السينما وأدب الأطفال.. إبداع وثروات

السينما وأدب الأطفال.. إبداع وثروات

20 اغسطس 2014
أوّل فيلم مقتبس عن "ساحر أوز" 1939(سيلفر غريين/Getty)
+ الخط -
تصادف هذا الشهر الذكرى الـ 75 للعرض الأول لفيلم "ساحر أوز"، المرتكز على القصّة العالمية التي تحمل الاسم نفسه، وتعتبر من كلاسيكيات أدب الأطفال العالمي، للكاتب الأميركي ليمان فرانك بوم، والتي طبعت منذ ظهورها عام 1900 إلى اليوم ملايين النسخ بمختلف لغات العالم.

الرواية صارت روايات، إذ أُعيد اقتباسها على شكل روايات جديدة وقصص متسلسلة ومسرحيات... كما كتب حفيد بوم جزءاً ثانياً لها، بعنوان "دوروثي ابنة أوز" عام 1989. واقتبست السينما الرواية في أكثر من عمل،  كذلك المسرح والدراما التلفزيونية.

وبعد فيلم "أوز العظيم والقادر" عام 2013، عرض خلال العام الجاري فيلم "أساطير أوز عودة دوروثي"، وإن نجح الأوّل جماهيرياً وفشل الثاني إلا أنّ اصرار هوليوود تحديداً على اقتباس كلاسيكيات أدب الأطفال يرتكز على النجاحات الكبيرة التي حقّقتها شركة ديزني مؤخراً عبر اقتباس قصص مثل رابونزل (فيلم تانغلد) وملكة الثلج (فيلم فروزن)، الأخير الذي حقّق إيرادات ضخمة وصار بين أعلى خمسة أفلام أميركية إيراداً في العالم، جنباً إلى جنب أفاتار وتايتانيك، مع رقم مهول هو مليار وثلث المليار دولار!

 اللافت في هذه الثروة، أن أدب الأطفال طالما عانى الإهمال، وهجره المؤلفون لقلّة إيراداته، ما يجعل نجاحاته المادية والمعنوية - الإبداعية اليوم عبارة عن انصافٍ وردّ اعتبار لهذا الفنّ المظلوم.

وقبل تقاسم الأمجاد وتوزيع الأدوار يُطرح سؤال: أين يكمن سرّ النجاح؟ في أدب الأطفال أم صانعي الأفلام والمبدعين السينمائيين؟

الإجابة قد تكون في تلك العلاقة الخاصّة بين هذه الروايات والمبدعين السينمائيين، الذين لشدّة حبّهم وتأثّرهم بهذه القصص الكلاسيكية التي رافقت من دون شكّ طفولتهم ومراهقتهم، يقدّمونها بإتقان كبير، كما أنّ هذه الروايات المتدفّقة خيالاً روت مخيالاتهم ووجدانهم، وأسهمت في بنية إبداعهم وفي النجاح الذي يحقّقونه اليوم في السينما أو غيرها من الفنون.

هي دورة متكاملة. روت روائعُ أدب الأطفال عقول ومخيّلة فنّاني اليوم، فأبدعوا فنّاً يخلّدها ويطوّرها، ويقدّمها بلغة معاصرة.

المساهمون