السعودية وحلفاؤها لا يملكون وسائل الضغط على قطر

السعودية وحلفاؤها لا يملكون وسائل الضغط على قطر

14 مارس 2014
بلومبيرغ: الخلاف بين قطر وجيرانها يعكس حجم الشروخ الخليجية
+ الخط -

قالت وكالة "بلومبيرغ الاميركية" في تقرير طويل عن الخلاف الأخير داخل مجلس التعاون، إن السعودية وحلفاءها لديهم القليل جداً من الوسائل الاقتصادية التي يمكنهم استخدامها للضغط على قطر.
وذكرت "بلومبيرغ" في تقرير اليوم، أن الجهود التي تبذلها السعودية لإقناع دولة قطر بالتخلي عن "الاخوان المسلمين" ربما لا تجدي لأن السعودية وحلفاءها لا يملكون الوسائل الكفيلة بالضغط على دولة  قطر الأغنى عالمياً.
وذكر التقرير، أن حجم التبادل التجاري بين قطر وسنغافورة في عام 2012 كان أكثر من حجم تجارتها مع السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين. وهي الدول الثلاث التي سحبت سفراءها من الدوحة في الاسبوع الماضي احتجاجاً على الروابط بين قطر وجماعة "الإخوان المسلمين".

وقالت "بلومبيرغ": "مع ثروة الغاز الطبيعي القطري، الذي تمتد أسواقه من آسيا الى أميركا واستثماراتها الخارجية الواسعة، التي تضم حصصاً رئيسية في شركة "فولكسفاغن الالمانية" ومصرف "باركليز البريطاني"، فإن قطر في موقع قوي لمقاومة أية ضغوط دبلوماسية". لكنها قالت: إن قطر ربما ستتأثر قليلاً اذا أغلقت السعودية الحدود البرية.
ونسبت وكالة "بلومبيرغ الاميركية" الى جون سفاكيناكس، كبير استراتيجيي الاستثمار في إحدى الشركات السعودية قوله: قطر يمكن أن تكون دولة مستقلة عن دول التعاون مادام العالم بحاجة الى الغاز الطبيعي، ومادام أنها لن تدخل في عداء مع جميع جيرانها. 
وقالت الوكالة: إن الخلاف بين قطر وجيرانها يعكس حجم الشروخ داخل دول مجلس التعاون الست التي تملك حوالى ثلث الاحتياطي النفطي العالمي، وتستضيف قواعد أميركية مهمة بما في ذلك القاعدة الرئيسية في قطر.
وأضافت الوكالة القول: إن العائلات المالكة في دول التعاون عادة ما تظهر أنها جبهة واحدة، والنادر حدوث خلاف علني، مثل الخلاف الحالي حول "الاخوان المسلمين"، والذي يعكس خلافاً واسعاً يتضمن كيفية الاستجابة لصعود حركات الاسلام السياسي العربية وكيفية التعامل مع الجارة ايران.

وقالت الوكالة: إن المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة تنظران الى "الاخوان المسلمين" كمهدد مباشر للملكية المطلقة حيث إن "الاخوان" مجموعة تسعى الى وضع الاسلام السياسي في الحكم عبر الانتخابات.
وذكرت في التقرير، أن دولة قطر دعمت "الاخوان المسلمين" في مصر حينما وصلوا الى الحكم في انتخابات 2012، التي وضعت الرئيس مرسي، على سدة الحكم، كما دعمت حكومة الرئيس مرسي، بمساعدات قيمتها 8 مليارات دولار.
وفي الجانب الآخر فإن السعودية والامارات الى جانب الكويت رحبت بالانقلاب العسكري على الرئيس مرسي، وتعهدت بدعمه بـ15 مليار دولار.
وفي المقابل فإن قناة "الجزيرة" القطرية لا تزال تبث برامج منتقدة للجيش المصري، ولدول مجلس التعاون التي دعمت الانقلاب العسكري في مصر. ونسبت الوكالة الى تصريحات المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي لوكالة الشرق الاوسط المصرية قوله: إن مصر سحبت كذلك سفيرها من الدوحة ولن تعيد العلاقات الدبلومسية معها ما لم ترضخ قطر للمطالب السياسية".
وقالت: لم تسحب السعودية والامارات والبحرين سفراءها فقط، بل اتهمت قطر بأنها فشلت في اتخاذ قرار ضد من يهددون أمن دول مجلس التعاون، كما لم تتخلّ عن دعم الاعلام المعادي. وقالت الوكالة الاميركية: إن تصاعد الخلاف أدى بوفد السعودية إلى التخلف عن حضور الاجتماعات الثنائية مع نظرائهم القطريين، التي كانت موضوعة على جدول الاعمال في الدوحة خلال الاسبوع الماضي.

وقالت الوكالة: إن قطر هي أكبر منتج للغاز المسيّل في العالم، وزبائنها الرئيسيون في تجارة الغاز الطبيعي هم اليابان وكوريا الجنوبية والهند.
كذلك قدرت حجم التجارة بين قطر وكل من السعودية ودولة الامارات بحوالى 6.4 مليارات دولار في عام 2012، وهو ما يعادل أقل من 5% من إجمالي حجم التجارة القطرية مع العالم. كما قالت: إن البنوك القطرية لا تملك فروعاً في السعودية، مثلما هي الحال بالنسبة إلى البنوك الاماراتية والكويتية والبحرينية.

 ونسبت الى سلمان الشيخ، مدير معهد "بروكينز انستيتيوشن" في الدوحة قوله: نقطة الضغط الوحيدة التي لدى السعودية والامارات على قطر هي مرور بعض الواردات القطرية عبر اراضيهما، حيث بإمكانهما أن يعطلا وصول بعض المواد التموينية الطازجة من السعودية أو البضائع القطرية التي تشحن عبر موانئ دبي.
لكن "بلومبيرغ" قالت: إن قطر وضعت خطط طوارئ العام الماضي للتعامل مع حدوث إية عراقيل لخطوط التجارة في المنطقة، بما في ذلك سيناريو إغلاق الحدود السعودية. ولكنها نسبت الى جونثان سميث، رئيس قسم الاعلام بالامن الغذائي القومي القطري القول: خطط الطوارئ لم توضع وقتها استجابةً لاحتمال تهديدات بحدوث مظاهرات سياسية.
كذلك نسبت الوكالة الى الاكاديمي الاماراتي عبد الخالق عبدالله، الذي ألف  كتاب "نظام مجلس التعاون الخليجي" قوله: لقد طلبت هذه الدول من قطر التخلي عن 15 سنة من سياستها المتحالفة مع "الاخوان المسلمين" فإن تخلت قطر عن ذلك فإنها ليست قطر التي نعرفها، أنا وأنت. وأضاف: "كان رد الفعل القطري هو التحدي".

دلالات

المساهمون