السودان: الكوليرا يقتل 9 والدول المانحة تجتمع غداً

قبل ساعات على اجتماع الجهات المانحة في مدينة "أوسلو" النروجية، لبحث مساعدة جنوب السودان الذي تنهشه الحرب ويحتاج إلى 1،26 مليار دولار لمواجهة أزمة إنسانية تهدد الملايين، أعلن منسق العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة لجنوب السودان توبي لانزر، أنه "أمر لا يصدق رؤية الأضرار التي وقعت، من مدن مدمرة وحياة بشرية تتحول إلى أشلاء وأسواق خاوية وتجار رحلوا وأطفال متروكين لأمرهم"، في وقت أودى مرض الكوليرا بحياة 9 أشخاص في جوبا، عاصمة الجنوب. وأضاف لانزر "تعرضنا لهجوم على قاعدة للأمم المتحدة في بور (شرق)، وتم استهداف مدنيين واغتصاب نساء وأطفال، والأمور ستتفاقم في غضون ستة أشهر".

وفي السياق ذاته، أعلن رئيس عمليات الصليب الأحمر في شرق أفريقيا ايريك ماركلي أن "تعليق عمليات الإغاثة في السودان لمدة ثلاثة أشهر يترك تداعيات جسيمة على السكان مع تدهور النزاع المسلح في البلاد"، بعدما كانت السلطات السودانية قد علقت عمل المنظمة منذ الأول من فبراير/شباط الماضي، بحجة أنها تنتهك قواعد العمل في البلاد.

وتابعت اللجنة أن "ذلك تسبب في تشريد أعداد كبيرة في دارفور وولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان"، مضيفاً أن "المنظمة الدولية دعت السلطات إلى السماح لها باستئناف عملياتها ولو مؤقتاً، لتلبية الاحتياجات الانسانية للأشخاص الذين يستفيدون من برامج اللجنة". وأوضح أن المنظمة أجرت "مفاوضات بناءة" مع السلطات لكنها "لم تحقق سوى تقدم محدود".  

من جهته، قال المسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم ربيع عبد العاطي عبيد إن "الوضع يمكن معالجته"، مضيفاً "أعتقد أنها مشكلة ادارية. يعتقد الهلال الأحمر السوداني أن عليه الاشراف على كل مساعدة لأنه منظمة سودانية"، مؤكداً أنه "يبذل حالياً جهوداً كبيرة لمعالجة هذه المشكلة".
كذلك، لفتت مفوضية الشؤون الإنسانية، وهي هيئة حكومية سودانية، إلى أنه "على الصليب الأحمر أن يعمل فقط من خلال الهلال الأحمر السوداني". 
 
من جهة أخرى، يزداد الوضع الإنساني سوءاً مع تفشي مرض الكوليرا. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن "المرض أودى بحياة تسعة أشخاص إضافة إلى 138 إصابة في جوبا".