الدول الأوروبية تعزز إجراءاتها تحسباً لـ"داعش"

الدول الأوروبية تعزز إجراءاتها تحسباً لـ"داعش"

29 اغسطس 2014
خشية من تنفيذ هجمات في البلدان الأوروبية(فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تعيش الدول الغربية، وخصوصاً الأوروبية، حالة من التأهب الأمني تحسباً لاحتمال وقوع أي هجمات فيها بالتزامن مع التطورات في العراق وسورية، حتى لا يكاد يمر يوم إلا ويعلن فيه عن إجراءات أمنية جديدة، كان أحدثها إعلان بريطانيا، اليوم الجمعة، عن رفع التأهب الى مستوى "الخطر".

وسارع البيت الأبيض عقب الاعلان البريطاني للتأكيد أن واشنطن لا تعتزم رفع مستوى التأهب خشية عمليات "ارهابية". وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست، "لا أتوقع في هذه المرحلة أن يتم التفكير في تغيير مستوى التأهب".

بدورها، قالت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إن الولايات المتحدة لا تعلم بأي تهديد محدد على أراضيها من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية". إلا أن وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون، أضاف في بيان أن مقاتلي "داعش" ومؤيديهم "أظهروا عزماً وقدرة على استهداف مواطنين أميركيين في الخارج". وأشار إلى أن وزارته اتخذت خطوات خلال الصيف لتعزيز الأمن في المطارات في الخارج في ما يتعلق بالرحلات المباشرة للولايات المتحدة.

أما هولندا فيبدو أنها تسير على خطى بريطانيا في التوجه إلى سحب الجنسية من الجهاديين، ضمن سلسلة من الاجراءات تعكف الحكومة الهولندية على دراستها للحيلولة من دون انضمام مواطنيها إلى مجموعات متطرفة.

وأكدت الحكومة في رسالة لوزير العدل ايفو اوبستلين أنه "سيصار إلى تشديد القانون بهدف سحب الجنسية الهولندية من الجهاديين الملتحقين بمجموعة ارهابية مسلحة حتى من دون ادانتهم جنائياً". وهذا القرار يمكن فقط تطبيقه على من يحملون جنسيتين لأنه "لا يمكن أن يكون أحد من دون جنسية" بحسب الحكومة. وأضاف وزير العدل خلال مؤتمر صحافي في لاهاي أن "سحب الجنسية يعني أن هؤلاء غير مرحب بهم في هذا البلد لأنه لن يكون بإمكانهم العودة".

من جهته، أفاد نائب رئيس الوزراء الهولندي والوزير المسؤول عن الاندماج في الحكومة، لودويجك استشر، لصحيفة "ذي تلغراف" البريطانية بأن الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها "تستهدف خطباء المساجد الذين يحضون على الكراهية، كما تتضمن تدابير للحيلولة من دون انضمام الشباب للمجموعات المتطرفة". وأضاف أن العمل يجري في هذا الصدد مع وزارتي العمل والعدل.

وأكد استشر أنه "لا ينبغي السماح باستغلال أجواء الحرية الدينية في بلاده لغايات غير سلمية"، مشيراً إلى أن حكومته ستستفيد من تجارب الدول الأخرى في منع انتشار التطرف، وانجرار الشباب إلى المجموعات المتشددة، كما ستتم الاستعانة بوجهاء المجتمع في هذا الشأن.
وكان جهاز الاستخبارات الهولندي قد أعلن أن حوالى 130 هولندياً ذهبوا إلى سورية للمشاركة في القتال الدائر هناك، وعاد منهم 30 فقط؛ فيما قتل خلال المعارك 14 شخصاً.

مؤتمر دولي لمواجهة "داعش"

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اليوم الجمعة، إن بلاده "تقوم بجهود دبلوماسية للإعداد لمؤتمر دولي بشأن الأمن في العراق وبحث سبل مواجهة تنظيم (الدولة الإسلامية)". ولم يطرح الوزير موعداً مقترحاً للمؤتمر الذي تحدث عنه ولا أي تفاصيل أخرى بشأنه.

وقال فابيوس في مؤتمر صحافي عقده في باريس "إننا نقود حملة لمكافحة الإرهاب في الداخل والخارج وعلى المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل ومنظم ضد الإرهاب وخصوصاً ضد (الدولة الاسلامية)". وأضاف "علينا أن نقود حملة باستخدام المعلومات والوسائل العسكرية وكذلك الوسائل المادية لتجفيف منابع التنظيم".