أول آوت" غير الحكومية للمثليين والسحاقيات والمتحولين جنسياً، والتي نظمت تظاهرات في 19 مدينة في العالم للتنديد بالقوانين الروسية ولمطالبة رعاة الالعاب الاولمبية بالتحرك ضدها. كما يقولون إن صياغة هذا القانون فضفاضة ويمكن أن تستخدمها السلطات الروسية حسبما تشاء، كما أنها تعني أن إقامة أي حدث عام للمثليين في موسكو أو باقي المدن في البلاد أصبح مستحيلاً.

يأتي كل هذا الحراك تزامناً مع بدء الالعاب الاولمبية التي تستضيفها مدينة سوتشي الروسية والتي تمثل بالنسبة الى الرئيس فلاديمير بوتين حدثاً رمزياً كبيراً لعودة روسيا الى الواجهة الدولية وعملية قد تبرز هيبته الشخصية، لكن يبقى الرهان محفوفاً بالمخاطر بالنسبة إليه، في رأي عدد من الخبراء. قد يكون ذلك، ربما، ما دعاه الى التراجع قليلاً عن تصريحاته، إذ قال في مقابلة صحافية إنه كان قد كرّم عدداً من المثليين في بلاده، ولكن تقديرا للإنجازات التي حققوها، وليس بسبب ميولهم الجنسية. كما أضاف أن العلاقات الجنسية المثلية في روسيا ليست جريمة، لكن فليتركوا أطفال روسيا بسلام، ثم عاد واستدرك قائلاً إن هناك كثيراً من المشاهير مثل المغني البريطاني آلتون جون لديهم شعبية كبيرة في روسيا.

وجاء في "الغارديان" أيضاً أن هذا الاحتجاج لم يقتصر على المناهضين فقط، إذ إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، شأنه في ذلك شأن العديد من زعماء الغرب، قال في مؤتمر صحافي إثر وصوله إلى سوتشي للمشاركة في افتتاح الاولمبياد: "علينا جميعاً أن نرفع الصوت لمنع الهجمات على السحاقيات ومثليي الجنس والمتحولين جنسياً. علينا رفض الاعتقالات والسجن والقيود التمييزية بحق المثليين".
وفي حدث لافت، تحدّت راقصة باليه، مقيّدة اليدين، الطقس القارس في موسكو من أجل مشاركة ناشطي منظمة العفو الدولية في تسليم عريضة وقّع عليها أكثر من 330000 شخص يحثون فيها الرئيس فلاديمير بوتين على نقض التشريعات القمعية في البلاد.

وجُمعت التواقيع في 112 بلداً كجزء من الحملة العالمية التي أطلقتها منظمة العفو الدولية عشية انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في السابع من فبراير/ شباط الجاري.

ويبدو أن حكومة بوتين تناقض نفسها بسنّ مجموعة من "القوانين الرافضة"، كما يطلق عليها، قامت من أجلها قيامة جماعية ولا تزال، وهي التي تعهّدت في عام 2012 علناً بأنها سوف تحترم المبادئ الأولمبية المتعلقة بعدم التمييز وتحقيق المساواة وعدم إقصاء الآخرين واحترامهم والتوصل إلى فهم مشترك معهم، والعمل على نشر حقوق الإنسان وتعزيزها أثناء انعقاد الدورة وبعد نهايتها.

المساهمون