الرأي العام اليمني يرتكز على مواقع التواصل الاجتماعي

23 ديسمبر 2017
يعاني اليمنيون من بطء الإنترنت (محمد حويس/فرانس برس)
+ الخط -
أفادت دراسة أطلقتها مؤسسة "منصة" اليمنية غير الحكومية بأن 95 في المائة من اليمنيين يحصلون على المعلومات والأخبار عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
الدراسة عنوانها "تأثير منصات التواصل الاجتماعي في تشكيل الرأي العام اليمني"، وشارك فيها 300 شخص من مختلف الأعمار والتوجهات والمستوى العلمي، بينهم 257 ذكراً، أي 85.7 في المائة من إجمالي المشاركين، و43 امرأة، أي 14.3 في المائة من إجمالي المشاركين.

وأشارت الدراسة إلى أن منصات مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت مباشرة في تشكيل التوجهات العامة لليمنيين، وتعزيز الوعي السياسي والاجتماعي لديهم، سواء عبر إنشاء آلاف الصفحات والمجموعات أو إطلاق الوسوم.

وأوضحت أن اليمنيين يقضون أوقاتاً طويلة في تصفح ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، تتجاوز في ذروتها 6 ساعات في اليوم الواحد، على الرغم من معوقات الاستخدام، كبطء خدمة الإنترنت، وانعدام التيار الكهربائي فضلاً عن أسباب اقتصادية وقيود سياسية أخرى.
ويرى الكثير من اليمنيين أن لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيراً كبيراً في توجيه الرأي العام والتوجهات السياسية، ومنها ما وصل إلى إثناء السلطات الحكومية عن إصدار قرارات أو إلغاء أخرى.

وكشفت الدراسة التي أجريت خلال شهر كامل عن تصدر موقع "فيسبوك" المرتبة الأولى بالنسبة لاهتمامات واستخدام اليمنيين، بنسبة 98.7 في المائة، يليه تطبيق واتساب بـ92.7 في المائة، ثم موقع "تويتر" بـ59 في المائة، وبعده "تيليغرام" بـ45.7 في المائة، و"يوتيوب" بـ38.3 في المائة، و"إنستاغرام" بـ34 في المائة، وأخيراً "المدونة" (بلوغ) بـ15.3 في المائة.

وعلى الرغم من لجوء اليمنيين إلى مواقع التواصل الاجتماعي في متابعة الأحداث المتلاحقة في البلاد، إلا أنها ظلت عرضة للحجب من قبل وزارة الاتصالات الخاضعة لسيطرة مليشيا "الحوثيين" التي تحتكر خدمة الانترنت في البلاد.

وأشارت الدراسة إلى أن 67.7 في المائة من إجمالي المشاركين اعتبروا أن هذه الوسائل أحدثت تغييرات سياسية واجتماعية وثقافية، بينما رأى 88.7 في المائة أنها مثلت وسائل فاعلة في تناول القضايا الجريئة. كما أوضحت أن 79.4 في المائة من رواد المنصات الإلكترونية في اليمن يستخدمونها في التواصل مع القيادات السياسية والاجتماعية الرفيعة في البلاد.
وحول مستوى الحريات على هذه المنصات، اعتبرها 59.3 في المائة "منصات حرية جديدة"، و35.7 في المائة وجدوا أنها تمثل منصات حرية "إلى حد ما"، و5 في المائة منهم لا تمثل منصات حرية لهم.

وأشارت الدراسة إلى أن 97 في المائة من اليمنيين الذين يمتلكون حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي يرون أن هذه المنصات الجديدة تلعب دوراً في عملية الاستقطاب السياسي، ويؤمن 58.7 في المائة منهم بتأثير حملات الضغط الجماهيرية في وسائل التواصل الاجتماعي على أصحاب القرار بصورة مباشرة.

ولفت المشاركون في الدراسة إلى أن أبرز معوقات استخدام الجمهور لوسائل التواصل الاجتماعي بطء خدمة الإنترنت، وانعدام الكهرباء، والأسباب الاقتصادية.

كما أشار المشاركون إلى وجود قيود سياسية كأحد أبرز معوقات استخدام الجمهور لمواقع التواصل الاجتماعي في إشارة للحريات الإعلامية والعامة التي قمعت خلال السنوات الثلاث الماضية، والتنكيل بالإعلاميين والناشطين السياسيين والحقوقيين على خلفية التعبير عن آرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو أي وسيلة نشر جماهيرية.



المساهمون