السيسي يناقض نفسه في اليابان

04 مارس 2016
+ الخط -
بدأ عبد الفتاح السيسي الحديث عن نجاح مصر فى تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق، وزعم توافق القوى الوطنية عليها، وكأنه لا يعلم أن عقول من أمامه في البرلمان الياباني تتميز بالفكر والثقافة، ويعلمون جيدا كيف تمت تلك الاستحقاقات.
ثم أبدى السيسي تقديره الشخصي لما قدمته اليابان من نجاح، والتحلي بروح الجماعة، متناسيا أنه، قبل أيام قليلة، طالب شعبه أن لا يستمع إلا إليه هو فقط، أي عودة إلى "دولة الفرد"، ثم تناول قدرة اليابان على تحقيق طفرة اقتصادية كبرى فى فترة وجيزة مقارنة بعمر الأمم.
وتحدث السيسي عن تطلعه إلى توثيق العلاقات بين البرلمانين، المصري والياباني، على الرغم من أنه لو نظر إلى الأمس القريب، وأدرك الفضائح اليومية لما يسمى البرلمان المصري ما تمنى ذلك، لأن هذا البرلمان بمن فيه لا يمثل إلا وجهاً قبيحاً يمثل الحال التي وصلت مصر إليه .
ثم عاد السيسى إلى الإشارة لنفسه بشكل مباشر، حين اعتبر أنه أعلى مصلحة الوطن وأنقذه من مصير دول فرقتها الحرب الأهلية والإرهاب المتطرف، وهذه كانت سقطة السيسي للمرة الثانية، حيث نسى أنه اعترف، فى خطابه الأخير، أنه وهو رئيس للمخابرات كان يعلم بمكان الجماعات المسلحة وتحركاتها في سيناء، وبذلك يصبح هو المسؤول الأول عن انتشار تلك الجماعات، والدليل أنه، حتى الآن، لم يتم القضاء على إرهاب سيناء، بل إنتشر الإرهاب ليصل إلى كل ربوع مصر، بسبب سياسته الحمقاء.
وتحدث السيسي عن قدرة مصر على تحقيق الاستحقاق الأخير، وهو البرلمان الذي سيقوم بدوره فى تفعيل مواد الدستور فى تحقيق الحقوق والحريات بشكل غير مسبوق، وهو ركز على هذه النقطة، لإدراكه أن العالم كله يعلم ما يحدث فى مصر من انتهاكات للمصريين والأجانب .
وتحدث أيضا عن التنمية الإقتصادية في مصر، مستشهداً بمشروع التفريعة والمليون ونصف مليون فدان، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، على الرغم من أن مشروع المليون ونصف فدان لم يتم تنفيذه، خصوصاً أن مصر مقدمة أو بالفعل وقعت تحت طائلة الفقر المائي، عدا عن أن مشروع التفريعة لن يعود على الشعب بأي نفع أو دخل حقيقي للبلاد أو ملموس يشعر به المواطن .
ولم ينس السيسي الحديث عن تشريعات تشجع المستثمرين، وعن إيجاد حل جذري لمشكلة الطاقة، وكأنه لم يسمع تصريحات وزير الكهرباء بدعوة المواطنين لترشيد الاستهلاك في الفترة المقبلة، وارتفاع فواتير الكهرباء، وتقليص الدعم عن كل موارد الطاقة، خصوصاً مع الأزمة الحالية للبترول فى الخليج، والذي سيؤثر سلبا على عمل المحطات في مصر .
ووصل بالسيسي الأمر إلى الدعوة إلى تنشيط السياحة اليابانية في مصر، متجاهلا أنه اعترف أن الطائرة الروسية أسقطت بعمل إرهابي، وأن سياحاً مكسيكيين قتلوا على يد الجيش المصري، وأن الطالب الإيطالي، جوليو ريجيني، قتل بيد الداخلية المصرية، وأن لكل ذلك أصداء في العالم، ويعبر عن الحال بمصر، وهو الذي يبعدها كل البعد عن توجه أي سياحة إليها .
وتكلم عن السلام والإسلام والإرهاب والتطرف، ولعل تلك هي بضاعته المعهودة التي لا يجيد الحديث إلا فيها، ولا يعرف إلا أن يتاجر بها لمجاملة دول بعينها، متظاهراً أنه يسعى إلى التنوير عن طريق المؤسسات الدينية مثل الأزهر، على الرغم من أن سياسته لم تؤد حتى الآن، إلا إلى مزيد من التطرف .
وتكلم السيسى عن دور مصر الإقليمي، وأنه واجه تحديات كبيرة، إلا أنه حافظ على اتفاقيات السلام ، والسؤال: هل هناك اتفاق سلام مع مصر إلا مع إسرائيل؟
وبالطبع، لم ينس القضية الفلسطنية، مشيراً إلى استغلال جماعات إرهابية تتخذ القضية الفلسطينية ذريعة للإرهاب، وهو هنا يشير بالطبع إلى حركة حماس، وقد أصبح الأمر واضحاً، فالسيسي يتحدث، دائماً، في الخارج عن السلام مع إسرائيل، وعن إرهاب حماس والجماعات والحركات الإسلامية، حتى يضمن تعاطف الغرب معه .
avata
avata
محمد الفنان (مصر)
محمد الفنان (مصر)