الرياض تمنع السعوديين من التعاون مع الإعلام القطري

09 مارس 2014
غادر صحافيون سعوديون أعمالهم في الدوحة بطلب سعودي
+ الخط -

أَعلن كتاب ومثقفون سعوديون أَنهم تلقوا أَوامر من حكومة بلادهم بالامتناع عن الكتابة في الصحف القطرية، وعن التعاون مع وسائل الإعلام القطرية، في خطوة تصعيدية من الرياض باتجاه الدوحة، بعد أَيام من سحب المملكة والإمارات والبحرين سفراءَها لدى قطر، بدعوى ما قالت الدول الثلاث إنه عدم التزام من الدوحة بالنظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأمر الذي ردت عليه قطر بأن الاتهام المذكور إنما يعود إلى خياراتٍ في السياسة الخارجية تنتهجها.

وقال كاتب سعودي، رفض ذكر اسمه، أن هناك "تصعيداً أمنياً في السعودية" وصل إلى حد منع مغردين من الكتابة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وأفاد بأَنَّ بياناً من وزارة الإعلام والثقافة السعودية يمنع الكتاب السعوديين من الكتابة في الصحف القطرية، خلا موقع وكالة الأنباء الرسمية "واس" من هذا البيان، والذي توازى الحديث بشأنه في مواقع التواصل الاجتماعي، مع إشارات كتاب سعوديين إلى تلقيهم اتصالات تلفونية من مسؤولين في الوزارة تلزمهم بذلك.

وربط كاتب سعودي ثانٍ بين "المنع" وبين بيان وزارة الداخلية السعودية المتعلق بالإرهاب، والذي صدر في الأول من أمس الجمعة، وأعلنت فيه المملكة اعتبارها جماعة "الإخوان المسلمين" تنظيماً إرهابياً، كما تنظيمات إسلامية متشددة، تنشط في سوريا.

بدوره، كتب الكاتب السعودي، صالح الشيحي، على "تويتر" أن وزارة الثقافة والإعلام في بلاده أبلغته، الجمعة، بضرورة التوقف عن الكتابة في الصحف القطرية، وهو ما سيلتزم به، ولن يواصل نشر مقالاته في "العرب" القطرية. فيما غرّدت سمر المقرن، الكاتبة السعودية في الصحيفة نفسها في "تويتر" أيضاً، قائلةً إنها تلقت اتصالاً مماثلاً.

وكانت إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب قد أقدمت، أمس السبت، على مصادرة كتب "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في جناحي دار ابن النديم والشبكة العربية للأبحاث، التي تم إغلاق جناحها في المعرض. وأثار هذا السلوك استهجان مثقفين وكتاب وقراء سعوديين عديدين، ولا سيما أنه بدر من اللجنة المنظمة للمعرض، بعد سماحها بعرض كتب المركز الأكاديمي، ومقرّه الدوحة ومديره العام المفكر العربي الدكتور عزمي بشارة.

كما أعلن معلـِّقان رياضيان إماراتيـّان، في "تويتر" و"فيس بوك" مغادرتهما عملهما في قنوات "بي إن سبورتس" القطرية في الدوحة، بناءً على طلب من سلطاتٍ في بلدهما لم يحددانها. وأُفيد بأن المعلق الرياضي، فارس عوض، غادر العاصمة القطرية إلى بلاده، كما مواطنه، علي الكعبي، الذي كتب في "تويتر": " 10 سنوات من العمل المهني الاحترافي الحقيقي ستبقى في قلبي إلى الأبد، وداعاً لكل الزملاء في بي إن سبورت".

وتعكس الخطوة السعودية تجاه قطر تصعيداً واضحاً، قال مراقبون إنه ينذر بخطوات أخرى، قد تهدد بفشل محاولات الكويت في وساطتها من أجل رأب الصدع بين الرياض وأَبوظبي والمنامة من جهة والدوحة من جهة أخرى، وهو ما تأمل الكويت أَن تنجح فيه، قبل استضافتها مؤتمر القمة العربية، نهاية الشهر الجاري.