الدنمارك تستدعي سفيرها في طهران على خلفية التخطيط لاستهداف معارضين أحوازيين

30 أكتوبر 2018
راسموسن لوّح بموقف أوروبي ضد إيران (Getty)
+ الخط -
أعلن رئيس وزراء الدنمارك، لارس لوكا راسمسون، مساء اليوم الثلاثاء، أن بلاده ستستدعي سفيرها في طهران، يوم غد، احتجاجًا على ما كشفه الجهاز الأمني عن "مخطط للاستخبارات الإيرانية من أجل استهداف معارضين على أراضيها". وترك راسموسن الباب مفتوحًا حول سحب السفير من دون سقف زمني، بالقول "سنعيده غدًا ونرى ما سنتخذه من إجراءات مع الأوروبيين الذين ناقشنا الأمر معهم منذ أيام".

وأدى كشف رئيس جهاز الاستخبارات الدنماركية، فين بروك أندرسن، اليوم الثلاثاء، عن مخطط إيراني لاستهداف معارضين، وخصوصًا الناشطين الأحوازيين العرب المقيمين في الدنمارك منذ سنوات، إلى بروز حالة من الغضب السياسي لدى مختلف المستويات السياسية والحزبية والإعلامية في البلاد.

وعلى الرغم من أن حالة الاستنفار والتأهب الأمني التي شهدتها الدنمارك يوم 28 سبتمبر/ أيلول الماضي حملت، بعد أيام من حدوثها، تكهنات كثيرة حول ضلوع إيران في التخطيط لمثل هذا الاستهداف، ورغم نفي سفارة طهران في كوبنهاغن علمها بوجود مثل هذا المخطط، إلا أن التعاون الاستخباراتي الاسكندنافي أسفر عن اعتقال شخص مشتبه به في التخطيط لاغتيال أحد قادة حركة "النضال العربي لتحرير الأحواز" في الدنمارك. والمعتقل الذي ألقي القبض عليه، ويحمل الجنسية النرويجية، جرى توقيفه في مدينة غوتيبورغ جنوب السويد يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول، وتكتمت الأجهزة الأمنية على هذا التوقيف حتى أعلن عنه اليوم.

وكشفت السلطات الدنماركية، التي أجرت مباحثات مع أطراف أوروبية، عن نيتها اتخاذ إجراءات بحق طهران، "بعد تأكد ضلوع جهاز الاستخبارات الإيراني في مخطط استهداف واسع لمعارضين إيرانيين في عدد من الدول".

وبحسب ما رشح، فإن الغضب السياسي يأتي تزامنًا مع كشف جهاز الاستخبارات الدنماركي معرفته بمخطط "قائم منذ أشهر سابقة لهجوم الأحواز، الذي تعالت التهديدات الإيرانية إثره بحق المعارضين الذين يتوزعون في بلجيكا وهولندا والدنمارك بشكل خاص".

ورغم نفي "الحركة الأحوازية" في الدنمارك مسؤوليتها عن الهجوم؛ فإن الجهاز الأمني الدنماركي اعتبر "الخطر بحق حياة المستهدفين قائم بشكل جدي، لذا جرى تأمين هؤلاء ونقلهم إلى أماكن آمنة".



وعبّر رئيس وزراء الدنمارك، مساء الثلاثاء، في لقاء تلفزيوني، عن أن الدنمارك "ماضية في اتخاذ إجراءات بحق إيران بالتعاون مع الأطراف الأوروبية". ووصف راسموسن مخطط الاغتيال الإيراني بأنه "ينم عن تصرفات أنظمة قروسطية لا علاقة لها بالالتزام بالقوانين الدولية". واعتبر أن الاستخبارات الإيرانية تتحمّل مسؤولية هذا المخطط الذي جرى إحباطه. وأضاف "اخترنا أن نتحدث علنية عن الأمر هذه المرة، لنظهر لطهران بأنه لا يمكن على الإطلاق القبول باستهداف ناشطين إيرانيين على أراضينا أو أراضي غيرنا حيث ينشطون".

وشدد راسموسن، أيضًا، على أن بلده "لن يسمح أن تقوم إيران بالتجسس ومراقبة الإيرانيين هنا أو إرسال من يقوم باغتيالهم". وأكد أيضًا أن بلاده لا تقبل في الوقت نفسه قيام مجموعات إيرانية تحظى بحق اللجوء "بإظهار تأييدها لأعمال العنف والإرهاب في إيران، وهذا أمر يعود الآن للسلطات الأمنية للبحث فيه".

ومضى راسموسن إلى التأكيد على أن بلاده تجري "تنسيقًا مع الأطراف الأوروبية، ولن نستثني أية إجراءات بالتعاون مع الشركاء الذين يواجهون التحديات ذاتها، فنحن ندين وبكل قوة إرسال إيران بعض عملائها إلى دولنا بطريقة القرون الوسطى، وأخذ القانون بيدها في أراضي الآخرين باستهداف الناشطين لقتلهم". وشدد رئيس وزراء الدنمارك على أن بلاده لديها مطالب واضحة من الشركاء في الاتحاد الأوروبي للرد على التصرفات الإيرانية، قائلًا "نحن نناقش ذلك للوصول إلى موقف موحد لفرض مزيد من العقوبات ضد إيران".

ورغم أن إيران نفت، مساء اليوم، تخطيطها لاستهداف المعارضة، كما ورد في الاتهامات الدنماركية، واعتبرتها "جزءًا من مؤامرة" تستهدفها، وأنها تدخل في نطاق "الأخبار المزيفة"، إلا أن المستوى الحزبي، بما فيه اليمين المتشدد، الذي اعتبر حتى وقت قريب متفهمًا لوجهة نظر طهران، وكان يطالب بتسليمها الناشطين الأحوازيين، عبّر مساء اليوم، بلسان نائب رئيس حزب الشعب الدنماركي المتشدد (الداعم للائتلاف الحكومي)، سورن إسبرسن، عن رغبته في "سحب السفير الدنماركي من طهران، لإرسال رسالة واضحة بأننا لن نقبل هذه التصرفات". فيما تعالت أصوات أخرى تدعو إلى طرد سفير طهران وقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها.

ووفقًا لما رشح مساء اليوم، فإن كوبنهاغن ماضية لاستدعاء سفيرها صباح الغد. فقد دعا "اللائحة الموحدة" اليساري إلى "إظهار موقف قوي وواضح بوجه طهران"، فيما طالب يسار الوسط، أكبر أحزاب المعارضة، أيضًا بإرسال إشارة واضحة إلى طهران "أننا لن نقبل مثل هذه التصرفات".

واعتبر راسموسن، بلهجة غاضبة، أن طهران "تقوم بالإضرار بجهودنا في أوروبا حين حاولنا مساعدتها بعد انسحاب (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب من الاتفاق النووي".

دلالات