الشباب الأردني... يأس وقنوط

الشباب الأردني... يأس وقنوط

16 ديسمبر 2016
+ الخط -
يتسابق الشباب الأُردُني في بث السلبية في نقاشاتهم وحواراتهم في المقاهي ودهاليز الإنترنت، ولا يأنفوا الحديث عن السلبية صباح مساء، وهذا من أهم الدوافع التي تدفع جُزءاً منهم أن يكونوا من المُنتحرين، فيما ينحرف آخرون، سالكين مسالك الجريمة والإرهاب الذي بات قلقاً يؤرق الشارع الأردُني، وإن كان بدرجةٍ أقل مما هي عليه في المشرق العربي وبلاد الشام، ويحتجون في ذلك بغياب فرص التوظيف في سلك حكومي، مُتخمٍ بالموظفين الفائقين عن الحاجة أساساً، وفي ضوء بقايا ثقافة عيبٍ تُعطل طاقات الشباب، من أن تنخرط في سوق العمل المهني والحرفي، عوضاً عن المهن الأدنى مكانةً، كالعمل في مجال التنظيف والسباكة وإلى ما هُنالك.
تبقى قصص النجاحات لطلبة جامعيين، عملوا في مخابز وعمال نظافة، وقطعوا شوطاً في حياتهم، ليبنوا لأنفسهم مُستقبلاً أفضل وأرقى من أُسرهم في مُجتمعٍ يُعاني من ضعف حراكه الإجتماعي، من وجهة نظر اجتماعية اقتصادية، وتعني، في أدبيات علم الاجتماع الاقتصادي، الانتقال الطبقي من طبقةٍ إلى أُخرى، كمحركات وبواعث لتغيير مُرتقبٍ في ثقافة العمل لدى الشباب الأُردُني عموماً، والجامعي خصوصاً، بعدما أظهرت تقارير وتصريحات رسمية وأهلية عن تراجعٍ في مستوى التعليم العام. ويتجلّى ذلك في مدارس لم ينجح منها أحد ومستوىً ضعيف في مُخرجات التعليم الجامعي، يظهر جلياً في امتحانات الأوائل الجامعيين في إحدى السنوات الأخيرة لدى ديوان الخدمة المدنية، والمعنيُّ بالتوظيف الحكومي، ما يفرض وجود بدائل لعشرات آلاف الطلبة المتخرجين من التوجيهي بشهادة راسب، عوضاً عن مزيدٍ من خريجي التخصّصات الإنسانية المكدّسة طلباتها في أروقة ديوان الخدمة المدنية منذ سنواتٍ طوال، تصل أحياناً إلى أن تتجاوز الحفيد أو ابن الحفيد لمُقدم الطلب "تعيس الحظ".
وفي ضوء تلك الحقائق الإجتماعية في بلادنا العزيزة، تظهر مشاريع وزارة العمل وصناديق الإقراض إحدى الحلول لمعالجة المشكلة الأقسى اجتماعياً واقتصادياً على الجحافل المجحفلة من الشُّبان من الجنسين، بالإضافة إلى العمل في المهن الحرفية واليدوية، والأقلُ مكانةً إجتماعياً كأعمال التنظيف في الشوارع والأزقة والمؤسسات الخاصة والأهلية، بالإضافة إلى المُتاجرة المتنقلة في الأحياء، كبياعي العربات وإلى ما ذلك.
على الشباب الأُردُني اليوم أن يتركوا العيب جانباً، وأن يخترقوا التابوهات في العمل، ليعيشوا ويبنوا مستقبلهم وذريتهم، بدلاً من بثّ السلبية في خطابهم عبر منصّات التواصل الاجتماعي.
BD2C2A1D-3BC5-4F4C-8393-27A8358BD596
BD2C2A1D-3BC5-4F4C-8393-27A8358BD596
بلال الذنيبات (الأردن)
بلال الذنيبات (الأردن)