الدروس الخصوصية والمذاكرة البيتية.. سلاح طلاب المحافظات العراقية المنتفضة

الدروس الخصوصية والمذاكرة البيتية.. سلاح طلاب المحافظات العراقية المنتفضة

30 يناير 2020
حاول الطلاب تضييق مدى تأثير الإضراب (Getty)
+ الخط -


استطاع طلاب المدارس العراقية تضييق مدى تأثير الإضراب الذي عمّ محافظات البلاد المنتفضة، بمستوياتهم العلمية، وذلك من خلال الاعتماد على المذاكرة البيتية والدروس الخصوصية للاستعداد لأداء الامتحانات جيداً.

واختلفت الوسائل التي اعتمدها الطلاب في مذاكراتهم من طالب إلى آخر، بحسب الظروف المحيطة بهم، وبحسب قدراتهم الشخصية.

ووفقاً للطالب عبد الله أحمد، وهو في الصف الثانوي السادس في إحدى مدارس بغداد، فإنه "مع وجود الإضراب العام في المدارس، وضع لنفسه جدولاً زمنياً لقراءة المواد الدراسية ومذاكرتها والاستعداد للامتحانات"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أنّه "استعان بطلاب العام السابق الذين تخرجوا من الدراسة الثانوية، وحصل على كراساتهم، ووضع في ضوئها خطة للدراسة".

وأكد قائلاً: "استطعت أن أقرأ يومياً وفقاً للمنهج والخطة، وقد استعنت بمدرسين لديهم محاضرات على اليوتيوب، لفهم بعض المواد الصعبة، كذلك أرشدني بعض أساتذة مدرستنا إلى بعض التفاصيل المهمة"، مضيفاً: "أحب الاعتماد على نفسي. لدي ثقة بتحقيق النجاح، وقد ساعدني والدي ووالدتي في إجراء امتحانات، وقد حصلت على درجات جيدة". وتوقع أن يحصل "على درجات جيدة في الامتحانات، من خلال القراءة والاعتماد على النفس".

إصرار الطلاب على النجاح جعلهم يتعاونون فيما بينهم، بتبادل الكراسات المنهجية، والتسجيلات الصوتية للمحاضرات، التي ينظمها بعض المدرسين في المعاهد الخاصة، وتلك التي عقدها مدرسون في خيم بساحات التظاهر.

وقال الطالب، محمد الكعبي، وهو أحد طلاب محافظة ذي قار: "شكلنا مجموعة خاصة على مواقع للتواصل الاجتماعي، تضمّ عدداً كبيراً من الطلاب، وبعض منهم يحصلون على دروس من قبل مدرسين خصوصيين، والبعض الآخر يحضرون المحاضرات التي أقامها بعض المدرسين بالمجان في خيم التظاهرات".

وأوضح لـ"العربي الجديد" أن "المجموعة تتعاون فيما بينها، وكل طالب يرسل تسجيلات صوتية للدروس التي يحصل عليها، فضلاً عن بعض التلخيصات والتوضيحات المهمة التي يساعدنا بها بعض المدرسين"، مبيناً أن "المجموعة باتت كمدرسة صغيرة تجد فيها طوال اليوم دروساً وكتابات وتوضيحات مهمة، استطعنا من خلالها أن نتجاوز مرحلة عدم وجود المدارس، ودرسنا المواد الخاصة بمنهجنا جيداً".

ويؤكد مدرسون أن الإضراب حفّز لدى الطلاب روح التحدي والإصرار على النجاح، وأنهم بالاعتماد على النفس استطاعوا التغلب على صعوبات الدراسة، خلال العام الجاري. وقال الأستاذ حاتم كريم، وهو مدرس في إحدى مدارس محافظة كربلاء: "لاحظنا اهتماماً كبيراً لدى الطلاب وذويهم بمتابعة الدراسة في بيوتهم"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أنّ "الطلاب استطاعوا بالاعتماد على القدرات الخاصة أن يعوضوا ما فاتهم من دروس".

وأشار إلى أن "تعزيز الثقة بالنفس لدى الطالب خطوة مهمة في بناء شخصيته، وتحسين مستواه العلمي، وهذا الشيء قد تحقق بنسبة كبيرة لدى الطلاب الذين اعتمدوا على أنفسهم بالمذاكرة"، مؤكداً أنّ "من خلال متابعتنا للطلاب لمسنا أنهم حالياً مستعدون جيداً للامتحانات".

كذلك سجلت ساحات الاعتصام في البصرة وبغداد والناصرية والسماوة والكوت وكربلاء، تدشين حلقات لدروس خصوصية لطلاب السادس الثاني والثالث المتوسط والسادس الابتدائي، وهي المراحل النهائية الثلاث المعروفة في العراق بـ"البكالوريا".

وكانت وزارة التربية العراقية، قد حددت مواعيد امتحانات نصف السنة، للمحافظات التي تشهد تظاهرات، وذكرت الوزارة في بيان لها صدر يوم أمس، أنَّ الامتحانات بمديريات التربية في ميسان، وذي قار، والمثنى، والديوانية، وواسط، وبابل، والنجف، وكربلاء، للمرحلة الثانوية ستكون في يوم الأربعاء الموافق 19 من فبراير/ شباط المقبل، وللمرحلة الابتدائية يوم السبت 22 من الشهر نفسه، أما امتحانات نصف السنة ونهاية الكورس الأول للمرحلة الثانوية في بغداد، والبصرة، فستكون يوم الأربعاء 5 من شهر فبراير/ شباط المقبل.

يشار إلى أن المدارس العراقية، شهدت إضراباً عاماً في المحافظات التي شهدت تظاهرات شعبية، والتي تطالب بإنهاء الفساد وإصلاح العملية السياسية.