السياح يفضلون الصحراء على مدن الجزائر في رأس السنة

السياح يفضلون الصحراء على صخب مدن الجزائر في رأس السنة

01 يناير 2019
السياحة الصحراوية في الجزائر (تويتر)
+ الخط -

وصل آلاف السياح إلى الجزائر للاحتفال بنهاية السنة الميلادية، وككل سنة يفضل السياح المحليون والأجانب قضاء رأس السنة في واحات الجنوب ومخيمات سياحية في الصحراء بين الرمال وواحات النخيل بعيدا عن صخب المدينة.

ويقبل السياح على مشاهدة غروب الشمس في أعالي جبل الأهقار في قمة طاهات على ارتفاع أكثر من 2700 متر في قلب الصحراء الجزائرية، وركوب الجمال، وممارسة رياضة التزحلق على الرمال، حيث تستعيد أغلب المدن الصحراوية حيويتها في هذه الفترة، خاصة الفنادق والمخيمات الصحراوية.

وعملت أكثر من 200 وكالة سياحية في مدن وواحات جنوب الجزائر على تنظيم رحلات إلى واحات بني عباس تيميمون، والطاسيلي بتمنراست، وغرداية، والمنيعة جنوبي الجزائر.

وقال حمداوي أحمد، العامل في وكالة سياحية بمنطقة تمنراست، لـ"العربي الجديد"، إن "هناك إقبالا لافتا للسياح الأجانب والجزائريين على قضاء أعياد رأس السنة في الصحراء، صحيح أن عددهم ليس بالقدر المطلوب مقارنة بما تزخر به المنطقة، وما نوفره من خدمات، ولكن العدد أفضل كثيرا من السنوات الماضية".

وعززت شركات الطيران المحلية كالخطوط الجوية الجزائرية وشركة طاسيلي رحلاتها إلى مناطق الجنوب لنقل أكبر عدد من السياح، وأعلنت السلطات تأمين المسالك السياحية في الجنوب لتلافي أية مشكلات، خاصة أنها مناطق شاسعة كانت تعرف نشاطا لافتا لمجموعات إرهابية.

وقال المتحدث باسم مديرية الأمن الوطني، عبد الحكيم بلوار، إنه تم تجنيد 80 ألف شرطي على المستوى الوطني لضمان أمن الممتلكات والأشخاص خلال احتفالات نهاية السنة.

ونظمت دور الشباب في مدن الشمال رحلات بعنوان "الجزائر في صحرائها" لتعريف الشباب بالصحراء وتقاليدها ومناطقها الجميلة، وقال أحد مديري دور الشباب، مهدي حاج علي: "الشباب انبهروا من شدة جمال الواحات والرمال وينابيع المياه وسط الصحراء. هذه المناظر كانوا يرونها في التلفزيون فقط، وهذا أمر مشجع على قضاء العطل واحتفالات نهاية السنة في الصحراء".

وتمثل السياحة نسبة 2 في المائة من الدخل الإجمالي للجزائر، وهي نسبة ضعيفة في بلد متسع يملك إمكانات سياحية كبيرة، لكن جملة من المعوقات تمنع وصول عدد أكبر من السياح الأجانب، خاصة الحصول على التأشيرات السياحية.

وفي بداية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، عقد في مدينة تمنراست، عاصمة الصحراء الجزائرية، ملتقى دولي حول السياحة الصحراوية، لبحث كيفية توفير ظروف أفضل للسياحة في تلك المناطق، وقال الأكاديمي الجزائري، ميلود ولد السالك، الذي شارك في المؤتمر، إن "السياحة الصحراوية المستدامة يمكن أن تكون موردا دائما يدعم الاقتصاد الوطني ويثمن لامركزية الجماعات المحلية في اعتمادها السياحة كبديل تعزز به شح الموارد، واعتمادها المفرط على الخزينة العمومية للدولة".

وأضاف أنه "رغم أهمية السياحة الصحراوية بما تتضمنه من مقومات جذب متعددة مثل السياحة الدينية والصوفية والثقافية والفلكلورية، والعلاجية، والبيئية، فإن أهم تحد يعوق عملية النهوض بهذا القطاع كمورد اقتصادي هو الافتقاد لرؤية استراتيجية واضحة لصانع القرار السياسي لتكون الجزائر بلدا سياحيا".

المساهمون