الرئاسة الفلسطينية رداً على فريدمان: شعبنا من يختار قيادته

17 سبتمبر 2020
أبو ردينة: شعبنا الفلسطيني هو الذي سيرسم خارطته (عصام الريماوي/الأناضول)
+ الخط -

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، اليوم الخميس، إن "سياسة التهديد والضغوط المستمرة ومحاولات الابتزاز الأميركي للرئيس محمود عباس والقيادة، سيكون مصيرها الفشل"، مشدداً على أن "الشعب الفلسطيني من يختار قيادته".

وأضاف أبو ردينة، في تصريح له، أن الشعب الفلسطيني "هو وحده من يقرر قيادته وفق الأسس الديمقراطية التي أرستها منظمة التحرير الفلسطينية في الحياة السياسية الفلسطينية، وليس عبر التهديد والوعيد وسياسة الابتزاز الرخيصة التي يحاول سفير أميركا لدى إسرائيل ديفيد فريدمان من خلالها الضغط على قيادة شعبنا الفلسطيني".

وتابع: "الحملات المشبوهة والمؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية، وفي مقدمتها قضية القدس ومقدساتها، والهجمة على رموز شعبنا الفلسطيني، لا قيمة لها، وإن شعبنا الفلسطيني هو الذي سيرسم خارطته، ويختار قيادته التي تحافظ على حقوقه الوطنية وثوابته التي لن نحيد عنها".

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة إن "السلام لن يكون بأي ثمن، وإن التطبيع والضم مرفوض تماماً"، مؤكدا أن "الاصطفاف الوطني خلف قيادة الرئيس محمود عباس في مواجهة هذا المشهد الغريب الذي تشهده المنطقة، وفي مواجهة خروج البعض عن قواعد الأصول الوطنية الجامعة، هو الرد الأمثل على مثل هذه الترهات".

وأضاف أن "تمرير أية محاولة للتنازل عن المقدسات والثوابت الوطنية من قبل أية جهة كانت سيكون مصيرها الفشل، تماماً كما فشلت كل المؤامرات منذ وعد بلفور، وحتى صفقة ترامب".

أبوردينة: الحملات المشبوهة والمؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية، وفي مقدمتها قضية القدس ومقدساتها، والهجمة على رموز شعبنا الفلسطيني، لا قيمة لها

وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية أن "صمود الرئيس عباس في مواجهة سياسة الاستسلام وحفاظه على الثوابت الوطنية، وعلى رأسها القدس، هو الذي يحدد مستقبل فلسطين، وسيرسم معالم المنطقة".

وتأتي تصريحات أبو ردينة ردًّا على تصريحات للسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، رد فيها على سؤال خلال مقابلة معه نشرتها اليوم الخميس صحيفة "يسرائيل هيوم"، عما إذا كان لدى الولايات المتحدة نية لتعيين القيادي المفصول من فتح محمد دحلان بدلاً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالقول إنه: "نفكر في هذا، ليس لدينا نية لإعادة هندسة القيادة الفلسطينية".

بدوره، عقب عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، في تغريدة له على "‏تويتر"‏، قائلا: "‏إلى السيد فريدمان نقول فلسطين ليست ولاية أميركية لتحدد قيادتها، وفلسطين ليست محمية أميركية حتى تقرر حضرتك من هم قادتها، هذا شعب فلسطين وليس شعبا رعاعا يساقون بقرار أجنبي".

من جانبه، حذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، من مساعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمس بالرئيس محمود عباس على غرار ما حدث مع الشهيد الرئيس الراحل ياسر عرفات، من أجل تمرير صفقة القرن، مشيرا إلى أن "المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من الإجراءات العقابية"، في إشارة إلى تصريح ترامب الأخير حول طلبه رسمياً من بعض الدول العربية عدم الإيفاء بالتزاماتها المالية تجاه فلسطين، وتشجيع المزيد من الدول الإسلامية والعربية نحو التطبيع.

وقلل مجدلاني من أهمية التطبيع مع دول طرفية أو هامشية، لأن "أي توقيع لن يغير من طبيعة الصراع"، مشددا على أنه "لا أمن ولا استقرار ولا سلام في المنطقة إلا بإنهاء الاحتلال، وأن ما يبيعه (رئيس حكومة الاحتلال) بنيامين نتنياهو لبعض الدول هو سلام وهمي".

وأكد على أهمية الحفاظ على الوجود الفلسطيني داخل جامعة الدول العربية، مشيراً إلى أنه "في حال تم اتخاذ قرارات مخالفة لموقف القيادة الفلسطينية، فإن فلسطين لديها القدرة على منع أو إيقاف وعرقلة تمرير أي قرار من الجامعة العربية لا يتناسب والثوابت الوطنية الفلسطينية".

وأشار إلى أن "القيادة الفلسطينية تتابع باهتمام كبير ردود الأفعال على المستوى الشعبي العربي، في ظل انتقال النظام العربي الرسمي من التحلل من الالتزامات بشأن القضية الفلسطينية إلى مربع المشاركة في المشروع الأميركي المتمثل بصفقة القرن".

وأضاف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أن "مواقف الأحزاب وقوى سياسية ومجتمع مدني ونقابات عمالية ومهنية ما زالت يقظة وحية، وأن الضغوط الأميركية طاولت فقط النخبة السياسية"، مثمنا مواقف كل القوى السياسية والمجتمعية "التي رفضت التوقيع في كل من البحرين والسودان والمغرب، وغيرها من الدول العربية التي شهدت تحركات شعبية رافضة للتطبيع".

على صعيد آخر، شدد سفير فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي عبد الرحيم الفرا، في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، على أهمية المواقف الرسمية الأوروبية التي أكدت أنه "لن يكون هناك سلام ولا أمن ولا استقرار إلا بحل القضية الفلسطينية، وفقا لمبدأ حل الدولتين".

وقال الفرا إن "كل اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لا تعني شيئاً، طالما أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال".

وأشار إلى أن "هذه المواقف تشكل رسالة إيجابية لكل الشعوب المحبة للعدالة والحرية في العالم، لكن يجب أن تكون هناك خطوات ملموسة وفعلية، أهمها اعتراف دول الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية"، مشيرا إلى "وجود توجه لدى العديد من الدول الأوروبية لتبني هذه الخطوة".

وأبرز سفير فلسطين لدى الاتحاد الأوروبي أن كافة الدول الأوروبية شهدت وقفات احتجاجية منددة بتطبيع الإمارات والبحرين مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمشاركة مؤسسات مجتمع مدني أوروبية، اعتبرت أن ما قامت به دولتا الإمارات والبحرين "أمر مشين وغير مقبول"، وأن "القضية الفلسطينية لن تنتهي بالتطبيع".