الدنمارك: دعوات عاجلة لإرسال السلاح للمعارضة السورية والأكراد

13 أكتوبر 2014
تهديد "داعش" لعين العرب يغيّر من حسابات الدنمارك(إنصار أوزديمير/الأناضول)
+ الخط -
يلقى هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، على مدينة عين العرب الكرديّة اهتمام مختلف دول العالم، لا سيّما تلك التي تقطنها جاليات كرديّة، ما يدفع بأحزاب ومسؤولين إلى المطالبة بدعم المعارضة السورية والقوات الكردية لمواجهة التنظيم المتطرّف.

وفي الدنمارك، يتوالى صدور المواقف، وكان آخرها إعلان وزير الخارجية الدنماركي السابق، ومقرر الشؤون الخارجية في حزب "الشعب الاشتراكي"، هولغا نيلسن، ضرورة "إعادة النظر في قضية تسليح المعارضة السورية والأكراد"، داعياً إلى مدهم بالسلاح "على الفور". وياتي موقف نيلسن الجديد كلياً، بعد شهر من دعوة مماثلة لحزب يساري في البرلمان الدنماركي، هو حزب "اللائحة الموحدة"، لإرسال السلاح بدل الاكتفاء بقصف الطائرات. وغالباً ما كان نيلسن، أثناء فترة شغل منصبه، يعارض تسليح المعارضة السورية.

وعادة ما يرفض حزبا اليسار أي توجهات عسكرية أو استخدام للقوة، لكن يبدو أن التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة في ما يتعلق بالحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وتعرض مدينة عين العرب لهجوم واسع، وانسداد الأفق العسكري على الأرض، يدفع الحزبين إلى اتخاذ موقف موحد هذه المرّة من مسألة التسليح، بحسب ما أوضحته مصادر حزبية لـ"العربي الجديد".

وكانت المصادر ذاتها قد سربت، في وقت سابق، أنه "للحصول على موافقة حزب اللائحة الموحدة على إرسال طائرات شحن ونقل معدات أميركية للعراق، وعد وزير الخارجية مارتن ليدغوورد في الكواليس بأن يصل السلاح للأكراد".

ويبدو أن اجتماعاً طارئاً دعيت إليه لجنة الشؤون الدفاعية في البرلمان الدنماركي، قبل يومين (الخميس)، لمناقشة وزير الخارجية مارتن ليدغوورد في القضية، وطالبت الأحزاب المعارضة بأن "تقدّم الدنمارك على الفور أسلحة للسوريين الذين يقاتلون داعش والنظام"، على اعتبار أن "عين العرب ليست ذات أهمية كبيرة للأميركيين وقصفهم في العراق أهم"، على حدّ تعبير مصادر حزبية مؤيدة للتسليح لـ"العربي الجديد".

وبالنسبة لقدرات الدنمارك على مد المعارضة السورية والأكراد بالسلاح، تفيد مصادر مطلعة بأنه "يمكن بالتأكيد للدنمارك أن تحدث فارقاً في هذه المسألة".

يعترف نيلسن أنّ معارضته في ذلك الوقت قامت على مخاوف من أن ينتهي السلاح في "الأيدي الخاطئة"، ولذلك كان متردداً، بينما اليوم "يمكننا إرسال السلاح إلى الأكراد والمعارضة السورية المعتدلة". ويرى أنّ "للغرب والدنمارك مصلحة استراتيجية في تقوية دفاعات الأكراد، وفي الوقت ذاته دعم المعارضة السورية المعتدلة لتستطيع محاربة قوات النظام السوري والتصدي لداعش".

من جهته، لا يزال ليدغوورد يتخوف من "سقوط الأسلحة في الأيدي الخاطئة"، وهو يشير إلى أنّ هناك مخاطر كبيرة في الأمر، وذكر أنه "في عين العرب سيسقط السلاح في يد المجموعات الإرهابية من الدولة الإسلامية إذا ما دخلتها وأصبحت على الحدود التركية".

ويرفض ليدغوورد انتقادات حزب "اللائحة الموحدة" بأنّ "التحالف والدنمارك لا يفعلان شيئاً للأشخاص المتبقين في عين العرب ويقاتلون لوحدهم"، قائلاً: "الأمر ليس صحيحاً، فالتحالف يحاول قصف مقاتلي الدولة الإسلامية لردعهم عن دخول المدينة ولمساعدة المدنيين على الخروج منها".

وترى الأحزاب اليسارية في الدنمارك بأن القصف الجوي غير كافٍ، ويجب عمل شيء إضافي يتمثل بمدّ المقاتلين بالسلاح والعتاد. وهو أمر يطالب به مسؤول لجنة الدفاع في حزب "اللائحة الموحدة"، نيكولاي فلموسين، الذي فاوض باعتبار انّه تمت خديعته.

وتؤكد مصادر سياسية مطلعة في كوبنهاغن بأن رفض وزير الخارجية القيام بأي خطوات إلى جانب القصف الجوي، لا يعني بأن الأمر انتهى عند هذا الحد "بل هناك توجهات ليس بالضرورة أن يعلن عنها ليدغوورد في مثل هذه الاجتماعات ولا بتصريحات للصحافيين".