الحكومة البريطانية والمعارضة تواصلان مشاوراتهما لتجنب "بريكست" بلا اتفاق

الحكومة البريطانية والمعارضة تواصلان مشاوراتهما لتجنب "بريكست" بلا اتفاق

05 ابريل 2019
المشاورات استمرت أربع ساعات ونصف ساعة (Getty)
+ الخط -
واصلت الحكومة البريطانية المحافِظة والمعارضة العمالية محادثاتهما الخميس في محاولة لتجنّب بريكست بلا اتفاق، وهذا ما تمنته بدورها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تزور إيرلندا.

وشرح طرفا المحادثات أنّهما التقيا "لأربع ساعات ونصف ساعة" لإجراء "محادثات تقنية مفصلة"، وقالا إنّهما يعتزمان مواصلة ذلك الجمعة.

وتهدف المباحثات إلى تجنب طلاق مع الاتحاد الأوروبي في 12 إبريل/ نيسان بلا اتفاق، علماً أنّ الموعد الأساسي كان محدداً في 29 مارس/ آذار. 

ويبقى خيار "لا اتفاق" مطروحاً بعدما رفض النواب ثلاث مرات اتفاق الخروج الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسل، ما أثار مخاوف شديدة لدى الأوساط الاقتصادية.

وتأتي المباحثات الجديدة غداة تصويت البرلمان على مشروع قرار لتفادي خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في 12 إبريل/ نيسان.

من جانبها، قالت ميركل "حين تتوافر الإرادة سنتوصل" إلى اتفاق، معربة عن أملها بنجاح هذه المحادثات. 

وقالت المستشارة الألمانية، التي كانت تتحدث عقب لقائها نظيرها الإيرلندي، ليو فرادكار، في دبلن، إنّها لا تزال تأمل بـ"خروج منظم" لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكرر ليو فرادكار تمسكه بحدود مفتوحة في إيرلندا، تسمح بحرية تنقل الأشخاص وتجارة سلسة، من دون رقابة حدودية بين مقاطعة إيرلندا الشمالية التي ستخرج من الاتحاد الأوروبي، وجارتها جمهورية إيرلندا.

غضب أنصار بريكست

ولاقت مبادرة المحادثات بين الحكومة والمعارضة العمالية ترحيب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي في ملف بريكست ميشال بارنييه، الذي اعتبر أن "وقت اتخاذ القرارات حان". لكن قرار ماي بمد اليد إلى المعارضة أثار غضب المدافعين عن خروج صريح من الاتحاد الأوروبي، والذين يخشون أن تختار لندن خروجاً ناعماً يُبقي علاقات متينة مع الاتحاد الأوروبي.

غير أنّ وزيراً في حكومة ماي قال إن رئيسة الوزراء لا تملك خيارات. وقال هذا المسؤول لموقع بوليتيكو، مفضلاً عدم كشف هويته: "الأمر بسيط للغاية... ليس هناك مكان آخر تذهب إليه".

وأكد أعضاء آخرون مؤيدون للاتحاد الأوروبي في حكومتها أن الوقت حان للتخلي عن بعض المواقف السياسية لمصلحة التوصل لحل آمن لأكبر أزمة سياسية في بريطانيا منذ عقود.

وقال وزير المالية إنّ "كلا الحزبين عليه أن يقدم تنازلاً. الطرفان سيتألمان"، في تصريح لمحطة "آي تي في".

ويعدّ التوصل إلى اتفاق بين ماي وزعيم العمال جيريمي كوربين، اللذين كانا يدافعان عن طروحات متناقضة، أمراً غير سهل.

وعارضت ماي طويلاً فكرة البقاء في الاتحاد الجمركي الأوروبي، إذ إنها تمنع بريطانيا من توقيع اتفاقات تجارية مستقلة مع دول مثل الصين والولايات المتحدة. غير أنّ كوربين يأمل من جانبه بوحدة جمركية متينة والحفاظ على السوق الموحدة. وقال إنّه تناول مع ماي خيار إجراء اقتراع آخر للبريطانيين "منعاً لخروج بلا اتفاق أو باتفاق سيئ"، وهو ما ترفضه ماي حتى الآن.

وأكد مسؤول ملف بريكست في حزب العمال كير ستارمر بحث هذا الموضوع مع الحكومة. غير أنّ فكرة استفتاء ثان تقسم العماليين أنفسهم. 

وفي رسالة إلى كوربين، حذّر 25 نائباً ينتمون إلى حزبه من استفتاء ثان "سيؤثّر سلباً على ثقة العديد من ناخبي حزب العمال ويقلّص حظوظنا بالفوز في الانتخابات التشريعية".

مساعدة نفسية

واستبق النواب الحكومة، مساء الأربعاء، حين جرى التصويت بفارق بسيط على اقتراح قانون يجبر تيريزا ماي على تأجيل بريكست إلى ما بعد 12 إبريل/ نيسان في حال لم يتوصل البرلمانيون إلى اتفاق حول آليات الخروج.

وكان من المتوقع الخميس أن يصادق مجلس اللوردات، غرفة البرلمان العليا، على النص. ولكن يجب أن يوافق القادة الأوروبيون أيضاً على التأجيل، علماً بأنهم سيجتمعون في قمة استثنائية مخصصة لبريكست في 10 إبريل/ نيسان.

وذكرت صحيفة "دايلي تلغراف" أنّه بهدف مساعدة النواب على مواجهة الضغط الذي يتعرضون له، فإنّ خطاً هاتفياً مفتوحاً على مدار 24 ساعة وُضع في تصرّف هؤلاء إذا شعروا بحاجة إلى "مساعدة نفسية".

وكتب نائب رئيس مجلس العموم ليندسي هويلي إلى كل نائب: "من الضروري في مرحلة الضغط الكبير أن نتمكن من تقديم المساعدة اللازمة في مجال الصحة والرعاية".

(فرانس برس)

المساهمون